تربية المواشي بريف حماة: بين الصعوبات وعزوف المربين عن المهنة

تربية المواشي بريف حماة: بين الصعوبات وعزوف المربين عن المهنة

حماة (الحل) – لم يترك القصف والظروف الأمنية التي تشهدها مناطق سيطرة المعارضة بريف #حماة، قطّاعاً خدمياً أو اجتماعياً إلا وتضرّر على مدار سنوات الاحتجاجات في #سوريا منذ آذار 2011 وحتى اليوم، إلا أن قطّاع #الثروة_الحيوانية يعد من أبرز تلك القطاعات التي تضرّرت وتراجعت بشكلٍ لافت خلال الأشهر الأخيرة، خاصةً وأن بعض المناطق تعد تربية المواشي المهنة الرئيسية لقاطنيها.

وتراجعت تربية المواشي بشكلٍ كبير في مناطق سيطرة المعارضة بريف حماة الغربي نتيجة عدّة صعوبات تواجه المربين، إضافةً إلى عدم توفّر الرعاية المناسبة للمواشي وعدم تناسب أسعار المنتجات مع التكاليف اللازمة للمواشي، ما أدى إلى عزوف الكثير من المربين عن المهنة.

أمراض منتشرة بين المواشي وغلاء العلاج والطعام

يقول عمران الجاسم (مربي أغنام في منطقة #جبل_شحشبو بريف حماة الغربي)، لـ “الحل”، إن “أكثر الأمراض انتشاراً بين المواشي هذا العام وخاصة الأغنام هي الحمّى القلاعية والجدري والعراقي، دون وجود أيّة لقاحات مجدية لتلك الأمراض، نظراً لعدم متابعة أمور المواشي بشكلٍ دوري، الأمر الذي يهدد الثروة الحيوانية في المنطقة”.

ويضيف الجاسم “الأدوية إن وجدت فإن أسعارها غالية جداً فإبرة الالتهاب يعطيها الطبيب البيطري لرأس الغنم الواحد تكلّف 500 ليرة سورية (أي ما يعادل حوالي دولار أميركي واحد)”، كما أن طعام المواشي كالأعلاف غالية الثمن، ما يجعل المربين يعتمدون على المراعي الطبيعية كالأعشاب، وهي لا تتواجد على مدار العام”. محذراً من تدهور الثروة الحيوانية في المنطقة لأكثر من ذلك وانقراضها.

عزوف مربين عن المهنة

يبيّن صالح الحسين، لـ “الحل”، أنه كان لديه أكثر من 40 رأساً من الأغنام ولكن نتيجة انتشار الأمراض الغريبة التي ظهرت على مدار السنوات الماضية وغلاء أسعار الأعلاف ورخص سعر الحليب وتشجير الكثير من السكان لأراضيهم وانعدام المراعي والنزوح المتكرر، أُجبِر على بيعها وبأسعارٍ زهيدة حتى لا تتفاقم خسارته أكثر من ذلك”.

 

ويشير الحسين إلى أن الكثير من أصحابه عزفوا عن المهنة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة وعدم توفر الوقت الكافي لامتهان رعاية المواشي، إضافةً إلى تغيّر طبيعة المنطقة، فالقصف يؤدي إلى نفوق الكثير من المواشي، وعند النزوح من المستحيل نقل المواشي لأن البشر أولى بالنزوح، بحسب تعبيره.

مناشدات المربين لا تلقى استجابة

ويناشد مربو المواشي كل عام جميع المعنيين بقطّاع الثروة الحيوانية في منطقة #سهل_الغاب بريف حماة الغربي، إلا أن مناشداتهم لا تلقى آذاناً صاغية من قبل الجهات المسؤولة عن تلك الثروة، ما ينذر بعزوف مربين بعدد أكثر وانقراض الثروة الحيوانية في المنطقة.

المربي (مصطفى الزين) أشار إلى أن المربين في كل عام يقدّمون مناشدات سواء للمنظمات الإنسانية أو الجمعيات المهتمة بالثروة الحيوانية وذلك عبر المجالس المحلية، إلا أن تلك المناشدات لم ينفّذ أي شيء منها حتى اليوم رغم تكرارها لسنوات. مبيناً أن الكثير من العائلات كانت تعتمد بشكل أساسي في حياتهم على تربية المواشي، أما الآن ونتيجة تدهور تلك الثروة انتشر الفقر بشكلٍ أكبر بين العائلات بالمنطقة دون أيّة حلول بديلة.

وتعتبر منطقة سهل الغاب من أبرز المناطق السورية التي تعتمد على الزراعة وتربية المواشي والأسماك، إلا أنها تراجعت جميعها، بسبب القصف المستمر الذي تتعرض له المنطقة ونزوح معظم السكان باتجاه مناطق أكثر أمناً، فضلاً عن غياب الدعم اللازم لتلك القطاعات من قبل الجهات المعنية كالمجالس المحلية والمنظمات الإنسانية.

إعداد: هاني خليفة – تحرير: مهدي الناصر

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.