دمشق (الحل) – لا يبدو أن هناك حلاً قريباً لأزمة #المحروقات في سوريا، ويطول الطابور يومياً مئات الأمتار، ويطول الانتظار عشرات الساعات، حتى بدأت حملات السخرية تغزوا مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا الذي يطلبُ وجبات (ديليفري) من الطعام إلى إحدى الكازيات، وذاك الذي يُواعد خطيبته على دور كازية أخرى، وغيرها من محاولات السخرية من الواقع الاجتماعي الذي يعيشه السوريون.

لكن أكثر هذه الحملات سخرية، هو ما أطلقه عدد من #الشباب السوريين لـ «ركوب #الخيل والحمير» عوضاً عن السيارات، ضمن حملة أخذت اسم (خليكن ناطرين على دور البنزين).

وتوالت التعليقات الساخرة، لكن بعضها حمل طابعاً واقعياً، إذ كتب أحدهم “الله لا يوفقكم.. رجعتونا للعصر الجاهلي..”، وعلّق آخر “بكرا بتعملولنا بطاقة ذكية ع العلف، ومنصير منوقف بالدور على أبواب الاسطبلات”.

إلغاء حفلة خطوبة!

وكان من المقرر أن تشهد إحدى صالات #الأفراح في منطقة مشروع دمر بدمشق، حفلة خطوبة عشية يوم أمس السبت، لكن وفي الساعات الأخيرة، قرّر العروسان إلغاء الحفلة، أو تأجيلها إلى وقت آخر، وذلك لكثرة أعداد من اعتذروا، لدرجة أنه لم يبق من الأشخاص المؤكدين لحضورهم سوى عشرة!، وتذرّع الجميع ببعد مكان الصالة، وعدم توفر #البنزين الكافي للذهاب إلى هناك.

ويعمد أبناء دمشق على تأجيل أو إلغاء جميع الزيارات غير الضرورية، والاقتصار على الحالات الاسعافية من أجل توفير مزيد من البنزين، إذ أن اعتذرات الناس تجاوزت مواضيع مثل الخطوبة وأعياد الميلاد والمناسبات الاجتماعية، ووصلت إلى قطاع التعليم، إذ سيتغيّب عددٌ لا بأس به من طلاب اللغة #الفرنسية عن محاضرة يوم الثلاثاء المقبل في جامعة دمشق، بحجة “أنها محاضرة وحدة، وما لها مستاهلة ندفعلها أجار طريق روحة رجعة”، بحسب ما كتب احد طلاب الجامعة.

الشوارع خالية! والسائقون يدفعون سياراتهم

على طابور كازية القصور، يمتد طابور السيارات ليتجاوز 2 كم، وتتجمع أكثر من ثلاثمئة #سيارة وراء بعضها البعض، ويعمدُ عشرات السائقين على دفع سياراتهم يدوياً بدل من تشغيلها، وعلّل أحد السائقين ذلك “ننتظر على الدور لمدة تتجاوز الأربع ساعات، تخيّل لو أن المحرك يدور لمدة أربع ساعات في الانتظار، كم سيستهلك من البنزين، لذلك أفضل أن دفعها بدلاً من تشغيلها كل هذا الوقت”.

وانتقلت عدوى الدفع (الدفش)، حتى بات معظم السائقين يفعلون ذلك، بل وحتى السائقات اللواتي يركبن سياراتهن، “ولو بدى المشهد للوهلة الأولى مُضحكاً، لكنه واقع مُبكي” تعلّق إحدى السائقات!.

وخلت شوارع دمشق صباح الأحد من السيارات على غير العادة، إذ تزدحم الأسواق والطرقات في مطلع الأسبوع كما يعرف أبناء المدينة، لكن اليوم كان مختلفاً تماماً، وكأنه يوم عطلة!

إلى متى؟

ضاق ذرع الناس من الحالة الخدمية السيئة، وتتعالى الأصوات شيئاً فشيئاً على مواقع التواصل الاجتماعي متذمرة من الواقع المأساوي الذي تشهده البلاد.

ويشتم الكثير من الموالين روسيا وإيران، حليفي النظام، معتبرين أن البلدين يملكون أعلى معدلات تصدير النفط والغاز، ولم يبذلوا أي جهد من أجل تأمين المحروقات، فيما تتعالى أصوات أخرى ولأول مرة، تطالب بأي حل، ولو كان ذلك الإطاحة بالنظام في سوريا!.

أصوات الداخل تبدو نبرتها مختلفة هذه المرة، ومن قلب البيئة الحاضنة للنظام سابقاً، إذ وصل الغضب إلى مستويات غير مسبوقة من أبناء البلدات والقرى التي لطالما عرفت بتأييدها للأسد، لكن ربما ليس بعد الآن!

إعداد: سعاد العطار – تحرير: مهدي الناصر

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.