تحت أشجار الزيتون أو في “التراكتور”.. هكذا استقبل نازحو حماة “الجدد” شهر رمضان

تحت أشجار الزيتون أو في “التراكتور”.. هكذا استقبل نازحو حماة “الجدد” شهر رمضان

حماة (الحل) – يقطن “خالد أبو حسين” وعائلته المكوّنة من عشرة أشخاص (من قرية #الحويجة في منطقة #سهل_الغاب بريف #حماة الغربي)، ضمن جرار وساحبته “التراكتور”، بعد نزوحهم من قريتهم وانتقالهم للاحتماء بين الأشجار على طريق بلدة #أرمناز في ريف #إدلب الشمالي، جراء التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة من قبل قوات النظام وحليفتها #روسيا، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين، وسط ظروفٍ إنسانية ومعيشية صعبة.

يقول أبو حسين، لـ “الحل السوري”، “اليوم الأول من #رمضان تسحّرنا بضع حبات زيتون وكأس من الشاي صنعته زوجتي على الحطب، فالظروف المعيشية قاسية، كوننا نتواجد في العراء ومئات العائلات مثلنا، حتى ظروف الطقس جاءت ضدنا فتساقط المطر في المنطقة وهبوب الرياح، زاد من معاناة العائلات المتواجدة تحت أشجار الزيتون”.

ويضيف أبو حسين “في حال اشتداد الحر فإنه من المستحيل أن نبقى ضمن الجرار وساحبته، فهي مصنوعة من الحديد وقمت بتغطية سقفها ببعض البطانيات من أجل أن تسترنا، وعند أذان المغرب اجتمعت العائلة ولكن ليس في المنزل كما كنا خلال رمضان العام الماضي، بل تحت أشجار الزيتون وتناولنا ما تيسّر من طعام أخرجناه معنا عندما خرجنا من قريتنا كالبرغل والأرز وغيرها من المواد المتوفرة”.

بدورها، تبيّن فاطمة أم علي (نازحة من قرية #الحميرات بريف حماة ولديها أربعة أطفال، قتل زوجها في معتقلات النظام منذ ثلاث سنوات)، لـ “الحل السوري”، أنها وأطفالها صاموا اليوم الأول من رمضان بلا سحور ويفترشون العراء تحت الشجر على الطريق المؤدي إلى أرمناز، كونها غير قادرة على شراء خيمة ولا يوجد أقارب لها في أحد #المخيمات ليستضيفها وعائلتها. مشيرةً إلى أن آلاف العائلات تبيت إما تحت الأشجار أو ضمن آلية كسيارة أو جرار، واصفةً شهر رمضان بـ “الضيف الثقيل” على النازحين هذا العام.

عمّار السعيد (نازح من قرية #شهرناز في منطقة #جبل_شحشبو بريف حماة)، يشير لـ “الحل”، إلى أنه نزح قبل بداية رمضان بثلاثة أيام، على الرغم من قرب قريته من نقطة المراقبة التركية المتمركزة في قرية #شير_مغار، إلا أنه وبعد القصف الذي طال النقطة وقتل وجرح عدد من العناصر الأتراك، لم يعد يأمن على نفسه وعائلته، “فالنقطة التركية تحتاج أصلاً إلى من يحميها”، بحسب تعبيره.

وأوضح “السعيد”، أنّ المئات من قاطني المخيمين اللذين كانوا قرب النقطة التركية، نزحوا أيضاً إلى الشمال. لافتاً إلى أنه كان يستعد من أجل التحضير لرمضان ومستلزماته من طعامٍ وشراب، إلا أنّ حملة القصف المكثفة على المنطقة حرمته وعشرات الآلاف من الاستمتاع بالتحضير لرمضان وممارسة طقوسه كما يحب، حسب قوله.

إلى ذلك، أطلق فريق #منسقو_استجابة_سوريا، قبل أيام، حملة إنسانية في عموم مناطق سيطرة المعارضة المسلحة بالشمال، حملت اسم #كن_عوناً، دعت فيها جميع الفعاليات المحلية والأهلية والمجال المحلية والمنظمات الإنسانية لمتابعة أوضاع المهجّرين من ريفي إدلب وحماة، ومد يد العون لهم لتأمين مأوى ومستلزمات الحياة، داعياً الناشطين الإعلاميين والفعاليات المدنية وحكومتي “الإنقاذ والمؤقتة”، كل من موقعه وإمكانياته للتفاعل مع الحملة والعمل بالشكل العاجل على مساندة النازحين.

كما دعا الفريق، خلال البيان الذي نشره على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي #فيس_بوك، إلى فتح المرافق العامة والمخيمات أمام النازحين في المناطق البعيدة عن مناطق القصف، لاستقبال النازحين. مطالباً الحكومة التركية (الضامن لاتفاقيات #أستانة) بالضغط على الجانب الروسي لوقف القصف المنظّم على المناطق المدنية. مؤكداً أن حوالي مئة ألف نسمة نزحوا من ريفي حماة وإدلب خلال الأسبوع الفائت، نتيجة القصف المكثّف.

ويفترش آلاف النازحين العراء منذ أيام، فبعد أن هجروا منازلهم أصبح همّهم تأمين أبسط مقومات الحياة والطعام والشراب لأبنائهم، خاصةً وأن الوضع المادي سيء إذ كانوا يعتمدون على #الزراعة التي تعد مصدر رزقهم الوحيد.

يشار إلى أن قوات النظام وحليفتها روسيا تشن حملة قصف منذ حوالي شهر على البلدات والقرى التي تقع ضمن “المنطقة منزوعة السلاح”، إلا أن القصف ازداد بشكل كبير بعد اختتام الجولة 12 من محادثات أستانة في 26 نيسان الماضي، دون التوصّل لأي حل يقرّر مصير الشمال السوري، ليعود إلى مسلسل القصف اليومي وارتكاب المجازر بحق المدنيين، على مرأى ومسمع العالم، وسط صمت دولي مريب كما يرى مراقبون.

إعداد: هاني خليفة – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.