بغداد ـ ودق ماضي

لم يكُن #العراقيون يعرفون “المولات” قبل عام 2003، لكنهم كانوا يزورون ما كان يُعرفُ آنذاك بـ”الأورزدي”، شبيه #المول الحالي، وهو مجمعٌ تجاري من طابقين أو ثلاثة طوابق أو أكثر، تتوفر فيهِ #الألبسة والألعاب وأنواع #الأطعمة والمشروبات والأثاث المنزلي، وغيرها من السلع الاستهلاكية، وبعد #الإحتلال الأميركي للبلاد، قُصِفت غالبية المعامل والمصانع التي كانت تمثّلُ المورد الأول لهذه “الأورزديات”، عبر الطائرات الحربية الأجنبية، وعلى إثر هذا القصف توقف الانتاج المحلي في البلاد وتوقفت معه المجمعات التجارية.

 

مقاهي شبابية ـ عدسة الحل

ومنذ العام 2007، ولغاية الآن يستمر #تجار البلاد والمستثمرين ببناء #المولات وهي نفس الأورزديات ولكن بطريقة أكثر تطوراً ورفاهية، حتى بلغت المولات في العراق بالعشرات، وتنتشر غالبيتها في #العاصمة، إذ أن لبغداد وحدها أكثر من 10 مولات، ومولات أخرى قيّد الإنشاء، الأمر الذي أدى إلى تراجع المبيعات لدى المحال التجارية والمطاعم، كون المول يحتوي على كل ما يحتاجه البيت العراقي.

محال لبيع الألبسة ـ عدسة الحل

اليوم، بات المول يستهوي الأهالي أكثر من المحال المنفردة الخارجية، نظراً لما يوفر من احتياجات منزلية، إضافة إلى كونه يُمثّل رحلة بسيطة، قد تكون أسبوعية أو نصف شهرية، تجمعُ بين “تغيير الجو” والتبضّعِ بالسلع والألبسة، فضلاً عن وجود شركات# الإلكترونيات التي باتت تعرضُ جديدها وبأسعار تنافسية، ومحال بيعِ #الكتب والمقاهي، التي صارت تفتتحُ فروعاً لها داخل المولات، ما يعني أن التجوال في المول، لن يكونَ مجرد زيارة محلات تجارية، وإنما نزهة متكاملة.

مول في بغداد ـ عدسة الحل

تقول فاطمة عبد القادر (27 سنة) لـ”الحل العراق“، إن “المول هو المكان الأكثر أمناً من #الأسواق الخارجية والشوارع، إذ أن المواطنين المتواجدين فيه، تعرضوا للتفتيش، فلا قلقٌ من #تفجيرات أو استهداف لأبرياء ولا هم يحزنون”، مبينةً أن “أكثر ما أفكر فيه، في أي منطقة أزورها أو اتبضع منها هو الوضع الأمني، وفي المول الأوضاع الأمنية جيدة جداً، وأنا لا أخاف على نفسي وأهلي من #الخطر”.

 

من جهتها، نور محمد (34 سنة)، وهي من أهالي #بغداد، تشير إلى أن “مضايقات كثيرة تتعرضُ لها #النساء في المحال التجارية والأسواق الشعبية والشوارع، ولكن في المولات هذا الأمر معدوم، لأن عناصر المراقبة ورجال الأمن دائماً بالقرب من الزبائن ومن خلال الاستعانة بالكاميرات فإن عمليات السرقة أو التحرّش معدومة تماماً، وقد سمعنا لأكثر من مرة، أن حالات سرقة حصلت إلا أن السُراق سرعان ما يتم إلقاء القبض عليهِم بالإعتماد على تسجيل المصوّر للكاميرات”.

عدسة الحل في بغداد

وتابعت، في حديثها مع “الحل العراق“، أن “اعتماد الأسر العراقية وتحديداً البغدادية على المول، صار روتينياً، لأنه الأجمل والأنظف، حتى أن موعيدنا واللقاءات مع الأصحاب والأقارب باتت تتحول من المنازل إلى المولات والجلوس في #المطاعم، لتناول الأكلات العراقية وغير العراقية، حيث توجد مطاعم #لبنانية و #سورية و #مصرية تقدم أطباقاً من الجيّدِ تجربتها”.

كشك لبيع الآيس كريم في المول ـ عدسة الحل

أم علي، وهي من منطقة الأعظمية، توضّحُ أن “الأسعار التي تعتمدها المحال التجارية خارج المول هي نفسها تتعامل بها محال المولات، وبصراحة أحياناً المول تكون أسعاره أرخص”، مبينة لـ”الحل العراق“، أن “المول يهوّن علينا التجوال الكثير، إذ يمكننا زيارة المطاعم ومن ثم التسوق وتبضع ما نحتاجه للمطبخ وكل ذلك في وقت وجيز، ولو أنني اعتمد على المحال الخارجية فإن الوقت سيكون أطول”.

إلى ذلك، يلفت سليم الكعبي (30 سنة)، إلى أنه “دائم الزيارة لمول #المنصور في بغداد”، مبيناً لـ”الحل العراق“، أن “المول يوفر #ماركات وعلامات تجارية عديدة قد لا تتوفر في الأسواق والمحال التجارية العادية، وهو ما يميّز محال المول عن غيره”.

مكتبة لبيع الكتب ـ عدسة الحل

من جهته، يُعرب #المحاسب في #مول_بابلون ببغداد مصطفى جميل، عن سعادته في “نجاح تجربة المولات في العراق”، موضحاً لـ”الحل العراق“، أن “المول يراعي أمن وسلامة المتبضعين بالإضافة إلى رعايتهم والإهتمام برغباتهم، وإن ما يميّز المولات عن باقي الأماكن أنها تراعي الأجواء العامة، إذ أنها في #الأفراح تستقطب #الفنانين لإقامة الاحتفالات العامة، والتي يحضرها الناس مجاناً، إضافة إلى #المسابقات التي تطلقها إدارة المول للمتبضعين والتي ينتج عنها ربح بطاقات بـ100 دولار أو أكثر، ناهيك عن مراعاة #النظافة، وأحوال #الطقس، ففي فصل #الصيف تكون الأجواء داخل المول طيبة، أما في الأسواق العادية تكون الحرارة مرتفعة وطاردة للمتبضعين، والأمر نفسه ينطبق على فصل الشتاء، حيث تكون الأجواء دافئة عبر استخدام نظام التدفئة المركزية المتطور”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.