بغداد ـ هند راسم

تمكنت #المرأة_العراقية خلال العقد ونصف العقد الماضيين، من انتزاع مكانتها الحقيقية، والدخول ضمّن حلبات #التنافس بما يتعلق بمجالات #العمل والمِهن بمختلفِ أشكاله، بعد فترة طويلة لم تكن فيها المساواة بين #الجنسين مألوفة، بحكم #العادات والتقاليد التي فَرضتها #العشيرة والمذاهب الدينية، إضافةً إلى انظمة الحكم المتقلبة في ضمن تأريخ #البلاد الحديث.

ولعل مواقع التواصل الإجتماعي لعبت الدور الأكبر في تغيير حياة المرأة العراقية، إذ تمكنت من خلالِها، الخروج من إطار #الرتابة والصورة النمطية في مهامها إلى رسمِ كيانٍ خاص بها بعيداً عن حدود مفاهيم الذكور في البلاد، فتحوّلت من ربةِ منزلٍ ومربية للأطفال إلى كائنٍ أكثر إستقلالية بعد أن كسرت #قيود #الخوف.

وبالرغم من التقدم الملحوظ التي توصلت إليه المرأة في الوقت الحالي، بمجال #الأعمال والتجارة والصحافة وغيرها، إلا أنها ما تزال أمام تحديات كبيرة في المجتمع، وينتظرها دربٌ طويلٌ من الكفاح.

سارا ـ مواقع التواصل

تقول #سجى_الموسوي عن أزمتها التي واجهتها طيلة 20 عاماً، عندما بدأت تُدركُ أن المرأة في العراق مهمشةٌ وتنحصر أعمالها داخل جدران المنزل وتربية #الأطفال: “لقد عانيت ولمدة طويلة من الحياة البدائية التي كانت مفروضة علينا أنا وأخواتي من المجتمع، ولكنني لم أستسلم بسهولة فقد حاربت ووقفت بوجه الجميع من أجل اثبات أن المرأة #بطلة الحياة وليست ضيفة شرف فيها”.

وتضيف في حديثٍ مع “الحل العراق“، أن “ما مررت به دليل على قوة المرأة وقدرتها على التغيير، ومن هنا أدعو جميع نساء إلى كسر #القيود، وقهر نظرة المجتمع بأننا كائنات #ضعيفة، ونحتاج من يملي علينا أفعالنا ويتابع تصرفاتنا، كما يرى المجتمع #الذكوري”.

المهندسة “رؤى محمد”، تروي لـ”الحل العراق” حكايتها: “كان أبي يؤمن بي لدرجةٍ كبيرة ويقف معي في كل معارك الحياة، وكوني أعمل في مجال الهندسة المعمارية حكموا عليَّ بالفشل لأنني امرأة، ولكنني واجهت الجميع، وأكدّتُ لهم أن دور #النساء لا ينحسر بالإنجاب وتربية الأطفال ورعاية المنزل”.

من جهتها، تؤكد “سارا” صاحبة مدونة “daily life with me official”، أن “رغم الانفتاح الذي طرأ على حياة المرأة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها أمام جهل كبير من مجتمع مقهور عليها محاربته”، مبينة لـ”الحل العراق“، أن “هناك أمور بسيطة لو التزمت بها المرأة العراقية لتطور موقفها، وازدادت قوتها، مثل #الإصرار على وضع صورتها الشخصية الحقيقة في فيسبوك مثلاً، وهذا الأمر يُثبت قوتها، ويؤكد وجودها، ومن خلاله يمكنها مواجهة المنتقدين وتحديهم أيضاً”.

ندى العابدي ـ أرشيفية

بدروها، ترى الباحثة في شؤون المجتمع العراقي #ندى_العابدي، أن “انفتاح العراق على ثقافات أخرى بعد أن كان تحت سطوة حزب واحد (حزب البعث)، لسنوات طويلة، دفع نساء العراق إلى الإيمان بالتطور، لا سيما بعد الاختلاط #الثقافي الذي حدث في المجتمع، الأمر أجبر كثيرٌ من الرجال على تغيير نظرتهم في التعامل مع المرأة”.

ولفتت في اتصالٍ مع “الحل العراق“، إلى أن “العمل في النشاط المدني الذي يُعتبر اليوم ثقافة جديدة طرأت على المجتمع، أدى أيضاً إلى تشجيع الشابات للعمل بمختلف #المجالات، لا سيما وأن طبيعة المرأة تميلُ إلى الشعور بالمسؤولية”، موضحة أن “التطور الذي حصل لم يكن محدود النطاق وأكبر دليل على ذلك، هو مساهمة المرأة العراقية في #القتال ضد #الإرهاب، إضافةً إلى أعمال أخرى أضافت لها ثقة كبيرة بنفسها أولاً وبمجتمعها ثانياً”.

وأكملت، أن “من الضروري عدم نكران بأن المجتمع العراقي تقبل فكرة ظهور المرأة إلى العلن، بعد مراحل طويلة من #التخلف والقبلية، حيث أفسح المجال لحريتها وأعطاها مساحة كبيرة للتعبير عن نفسها ورأيها”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.