دمشق (الحل) – تشهد أسواق العاصمة السورية، ارتفاعاً غير مسبوق في #أسعار معظم المواد الأولية، والمنتجات الغذائية، واللحوم والخضراوات والفواكه، وكل ما يحتاجه المواطن بشكل يومي وروتيني.

وفي رصد لمراسلة «الحل» في #دمشق لأسعار الخضراوات، وصل سعر كيلو الفليفلة إلى 1300 ليرة سورية ولأول مرة، كما وصل سعر كيلو الباذنجان إلى 1000 ليرة، والبطاطا إلى 500 ليرة.

أما بالنسبة للمواد التنظيف، فوصلت عبوة سائل الجلي إلى 500 ليرة، وعلبة مواد تنظيف الثياب إلى 2000 ليرة.

وسبق ذلك ارتفاع كبير في الملابس وأنواع قطع الثياب إذ يتراوح متوسط أسعار الكنزات بين 4000 و10000 ليرة سورية، والمعاطف ترتفع لتبدأ أسعارها من 2000، فما هي أسباب هذا «الجنون» في الأسعار الذي يشهده السوق!

ارتفاع سعر صرف الدولار

شهدت الأشهر الأربعة الماضية ارتفاعاً تدريجياً لسعر #صرف #الدولار، ووصل إلى 550 ليرة لأول مرة، وترافق معه ارتفاعاً «متوقعاً» في سوق التكنولوجيا والكهربائيات، إذ أن جميع المواد الكهربائية المستوردة يرتبط سعرها بالدولار، وكذلك الحال بالنسبة للهواتف المحمولة، والمواد التنقية، إلا أنّه لم يكن مفهوماً بالنسبة للشارع أسباب ارتفاع باقي المواد، فما علاقة ارتفاع سعر كيلو البطاطا بارتفاع سعر الصرف؟ ولماذا ترتفع المواد المنتجة محلية #بانخفاض #قيمة #الليرة؟

أزمة المحروقات

انعكست أيضاً أزمة المحروقات على أسعار المواد التي يتم نقلها من خلالها، فيتذرّع أصحاب المواد بأن كلفة نقلها ازدادت بسبب صعوبة تأمين المحروقات (البنزينن، والمازوت)، ويضطرّون إما لشراء كميات من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، أو الانتظار لساعات طويلة على أبواب محطّات الوقود من أجل الحصول على كمية محدودة من المحروقات.

وأدى هذا الأمر لزيادة تراوحت بين 10 إلى 20% على معظم المواد الأساسية.

الشهر الفضيل على الأبواب

«الدنيا رمضان يا أخي»، هي العبارة التي اقتربت آذان المواطنين كي تسمعها، كمبرّر عن سبب ارتفاع سعر منتج ما، وعلى بعد حوالي أسبوعين من شهر الصيام، ترتفع أيضاً كثير من المواد لا سيما الغذائية، وغالباً ما يستمرّ الارتفاع إلى ما بعد العيد، ويملك أصحاب المطاعم والمطابخ هذه السنة حجة إضافية لرفع أسعارهم، مع صعوبة الحصول على أسطوانات الغاز التي يطبخون عليها وينتجون الحلويات ومختلف الأطعمة.

لعنة الحواجز

أُزيلت معظم الحواجز من شوارع دمشق، لكنها بقيت على مداخل الأسواق، مثل سوق الهال في الزبلطاني، سوق السيارات في حوش بلاس، وأسواق شعبية عديدة منتشرة في بعض المناطق والأحياء.

ويقوم عناصر الحواجز بـ«جمركة» جميع السيارات التي تمرّ وتحمل بضاعة ما، مهما كثرت أو قلّت، ما يزيد من سعر البضاعة المحمولة، ويتراوح قيمة «الأتاوة» التي يأخذها عناصر الحاجز من 200 ليرة وصولاً إلى 50 ألف ليرة، حسب حجم الشاحنة أو السيارة، ونوعية المنتجات التي تحتويها…

كلّ هذه الأسباب وغيرها وقعت دفعة واحدة على ظهر المواطن المكسور أصلاً بعد ثماني سنوات من الحرب، يُعاني من خلالها كلّ الصعوبات التي تواجه البلاد من تقنين الكهرباء ونقص المحروقات والتجنيد الإجباري والاحتياط … الخ.

لقد أدى كل ذلك لارتفاع الأسعار في الأسواق مع بقاء المرتبات الشهرية على حالها، بل في العديد من الشركات، تم تقليل الرواتب أو أعداد الموظفين! وقبل سنوات الحرب كان الفقراء هم الطبقة الأكثر تأثراً بهذه الارتفاعات، وبالتالي كان من الطبيعي أنها أيضاً أكثرها تذمراً وتمرداً من غلاء الأسعار، بسبب صعوبات الحياة والمعيشة، أما اليوم وفي ظل هذا الغلاء الفاحش لجميع المواد سواءً الضرورية؛ أو الثانوية، والارتفاع الجنوني بشكل يومي للأسعار، فقد تحولت معظم السلع حتى التي كنّا نسميها «أكل الفقراء» إلى سلع مدفوعة الثمن وبأسعار خيالية، الأمر الذي جعل الغالبية العظمى من السوريين يعيشون تحت رحمة التجّار وأسعارهم، وبموافقة شريكهم في النهب حكومة النظام.

 

إعداد: سعاد العطار – تحرير: معتصم الطويل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.