خاص (الحل) – لم يكن لقاء نائب رئيس الوزراء الروسي مع الأسد غريباً أو مفاجئاً، بقدر المفاجأة التي فجّرها بإعلان أن «بلاده ستستأجر الأسبوع المقبل ميناء طرطوس في سوريا لمدة 49 عاماً»، إذ صدم الخبر إعلاميي النظام، وتخبّطوا في كيفية التعاطي معه، واستهجنه الكثيرون وإن لم يعلنوا ذلك صراحة.

وكتب الإعلامي محمد سليمان، وهو مذيع في إذاعة سوريانا الرسمية « شباب يلي كان دارس أدبي.. وقت بريطانيا استأجرت ميناء السويس ٩٩ عام، شو كان اسمو هل شي؟ #عقد_أجار #احتلال #انتداب»، وحاز منشوره على مئات التعليقات والإعجابات، بينهم إعلاميون موالون ومحسوبون على النظام.

أما الإعلامي في التلفزيون الرسمي محمد رسلان كتب على صفحته «هل تعلم ماذا يعني أن تستأجر روسيا ميناء طرطوس؟ يعني أن خمسة آلاف عامل في الميناء باتوا اليوم بلا عمل».

وشاركته زميلته في التلفزيون وفاء نلالي الرأي وقالت «الروس أخدوا كلشي. بعد النفط والغاز ..ماء البحر .. وايمتى الهوا اللي عم نتنفسو .. بس الحديث عن وحدة الأرض والسيادة حاضر في كل اجتماع ومؤتمر..»

من جانبها، سخرت الإعلامية الاقتصادية نسرين زريق وكتبت « يلي بيجي بيقلك عن روسيا احتلال.. روسيا بدها تحتلك ليش يا معتر؟ شو عندك أنت لتحتلك البلدان؟ اعطس شو عندك عشو خايف؟؟ بقيان بتملك غير ربطة الخبز يلي بالبراد ؟ عشو خايف؟».

وتمنى عشرات المعلقين أن يجني السوريون شيئاً من عقد الإيجار هذا، أو على الأقل أن تنفرج أزمة المحروقات الخانقة والتي تضرب البلاد منذ ما يزيد عن خمسة أشهر.

بالمقابل، دافع إعلاميون عن هذه الخطوة بشراسة، منهم مراسل قناة الميادين في حلب، رضا الباشا، الذي كتب منشوراً طويلاً، ومما جاء فيه مُعللّاً: «موانئ ومطارات كثيرة في العالم تطرحها الحكومات للاستثمار سواء للقطاع الخاص أو لدول أخرى.. أعتقد أن من يعترض ويثور عليه أن يخبرنا لماذا وهل هو مطلع على شروط الاستثمار أم لا وإن كان مطلعاً فليخبرنا على أي بنود عقد الاستثمار يعترض؟».

ومن ضمن جوقة المدافعين، كان مدير الأخبار في جريدة الوطن، وضاح عبد ربه، وكتب على صفحته «مرفأ اللاذقية مؤجر لشركة سورية القابضة منذ عقد من الزمن، ومرفأ طرطوس كانت تستثمره شركة فيليبينية (إدارة الحاويات على ما أذكر)، وليس بجديد على سورية أن تؤجر مرفأيها لمن هو قادر على الاستثمار فيها وتطويرها وإدارتها بالشكل الأنسب».

لم تذكر وسائل الإعلام السورية الرسمية حتى اللحظة أي خبر عن الصفقة، دون أن تنفيها، واكتفى خبر سانا بالقول إن «الأسد التقى مسؤولين كباراً من روسيا لمناقشة الجولة القادمة من محادثات السلام وبحث بعض المواضيع التجارية والاقتصادية».

يذكر أن القاعدة البحرية الروسية في طرطوس هي منطقة الوجود الروسي الوحيدة في البحر المتوسط. وقد استحوذت عليها بعد استيلائها على قاعدة حميميم الجوية، لتشكل بذلك خطين متوازيين من الإمداد البري والبحري لقواتها وباقي قواعدها البرية في سوريا.

إعداد: سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.