توضيحات حول إيقاف منح إذن السفر في تركيا وسوريون يعلقون

توضيحات حول إيقاف منح إذن السفر في تركيا وسوريون يعلقون

تركيا (الحل) – لم تمض أيام قليلة على الانتخابات المحلية في #تركيا حتى بدأت عدة بلديات تصدر تصريحاتٍ وقراراتٍ بحق السوريين، ومن بين القرارات “إيقاف منح إذن السفر” ببعض الولايات التركية.

القرارات لم تكن واضحة من خلال المنشورات التي علقت على جدران المباني بمديريات الهجرة، ففي #هاتاي أعلنت دائرة الهجرة عن وقف منح إذن السفر للسوريين حتى إشعار آخر مستثنية من ذلك الحالات الضرورية والخاصة وضرورة إحضار إثبات يؤكد ذلك دون تحديد هذه الحالات.

وكذلك الأمر في #عنتاب حيث أعلنت دائرة الهجرة عن وقف منح إذن السفر للسوريين دون توضيح الأسباب أو أية تفاصيل أخرى، حيث جاء في الإعلان “تم إيقاف منح إذن السفر إلى حين إشعار آخر إلا للحالات الضرورية”.

ولم يقتصر إيقاف منح إذن السفر خلال اليومين الماضيين على ولايتي عنتاب وهاتاي فقط، بل امتد ليشمل #أورفا وكيليس وأضنة وأنقرة بالإضافة لقونيا والعثمانية وكريكالي وإسطنبول، فيما أكد مطلعون أن قرارات إيقاف منح إذن السفر ستكون لفترة مؤقتة معيدين السبب لانتخابات البلدية.

توضيحات

في مقطع مصور يظهر الناشط الإعلامي يوسف منلا على قناته الرسمية في يوتيوب موضحاً تفاصيل حول قرارات إذن السفر وأسبابها، حيث يقول: “بعد إيقاف إذن السفر لحملة بطاقة الحماية المؤقتة من السوريين، أحببت توضيح أمر مهم وهو أن إذن السفر لم يتوقف للجميع، بل توقف للمراجعين الذين يريدون السفر بسبب حالات أو ظروف غير طارئة”.

ويمنح إذن السفر حالياً في بعض الولايات للحالات الطارئة فقط مع إبراز إثباتات تبرر سبب السفر، أما في #أنقرة فقد تم إيقاف منح إذن السفر حتى إشعار آخر، وأعاد منلا سبب قرارات إذن السفر أن لها علاقة بالانتخابات المحلية بسبب عدم استقرار الأوضاع حتى الآن في تركيا، لكنه أكد أنها مؤقتة حسب ما أعلنت عنه بعض دوائر الهجرة.

ويبدو أنه لا يوجد نية لدى إدارات ولايات تركيا بإلغاء إذن السفر بالتزامن مع صدور قرارات إضافية أثرت على تحركات السوريين بين الولايات التركية وباتت مسألة تحصيل إذن سفر في غاية الصعوبة.

والي عنتاب، داوود غول، قال: “لا يوجد أي احتمال لإلغاء فرض إذن السفر على السوريين في تركيا” معيداً السبب لدواعٍ أمنية واجتماعية وفق ما نقلته قناة حلب اليوم، الشهر الماضي.

ويضطر البعض من السوريين إلى دفع مبالغ مالية لقاء تحصيل إذن السفر بسبب اضطرارهم للتنقل بين الولايات لقضاء أعمالهم وواجباتهم، فيما أجبر آخرون على التخلف عن التزاماتهم بسبب هذه القرارات، ومن بينهم الشاب صلاح الذي فوّت على نفسه فرصة عمل كان بأمس الحاجة لها في إسطنبول.

ويقول في حديث معه: “أعمل بمجال الخياطة في عنتاب، منذ حوالي شهر اتصل علي أحد أصدقائي بإسطنبول وعرض علي فرصة عمل بذات المجال لكن بمردود أفضل، لم أتمكن من السفر بسبب عدم تمكني من الحصول على إذن سفر ولم أعرف ما الإثباتات التي يمكنني تقديمها حتى أسافر”.

ويتابع، لا تتوقف الصعوبة بتحصيل إذن السفر بل تمتد لنقل قيد بطاقة الحماية المؤقتة إلى إسطنبول ومن الصعب إنجاز ذلك خاصة إن كان النقل لإسطنبول.

السوريون وإذن السفر

انتقد الكثير من السوريين هذه القرارات التي زادت من حجم التعقيدات القانونية أمامهم، فيما أعاد آخرون السبب لنتائج الانتخابات البلدية والخلافات التي تتعاظم بين الأحزاب التركية بسبب ذلك.

أكرم العبد الله لاجئ سوري يقيم في أضنة يقول خلال حديث لموقع الحل: “مللنا هذه القرارات التي تصدر مع كل مناسبة في تركيا ولم تضف على السوريين إلا المزيد من الروتين والعقبات التي تصعب معيشتهم في تركيا، مع بداية قدوم السوريين لتركيا لم يكن هناك ما يسمى إذن السفر وعندما فرض علينا كان من السهل استخراجه أما الآن فبات الأمر صعباً للغاية”.

ويضيف، بالتأكيد لقرار إيقاف منح إذن السفر العديد من الآثار السلبية على السوريين، هناك أناس يعتمدون بأعمالهم على التنقل بين الولايات، هؤلاء أول المتضررين من مثل هذه القرارات.

وبدأ تطبيق قرار فرض إذن السفر على السوريين في الولايات التركية عام 2016، ولحقته عدة تعديلات جذرية تجسدت بإيقاف منح إذن السفر وفرض غرامات مالية على كل مسافر سوري لا يحمل هذا الإذن بالإضافة لغرامات مالية على شركات النقل التي تنقل سوريين لا يحملون إذن سفر.

من جانبها، تقول خولة وهي إحدى اللاجئات السوريات في عنتاب: “التعقيدات الإدارية أمام السوريين تزداد مع الوقت ولا نعلم ما المصير الذي ينتظرنا بالسنوات القادمة مع العلم أن الكثير من السوريين ليسوا مع فكرة العودة إلى البلاد في ظل الظروف الراهنة”.

وتتابع، المشكلة أن السوريين في تركيا وقعوا بين خيارين أحلاهما مر، إما العودة إلى سوريا أو البقاء والتعايش مع التضييق الذي يفرض عليهم في تركيا مع مرور الوقت.

ويبقى السؤال الذي يتردد ضمن أحاديث السوريين بتركيا، هل سيلغى إذن السفر يوماً ما أم ستزداد العقبات والإجراءات التي تضيف مزيداً من التعقيدات على حياتهم بتركيا؟

إعداد: فراس العلي – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.