نقاط المراقبة التركيّة…ملاذ آمن لعوائل الشمال بظروف إنسانيّة صعبة

نقاط المراقبة التركيّة…ملاذ آمن لعوائل الشمال بظروف إنسانيّة صعبة



حماة (الحل) – تبيت مئات العائلات من أهالي منطقة #جبل_شحشبو (الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلّحة بريف #حماة الغربي)، بالقرب من نقطة المراقبة التركية المتواجدة في قرية #شير_مغار، وسط ظروفٍ معيشية وإنسانية صعبة.

فالقصف اليومي الذي تتعرض له مناطق الشمال السوري، دفع بمئات العائلات إلى التوجه إلى النقاط التركيّة كملاذ آمن، حيث يعتبر الأهالي بأن تلك المناطق بمأمن عن قصف النظام بوجود القوّات التركيّة، ذلك بعد تصاعد القصف خلال الأسابيع الماضية رغم توقيع العديد من اتفاقيات التهدئة وآخرها اتفاقيات “المنطقة المنزوعة من السلاح”.

عوائل قرب النقطة التركية دون مساعدات



يقول وليد الخالدي (رئيس المجلس المحلي في منطقة جبل شحشبو)، لـموقع “الحل”، “تقيم حوالي 500 أسرة ضمن مخيمين اثنين قرب نقطة المراقبة التركية، يزيد عددها وينقص بحسب شدّة القصف على القرى، يعانون من ظروفٍ صعبة فالمنطقة جبلية والطقس لا يزال بارداً خاصةً في الليل، والمخيمين متواجدين قرب النقطة منذ أكثر من شهر دون أية مساعدات تقدّم لهم فالمنظمات لا تأتي إلى المنطقة بحجّة أنها تتعرض للقصف”.



ويوضح “الخالدي” أنهم كمجالس محلية في المنطقة عاجزين عن تقديم أدنى المساعدات لهؤلاء النازحين قرب النقطة التركية، كون المجالس بالأصل لم تتلقَّ دعماً منذ أكثر من عام، داعياً جميع المنظمات والجمعيات للتوجه إلى قاطني المخيمين وتقديم المساعدات اللازمة لهم، فبعض العائلات تفترش الأرض قرب النقطة وتنام خوفاً من القصف على منازلهم في قراهم التي هجروها.



عائلات تبيت بالسيارات ليلاً لانعدام الخيام



يشير أحمد الصطوف (مدني من إحدى قرى جبل شحشبو)، لـموقع “الحل”، إلى أنه يذهب وعائلته المكوّنة من عشرة أطفال وزوجته إلى قرب النقطة التركية ليبيت ليلاً فقط، فالقصف يشتد خلال الليل والأطفال يخافون، ما يجعله يضطر للذهاب بسيارته وبعض الأمتعة إلى قرب النقطة وينامون داخل السيارة تخوّفاً من عمليّات القصف ليلاً.



ويشدد “الصطوف” على أنه من المفترض أن ينتهي القصف على مناطقهم بسبب قربها بشكلٍ كبير من النقطة التركية، إلا أن تواجد الأخيرة لم يمنع القصف، ويقول “القصف على مناطق الاتفاقيات يتم أمام أعين الضامنين، لم يعد لدينا ثقة بأي اتفاقية تحت عنوان وقف التصعيد العسكري”.

وتضم المنطقة منزوعة السلاح حوالي 60 بلدة وقرية، يبلغ عدد سكانها أكثر من 170 ألف نسمة، وذلك قبل تصعيد القصف على منزوعة السلاح ونزوح الكثير من العائلات منها، إذ توجد لدى القوات التركية 12 نقطة مراقبة لوقف إطلاق النار في منطقة خفض التوتر بإدلب، في حين يوجد لدى الجيش الروسي عشرة نقاط تم الاتفاق عليها في مباحثات #أستانة حول #سوريا.


ووثّق ناشطون معارضون في الشمال مقتل أكثر من 150 مدنياً وجرح حوالي 400 آخرين، ضمن مناطق خفض التوتر في إدلب بما فيها المنطقة منزوعة السلاح، رغم جميع الاتفاقيات المبرمة بخصوص عدم التصعيد العسكري واستهداف المدنيين.

وشهدت المنطقة عشرات الخروقات لاتفاقيات التهدئة، من جانب قوّات النظام من جهة، ومن جانب هيئة تحرير الشام من جهة أخرى، حيث أن الأخيرة أعلنت رفضها للاتفاق الأخير، وشنّت العديد من الهجمات ضد مواقع قوّات النظام.



إعداد: هاني خليفة – تحرير: مالك الرفاعي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.