إيجار البيت أو الخيمة بالدولار… ربح على حساب النازحين “الجدد” في الشمال

إيجار البيت أو الخيمة بالدولار… ربح على حساب النازحين “الجدد” في الشمال

حماة (الحل) – “خرجت من تحت القصف الجوي والمدفعي على قريتي في #جبل_شحشبو بريف #حماة الشمالي الغربي، إلى مناطق الشمال وبدأت أبحث عن بيتٍ يأوي عائلتي وعائلة أخي الذي نزح معي كونه لا يملك آلية، لكن الغريب بالأمر أننا تفاجأنا بأسعار إيجارات المنازل، ما جعلنا نعيد حساباتنا كلّياً”.

ويضيف بديع الخليف (نازح من قرية #شهرناز بمنطقة جبل شحشبو)، لـ “الحل السوري”، “أستغرب كلمات التعاطف التي ينشرها الناس عندما تتعرض منطقة للقصف ويضطر أهلها للنزوح، على أرض الواقع الكل يأخذ موقع المتفرج في أحسن الأحوال، إنه زمن تجار الازمات. خلال رحلة بحثي عن منزل والتي استمرت ليومين، لاحظت أن أسعار المنازل تتفاوت بين 30 ألف ليرة سورية و 150 ألف ليرة، بحسب عدد الغرف ونظافة المنزل والمنطقة التي يتم الاستئجار بها”. واصفاً “أن النازحين الجدد من مناطق ريفي حماة وإدلب وكأنهم في سياحة، فلماذا خرجوا جميعهم في نفس الموعد للسياحة”، ساخراً من معاملة أصحاب المنازل والمكاتب العقارية للنازحين الراغبين بالاستئجار.

ويشير “الخليف” إلى أن “تجار الأزمات” من أصحاب المنازل والمكاتب العقارية استغلّوا موجة النزوح الأخيرة فاعتبروها “مصدر رزق لهم”، غير مبالين بأن الوضع المادي لكثير من هؤلاء النازحين سيء جداً، خاصةً وأن الكثير منهم فضّلوا أن يفترشوا الأرض بين أشجار الزيتون لعدم قدرتهم على استئجار منزل ولو بـ 15 ألف ليرة، نظراً لظروفهم المادية السيئة. لافتاً إلى أنه استأجر منزلاً مكوّن من ثلاث غرف بـ 30 ألف ليرة، واعتبر نفسه “محظوظاً” نتيجة ما لاحظه خلال فترة بحثه عن منزل.

بدوره، يوضح أحمد المحمود (نازح من إحدى قرى ريف حماة إلى مخيم قرب بلدة #دركوش بريف #إدلب)، لـ “الحل”، أنه قبل وصوله إلى المخيم ذهب إلى عدّة مخيمات أخرى إلا أنه طُلب منه ثمن الخيمة 55 ألف ليرة سورية (ما يعادل حوالي 100 دولار أميركي)، في حين كانت تباع بالحالة الطبيعية بـ 25 ألف ليرة. معتبراً أنها طريقة لاستغلال النازحين كونهم مضطرين للسكن مهما كلّف الثمن.

وبحسب إحصاءات صدرت، قبل أيام، عن #منسقو_استجابة_سوريا في الشمال، فإن عدد النازحين من ريفي إدلب وحماة بلغوا خلال الأيام الخمسة الماضية، أكثر من 43 ألف نسمة، بعضهم اتجه إلى المناطق و #المخيمات الحدودية في ريف إدلب الشمالي، والبعض الآخر إلى مناطق #درع_الفرات و #غصن_الزيتون في ريف #حلب الشمالي.

وتعاني آلاف العائلات النازحة من ريفي إدلب وحماة، إلى المناطق الحدودية في ريف إدلب الشمالي، بسبب تصعيد قوات النظام وحليفتها #روسيا، ظروفاً إنسانية صعبة، وسط عجز منظمات #المجتمع_المدني، عن تقديم المساعدات وتأمين مأوى لهم، نتيجة موجة النزوح الكبيرة، ما دفع، بحسب الناشط الإعلامي خالد الإدلبي، بعض ضعفاء النفوس من تجار العقارات إلى استغلال ظروف النازحين، لكسب الربح المادي، فرفعوا إيجارات المنازل.

ويفترش آلاف النازحين العراء منذ أيام، بعد أن هجروا منازلهم نتيجة التصعيد العسكري على مناطقهم وخروجهم بأرواحهم دون اصطحابهم لأدنى مقومات الحياة، ليبقوا رهينة استغلال أصحاب المنازل والمكاتب العقارية، إضافةً إلى مسؤولي الخيام في المخيمات الحدودية، فالقصف والنزوح من جهة والاستغلاليون من جهة أخرى فأين يذهب هؤلاء؟

إعداد: هاني خليفة – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة