رياضة الفروسية في سوريا: احتكار سلطوي وبطولات لأبناء المسؤولين والضباط

رياضة الفروسية في سوريا: احتكار سلطوي وبطولات لأبناء المسؤولين والضباط

ريف دمشق (الحل) – تواجه رياضة الفروسية العريقة واقعاً صعباً في #سوريا، مع شبه اقتصارها على الطبقة المقربة من النظام الحاكم، وسعي شخصيات من أسرة الأسد على تنظيم بطولاتها وبناء إمبراطورية خاصة بها في ميدان هذه الرياضة، للتحكم بكافة مفاصلها.

الخصم والحكم!

من المفارقات التي تحصل كل عام مع هذه بطولات هذه الرياضة أنّ المشاركة فيها تقتصر على أبناء المسؤولين والضباط والمقربين من عائلة الأسد، كما أنّ معظم البطولات تحمل اسم “باسل الأسد” شقيق رئيس النظام أو “الوفاء للباسل”، ومن يقوم بتكريم الفائزين فيها يفعل ذلك برعاية آل الأسد ويتحدث باسمهم.

وقد أثارت نتائج البطولات التي تنظمها مؤسسات رياضية تابعة للنظام موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، بعد فوز بنات “ماهر الأسد” بمراكزها المتقدمة، وتأهلهنّ للمشاركة في بطولة العالم للأطفال، كما شكك بعض المتابعين بنتائج هذه المسابقات، كونه من المستحيل ألا يكون في سوريا فرسان ينافسون على البطولات ويملكون الموهبة العالية.

هوس المسؤولين وتدخل السياسيين

وتعتبر الفروسية وركوب الخيل إجمالاً رياضة مفضلة للغاية بالنسبة للمقربين من رئيس النظام وأبناء المسؤولين، وقد تم إنشاء مراكز عديدة لممارستها في منطقة#الديماس في #ريف_دمشق وفي مناطق أخرى من سوريا، كما أصدروا مجلة خاصة بها سميت “الفارس العربي” بدعم من “هلال الأسد”، وعلى الرغم من عدم وجود قراء لها إلّا أنّ ممولها أصرّ على استمرارها، قبل أن تتوقف قبل سنوات مع انشغال الجميع بالأحداث التي بدأت عام 2011.

الإعلامي الرياضي ناصر بكار قال “للحل”: الجهات السياسية دائماً تتدخل في شؤون هذه الرياضة، فمع كل بطولة يجب أن يتم إدخال حزب البعث، إضافةً لتدخل محافظين تابعين لحكومة النظام، علماً أنه ليس لديهم مهام ينفذونها ووجودهم فقط لإظهار النفوذ على كل شيء”.

الحرب وآثارها على الفروسية

وأضاف بكار: “تراجعت هذه الرياضة بسبب الحرب بشكل كبير، كما تسبب القصف العنيف على مناطق النزاع بنفوق عشرات الخيول الأصيلة وهرب أعداد كبيرة منها، كما تعاني الخيول السورية من النحول والمرض كونها كانت في بيئة صاخبة بسبب القصف، ولا يوجد اهتمام غذائي أو طبي بها”.

وتابع بكار “المنشآت متضررة بشكل كبير، ولا يمكن مقارنتها بمثيلاتها في الدول العربية أو الأجنبية، وفي سوريا نفتقد للعقلية الاحترافية في إدارة مثل هذه الرياضة التي تحتاج للدقة والتعامل المثالي مع لاعبيها وتنمية مواهبهم التي غالباً ما تضيع بسبب الإهمال وسيطرة العقلية العسكرية على الرياضة السورية بكافة مفاصلها”.

نجاح الموهوبين

يُصنف الفارس أحمد حمشو كأفضل فارس في سوريا وواحد من أفضل الفرسان العرب، حيث يستمر بتحقيق مراكز جيدة خلال مشاركاته الدولية التي تقام في دول الخليج، أو في أوربا، والفارق بينه وبين باقي المواهب في سوريا هو تلقيه الدعم بشكل مباشر حكومة النظام، نظراً لصلته بمسؤولين كبار فيها.

بحسب بكار فإنّ حمشو هو اللاعب الوحيد الذي يساهم في تحسين سمعة الفروسية السورية في المحافل العربية والعالمية لما يقدمه من نتائج جيدة وأرقام قوية. بينما لم يحقق أبناء وبنات الأسد المسيطرين على الجوائز المحلية إنجازات تذكر في البطولات العالمية.

يذكر أن واحداً من أهم رياضيي ركوب الخيل في سوريا، عدنان قصار، قد دخل إلى المعتقلات السورية لمدة 21 عاماً قبل أن يتم الإفراج عنه عام 2014. لم يكن قصار ناشطاً سياسياً، ولكنه تمكن من الفوز على باسل الأسد، نجل الرئيس السابق حافظ الأسد في سباقٍ للفروسية.

وبحسب تصريح أدلى به مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لصحيفة الحياة في تاريخ إطلاق سراح قصار : “قصار تمكّن من الفوز على باسل الأسد، شقيق الرئيس السوري الحالي، واعتُقل بعدها، وزُجّ به في سجن صيدنايا العسكري. وعند وفاة باسل الأسد في العام 1994، قام سجانوه بإخراجه من زنزانته، والاعتداء عليه بالضرب بشكل وحشي، من دون أن يعلم قصار سبب هذا الاعتداء”.

 

إعداد: سليمان مطر – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.