المبادرات الشعبية في درعا تتكفل بالإصلاحات الخدمية مع اكتفاء النظام بإطلاق الوعود

المبادرات الشعبية في درعا تتكفل بالإصلاحات الخدمية مع اكتفاء النظام بإطلاق الوعود

درعا (الحل) – لم يتوقف عجز النظام السوري في المناطق التي يسيطر عليها عند تأمين المتطلبات الأساسية للسكان مثل المحروقات والكهرباء والمياه والنقل، بل تعدى هذه المرحلة ليفشل كذلك في إعادة تأهيل المناطق التي استعاد السيطرة عليها بعد تدميرها.

“مزيد من الوقت ومزيد من الصبر ونعمل على مشاريع كبيرة لإعادة الإعمار”، هي بضع جُمل تم توزيع نسخها على مسؤولي النظام المحليين، للرد فيها على المطالبين بالإصلاح وتحسين مستوى البنى التحتية على الأقل، في مدن وبلدات #درعا، حتى أطلق عليه السكان اسم “حكومة الوعود”.

 مبادرات شعبية تضطلع بما عجزت نه هيئات النظام

سكان درعا ومع عدم قدرتهم على الانتظار اللامحدود لتنفيذ هذه الوعود، لجأوا إلى مبادرات شعبية بتمويل ذاتي، لإصلاح البنى التحتية الرئيسية والمرافق العامة اللازمة لخدمة المواطنين، دون إظهار ذلك بشكل هيئات محلية مستقلة عن النظام، تخوفاً من الملاحقة الأمنية.

وقال كمال الأصفر (أحد المشرفين على جمع التبرعات بدرعا) لموقع الحل، إن سكان درعا منذ ثماني سنوات يعتمدون على أنفسهم للاستمرار في الحياة بمناطقهم التي كانت تتعرض بشكل شبه يومي للقصف الجوي والمدفعي، ولم يتغير ذلك حتى بعد سيطرة النظام على المنطقة، فمجلس المحافظة وبلدياته عبارة عن أسماء وهياكل خالية من الأفعال، بل أحياناً تشكل سلباً على حياة السكان بدل أن تكون مساعدة لهم.

وأوضح الأصفر، أن جميع مبادرات الإصلاح والصيانة الشعبية في درعا، تعتمد على تمويل ثاني من خلال جمع التبرعات بالمساجد، وجمع المبالغ المالية من صناديق العشائر والعائلات الكبيرة، والأشخاص المقتدرين في المنطقة، ويتم حفظها وتنظيم الصرف عند لجنة موثوقة من سكان كل منطقة، حيث يتم الاستعانة بالقدرات والمعدات المتوفرة لدى بعض السكان، للتخفيف قدر الإمكان من المبالغ المصروفة، وتوظيفها في مبادرات خدمية أخرى.

وبيّن الأصفر، أن معظم هذه المشاريع كانت تستهدف الأمور الضرورية للسكان وتخدم أكبر عدد ممكن منهم، أبرزها صيانة خطوط الكهرباء والمياه، صيانة المساجد، ترميم المستوصفات والمدارس، التي تضررت بشكل جزئي في حملة القصف الأخيرة عند سيطرة النظام السوري على المحافظة قبل أشهر عدة.

ومن بين الأعمال الكبرى التي تم تنفيذها بمبادرة ودعم ذاتي من السكان، عملية جمع القمامة من أحياء درعا البلد وطريق السد بمدينة درعا، حيث تم جمع التبرعات لذلك في مساجد الأحياء، واستئجار جرارات خاصة، بعد أن تقاعست بلدية النظام عن مهامها في جمع القمامة لأكثر من شهر، في حين أنها لم تتوقف عن ذلك في الأحياء التي تخضع لسيطرتها منذ سنوات.

كما تمكن سكان بلدة بصر الحرير بريف درعا الشرقي، من ترميم مسجد ومدرسة ابتدائية، من خلال جمع التبرعات من السكان وبعض المقتدرين من أبناء البلدة في الخارج، حيث تم إعادة بناء بعض الأجزاء المدمرة وتركيب نوافذ وبعض المسلتزمات الأسشاسية.

وأشار عمران الخالد، الناشط المحلي في درعا، لموقع الحل، إلى أن عمال الكهرباء وشركة المياه، يبذلون جهداً كبيراً في صيانة الشبكات المتضررة، ولا يقتصر ذلك في أوقات دوامهم أو خلال المهمات، بل يساعدون السكان في إصلاح وتوصيل الشبكات إلى المنازل.

عرقلة جهود المبادرات من قبل النظام تضاف إلى عجزه عن إدارة مناطق سيطرته خدمياً

وألمح الخالد، إلى أن مثل هذه الأعمال قد يواجهها النظام بالمراقبة والملاحقة خوفاً من وجود جهات خارجية تقدم الدعم، وهذا ما يعمل رجال المصالح وعملاء النظام على معرفته، إلا أن هذه النشاطات واضحة ويتم الحديث عنها للعلن، ويتم جمع التبرعات لها في المساجد وعلى مكبرات الصوت، ولولا تقصير مؤسسات النظام في مهامها لما اضطر السكان إلى الدفع من دخلهم البسيط وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة، لإعادة الحياة نوعاً ما إلى أحيائهم.

وكانت لجان التفاوض الممثلة عن مناطق عدة بدرعا، تحدثت إلى الروس وضباط النظام، عن التهميش وسياسة العقاب الجماعي المتّبعة بحق سكان بعض المناطق، حيث لم يقتصر ذلك على التقاعس على تقديم الخدمات، بل تم تخفيض كميات الطحين وإغلاق مستوصفات طبية.

إعداد: محمد الأحمد – تحرير: سارة اسماعيل

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.