بغداد- وسام البازي

لم ينتهِ وجود تنظيم “#داعش” في #العراق، هذا باعتراف كبار الساسة والعسكريين في البلاد، وهو الأمر الذي يُرعب أهالي #المناطق التي تحررت من سلطة التنظيم بعد سنوات من الاحتلال، وتعرضِهم لأقسى أنواع #الانتهاكات الإنسانية.

ناهيك عن #المجازر التي لحقت بهم من #القصف العراقي الذي غالباً ما كان عشوائياً بعد انقطاع أوصال التواصل بين المدن المحتلة وبغداد، وتدمير أبراج الاتصالات وضعف المنظومة الاستخباراتية للقوات العراقية داخل تلك المدن.

وبرغم انكسار التنظيم، إلا أنّه لا يزال عالقاً في أذهان الناس، ومشروعٌ متعبٌ للقوات الأمنية في مناطق شمالي وغربي البلاد، في حين يرى محللون أن التنظيم سيموت مع موتِ قائده، وطالما أن #أبو_بكر_البغدادي حيٌّ، فإن التنظيم يتنفس، بل ويُمارس إرهابه عبر الكمائن الليلية أو الهجمات #الانتحارية، بتوجيهاتٍ عليا أو من دونها.

عسكريون لا ينفكون عن الإشارة إلى وجود التنظيم في “#صحراء_الأنبار وأودية وسلاسل جبلية مثل وادي #حوران و#محكول و#حمرين، وبعض بساتين #الحويجة في #كركوك، إضافةً إلى مخابئ بديالى”، وهذا لا يعني عدم وجودهم في #بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، إذ كما هو معلوم، أن التنظيم قسّم العراق على #ولايات، وعادة ما تكون زعامات وقادة هذه الولايات يسكنون أطراف المدن كونها أكثر أمناً لهم وأبعد عن الأنظار.

مع ذلك، فإن ما تبقّى من “داعش” من عناصر وقادة وأعوان، لا يمكنهم الظهور علناً والإجهار بانتمائهم، فلم تَعُد لهم أرضية خصبة يمكنهم الإتكال عليها في الشدائد، ولا الحاضنة الطيبة التي تمتعوا بها وقت دخولهم مناطق الأنبار وصلاح الدين ونينوى، بعد خِداع المواطنين، وهذه العناصر المتخفّية هي #الأخطر، كونها غير معروفة وتملك حرية في التنقل ويمكنها بسهولة تغيير مظاهرها، ناهيك عن إن غالبيتها بالأصل موظفين في #الدولة_العراقية وهو ما يمكنها من الحصول على معلومات طازجة قد تكون غائبة عن أذهان العراقيين العاديين.

ضابط في جهاز #الأمن_الوطني، قال لـ(الحل العراق)، إن “مناطق الجنوب تضم دواعش ولكن أجهزة الاستخبارات مستمرة في عمليات الرصد والتفتيش، ولكن بصراحة ما تملكه الاستخبارات العراقية أقل مما يعتقد المواطن، لأننا نعتمد على المخبرين أكثر من قوائم أسماء المنتمين لداعش، وهناك الكثير من الأخطاء التي تقع فيها #القوات العراقية بسبب #البلاغات #الكيّدية من مواطنين على عداءٍ بآخرين ويتم الإطاحة بهم على أنهم عناصر يتبعون التنظيم، ولكن يتم التأكد بعد التحقيق أن المعتقلين لا علاقة لهم بالتنظيم”.

وتابع، أن “مركز العاصمة بغداد يكاد يخلو من أي وجود لعناصر داعش، إلا أن الأطراف تمثلُ أماكن جيدة للاختباء، مثل #اللطيفية والمحمودية وأبو غريب و#التاجيات”، مشيراً إلى أن “ما توصلنا له، هو أن التنظيم يسعى حالياً للانتقام من أهالي المناطق المحررة، لأنهم خونة بحسب التنظيم، وتعاونوا مع #القوات_العراقية في ضربهم وتحرير المدن، ولعل داعش يسعى الآن لشن هجمات في #الموصل والأنبار أكثر من بغداد والناصرية و#العمارة”.

ميدانياً، لا تَملُّ القوات الأمنية من الاستمرار بالتدقيق والبحث والتفتيش عن ما تبقى من داعش، وبالفعل يسقط عدد من المنتمين للتنظيم بعد كل حملة أمنية، ولكن يبقى السؤال بلا إجابة إيجابية للمواطنين المتخوفين، هل انتهى داعش؟

“بالطبع لا”، يجيب #أكثم_العيثاوي وهو #مسؤول محلي في محافظة الأنبار، مبيناً لـ(الحل العراق)، أن “#الفلوجة وجزيرة الخالدية وصحراء الأنبار بل حتى مركز #الرمادي لا يزال يحوي عدد من عناصر التنظيم المحليين المختبئين، وهم لا يشكلون خطراً كبيراً على الأهالي إلا أنهم في الوقت نفسه، يمثلون حالة قلق دائمة، لذلك القوات الأمنية تستمر بمتابعتهم وإلقاء القبض على بعضهم بالتعاون مع المواطنين من خلال بلاغاتهم”.

أما في #تلال_حمرين، بين محافظتي ديالى و#كركوك، فقد أعلن قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن #عبد_الوهاب_الساعدي، عن انتهاء العمليات العسكرية فيها بتحقيق أهدافها، فيما أكد أن المنطقة أصبحت خالية تماماً من تواجد “داعش”.

وقال في تصريحاتٍ صحفية، إن “قوات جهاز مكافحة الارهاب وبالتعاون مع طيران #الجيش في آخر عملياته، تمكّن من قتل 12 داعشياً وتدمير عجلات وأوكار لداعش في أطراف جبال حمرين وأطراف منطقة البحيرة”.

الموصل، صاحبة الحدود الفسيحة مع #سوريا، أشار عضو مجلس محافظتها #حسام_العبّار، إلى أن “التخوّف الشعبي من داعش لم يعد #ظاهرة تأتي وتروح، إنما هي #متلازمة، من الصعب أن تنتهي، لا سيما مع وجود ضعف استخباراتي في المناطق”.

مبيناً لـ(الحل العراق)، أن “كشف عناصر داعش المختبئين في مناطق الموصل يعتمد بالدرجة الأساس على المواطنين وتعاونهم مع القوات الأمنية، لأنهم عاصروا داعش ويعرفون المحليين من غيرهم في المدينة، أما عن تواجد الأجانب فهذا الأمر مستحيل، وقد يكون عدد منهم متواجد في الأنفاق القريبة من الحدود”.


هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.