بغداد ـ وسام البازي

ثلاث ساعات فقط، هي مدة الزيارة “المفاجئة” لوزير الخارجية الأمريكي #مايك_بومبيو لبغداد، شهدت أعلى مراحل القلق وتوتر العلاقة بين إيران وأميركا من جهة، و#العراق مع الجبهتين المتصارعتين من جهة أخرى، وحتى الآن ترفض الجهات المسؤولة في العراق إعلان هدف الزيارة، حتى أن تصريحات بومبيو بعد ركوبه الطائرة والعودة إلى #البيت_الأبيض، كانت دبلوماسية جداً ومركّزة بالمعلومات دون تشنج.

على عكس طريقة الزيارة وظروفها واستقبال المسؤولين العراقيين له بعد منتصف الليل، حيث كانت عجولة وغير متوقعة، وكان اللقاء بينه مع رئيسي الجمهورية برهم صالح والوزراء عادل عبد المهدي، أشبه بطرقِ صناعة الأفلام الإستقصائية، غلّبَ عليها الإثارة والترقب.

#عادل_عبد_المهدي، حيث المعنى الواضح للرجل النحيف في المكان الفضفاض، الذي لا تنفك ملامح الإحراج عن مفارقته خلال زياراته الرسمية إلى بلدان العالم، واستقباله الوفود الأجنبية والعربية، فهو رئيس الدولة التي تسيطر عليها الأحزاب ذات الولاءات المتفرقة، والميليشيات المسلحة التي لم تتمكن من ضبط الشارع العراقي على طريقتها فحسب؛ بل تمكنت من الدخول إلى البرلمان والتحكم بالقرارات والقوانين وفق مصالح #طهران، ناهيك عن حكم العشائر في الجنوب واضطراب العلاقات مع #إقليم_كردستان، وأزمات المناطق المحررة والنازحين، وليس أخيراً بحكومته الناقصة.

عبد المهدي المُحرج، قلبهُ مع الغرب وسيفهِ عليهم، فهو أبن “المجلس الأعلى” الذي تأسس في إيران، ولكن وضعه الداخلي ضمن حكومته الحالية، يدفعه للغزل الكثير بالطاقة الأوروبية والأمريكية والحلفاء من العرب مثل #السعودية، مع صعوبة مواجهته للفصائل المسلحة من #الحشد_الشعبي وغيره، التي تُعلن مواقفها الصريحة والعلنية الداعمة لإيران ضد #أميركا.

وأخيراً جاءت التعليقات على غير ما يرغب عبد المهدي، بضرب القواعد الأجنبية وتحديداً الأمريكية في العراق، وهو السر الأوحد لزيارة بومبيو الأخيرة للبلاد، بحسب مراقبين.

بومبيو قالها، إن الحديث مع المسؤولين العراقيين جاء بخصوص «ضمان العراق قدرته على توفير الحماية المناسبة للأمريكيين في بلدهم»، مشيراً إلى أنّ المسؤولين العراقيين «أظهروا لي أنّهم يدركون أن هذه مسؤوليتهم».

وأشار إلى أنّه قام بهذه الزيارة إلى العراق لأنّ ايران «تصعّد نشاطها». وهو ما يؤكد تخوّف #واشنطن من الفصائل العراقية الموالية لإيران، من ضرب التواجد الأمريكي أو المصالح مع #بغداد، رداً على العقوبات التي أنهكت طهران، وأثرت على مبيعاتها من النفط.

عضو في تحالف “الفتح” (المقرب من إيران) نمير الخيكاني، أكد لـ”الحل العراق”، أن «الولايات المتحدة تشعر بالخطر على عديدها وقواعدها ومصالحها في العراق، مع العلم أن فصائل الحشد الشعبي تُعلن دائماً التزامها بقرارات الحكومة العراقية، وأنها خاضعة تماماً لتوجيهات عادل عبد المهدي، ولا يمكنها أن تشن أي هجومٍ على القوات الأجنبية طالما أن الحكومة ترفض ذلك».

وأضاف، أن «الصراع الأمريكي الإيراني بلغ ذروته، وإذا أطلقت أي رصاصة بالخطأ من أحد الطرفين، فإن الكارثة ستكون كبيرة، لأن نفوذ واشنطن وطهران داخل بغداد سيتصارعون ولا متضرر غير المواطن العراقي، الذي ينتظر الخدمات من حكومته».

المتحدث باسم “#حركة_النجباء” (فصيل مسلح مقرب من إيران)، هاشم الموسوي، بيَّن أن «أميركا تعمل على إثارة الخلافات داخل البيت العراقي الواحد من خلال اتهام الفصائل بنيّتها ضرب التواجد الأمريكي».

 مشيراً لـ”الحل العراق”، إلى أن «التواجد الأجنبي والقواعد في مناطق العراق المختلفة، كلها تحت مرمى نيران فصائل المقاومة الإسلامية، إلا أننا لا نريد أن نصطدم معها، لأننا نخضع لقانون الحشد الشعبي الذي يخضع تماماً لإرادة الدولة العراقية».

#الخارجية_الأمريكية بحسب مسؤول عراقي تحدَّث مع “الحل العراق”، «تعرف من هي الفصائل التي تحاول الإعتداء على القوات الأجنبية المتواجدة في قواعدها لغرض تدريب قوات الجيش العراقي، تتمثل بعصائب أهل الحق وسرايا الخراساني وحزب الله _ تنظيم العراق، والنجباء، وهذه الفصائل تتسلم شهرياً مخصصات مالية من الدولة العراقية ولكنها توالي إيران وتنفذ قراراتها، وتعرف في الوقت ذاته، أن فصائل كثيرة تابعة للحشد الشعبي، ولكنها توالي الدولة العراقية ولا تخضع لأي ضغوطات خارجية».

بدوره، رأى المحلل السياسي والباحث عبد الله الركابي، في اتصالٍ مع “الحل العراق”، أن «الفرصة الحالية للخروج من جلباب إيران لن تتكرر على المسؤولين العراقيين، وبمجرد إعلان عادل عبد المهدي قراره بترك التبعية لإيران واللجوء إلى الجانب الأمريكي والحلفاء من العرب، فأن الاتحاد الأوروبي ودول العالم القوية ستدعم العراق».

تصريحات “الركابي” جاءت بناءً على وعودٍ سابقة لسفراء دول المانيا وفرنسا وبريطانيا في بغداد، تعهدوا، بحماية العراق من تأثيرات العقوبات الأمريكية على إيران.

 حيث أكد بيان رسمي سابق لمكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، على «التزام الدول الأوروبية بالاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الايراني ودعمهم للعراق في موقفه وحماية العراق من تأثيرات العقوبات».


هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.