السرقات و عمليات النشل تتزايد في دمشق وريفها وسط إهمال أمني

السرقات و عمليات النشل تتزايد في دمشق وريفها وسط إهمال أمني

ريف دمشق (الحل) – لا تزال ظاهرة السرقة والنشل تؤرق سكان العاصمة #دمشق وريفها، حيث تم تسجيل مئات السرقات خلال الفترة الماضية بأشكال مختلفة، على الرغم من وجود عشرات الحواجز والنقاط الأمنية فيها.

ولم تقتصر هذه السرقات على العامة بل وصلت إلى المشاهير، الذين أكدوا تعرضهم للسرقة في وضح النهار، وفي مناطق تعتبر”راقية وآمنة”، كما تجاوز اللصوص السرقة إلى القتل في بعض الحالات بعد خوفهم من انكشاف أمرهم.

نشلٌ في وسائل النقل العامة

يفترض بك إذا صعدت إلى إحدى وسائل النقل العامة أن تكون حذراً ومنتهباً لمن حولك، كون هذه الوسائل المكان المفضل للنشالين الذين ينشطون في شوارع العاصمة، ويستهدفون المارة خصوصاً النساء وكبار السن، وقد تم تسجيل عشرات السرقات خلال الأشهر الماضية، على الرغم من تعهدات حكومة النظام بالقبض عليهم وملاحقتهم.

سناء محروس (تعرضت للنشل في باص النقل الداخلي) تروي “للحل” كيف تمت سرقتها “أنهيت عملي وصعدت في باص النقل الداخلي من شارع الثورة، وكان مزدحماً كعادته، انطلق الباص وسار بنا قليلاً، فطلب شخصان النزول بحجة فقدان أوراقهم الشخصية، وأثناء نزولهم قاموا بسحب محفظتي بسرعة وركضوا باتجاه الحديقة الموجودة في المنطقة، ليختفيا عن النظر بعد ذلك”، وتابعت محروس القول “الخسارة المادية يمكن تعويضها وأسامح السارقين لو كانوا بحاجة، إلّا أنّ أوراقي الشخصية والثبوتية موجودة داخل المحفظة، وتسيير معاملة جديدة هي مشكلة كبيرة و (وجعة راس)”، وفق قولها.

سرقة المشاهير

لم تستثنِ عصابات السرقة المنتشرة في أحياء العاصمة المشاهير، حيث أكدّت الفنانة روبين عيسى تعرضها للسرقة، وكتبت منشوراً على فيسبوك بعد الحادثة، ذكرت فيه تفاصيل السرقة التي تعرضت لها في أحد الأحياء “الراقية” والتي من المفترض أن تكون الأكثر أماناً، إلّا أنّ “عصابة الموتورات” التي كانت تسير بعكس اتجاه السير في منطقة (دخلة نادي الشرق وسط العاصمة)، أقدمت على سرقة حقيبتها على الرغم من وجود شخص معها في السيارة، ووجود كاميرات مراقبة في الشارع، تبين في وقتِ لاحق أنّها معطلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وأشارت عيسى إلى أنّ السرقات تتكرر كثيراً بكل سلاسة، وتتم بثقة عالية من اللصوص، وأوصت الجميع بضرورة الانتباه مع “قلة الأخلاق والضمير”، لترد عليها الممثلة وفاء موصللي بأنّها تعرضت أيضاً للنصب بمبالغ كبيرة، قبل أن تقوم روبين بحذف المنشور، الذي انتشر بشكل واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.

من السرقة إلى القتل

غالباً ما تتطور جريمة السرقة إلى القتل، خصوصاً إذا شعر اللصوص بالخوف من انكشافهم، فيقدمون على قتل ضحيتهم للهرب من المحاسبة، وهذا ما حصل في عدة حالات كان آخرها، إقدام خبيرة تجميل على قتل زبونة لها في مدينة #جرمانا بعد ادعائها بأنّها طبيبة تجميل، وترددها على منزلها عدة مرات قبل أن تقوم في المرة الأخيرة بتخديرها وإحراق المنزل بعد سرقته.

الأمر ذاته تكرر في مناطق #جديدة_عرطوز و #القلمون في #ريف_دمشق، حيث تم تسجيل جريمتي قتل بعد سرقة الضحايا، ولم يتم معرفة مصير هؤلاء المجرمين، إذ أنّه لا يوجد إعلام قضائي يختص بمتابعة محاسبة المجرمين.

(حاميها حراميها)

من المفترض أن يكون رجال الأمن وعناصر الجيش صمام الأمان للمدنيين، إلّا أنّ ذلك لم يحدث إطلاقاً في سوريا، حيث أنّ بعض عناصر النظام المسؤولين عن أمن وحماية السكان في مناطقهم قاموا بعمليات سرقة كبيرة، وقد تمت محاسبة قسم منهم، بينما لا يزال القسم الآخر يرتكب جرائمه دون أدنى مشكلة.

وذكر عمر الميداني (صاحب سيارة مسروقة) أنّه تعرض للسرقة وشكّ بأحد عناصر النظام، وقدم بلاغاً إلى مخفر الشرطة في مدينة #عرطوز دون فائدة، وبعد مرور ستة أشهر أعلنت الشرطة عن إلقائها القبض على الشخص نفسه، ليعترف بسرقة ثلاث سيارات و خمس دراجات نارية، وبعض المبالغ المالية من مناطق متفرقة في العاصمة وريفها.

على الرغم من كل الإجراءات الأمنية المشددة في مناطق النظام، إلّا أنّ الانتهاكات والجرائم لا تزال مستمرة وبوتيرة متصاعدة، إذ أن السياسة الأمنية مكرّسة لحماية السلطة ورئيسها فحسب، لتركز حملات الاعتقال على القضايا السياسية أو تستهدف من يتواصلون مع قاطني مناطق سيطرة المعارضة، بحسب ناشطين.

إعداد: سليمان مطر – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.