أُطلِق سراح الشخص الذي ابتكر الألبوم بموجب كفالة من سجن (إيفين) في إيران، أحد أكثر السجون سيئة السمعة، حتى المصور الذي صمم غلاف الألبوم كان قد أمضى ثلاث سنوات خلف القضبان بسبب عمله المبدع.

————————————————————-

ترجمة خاصة- الحل العراق

قد تؤدي موسيقى “مهدي رجبيان” به إلى خلف القضبان مرةً أخرى في أحد أكثر #السجون المرعبة في العالم، لكنه مصمم على المضي قدماً لإنجاز مشروعٍ لطالما حلم به وهو في السجن.

مشروع “#الشرق_الأوسط” الفني الذي جمع فنانين من بلدان مختلفة، حيث كان ألبوم “السلام” أحد إنجازاته يحارب الفنانون الشباب من خلاله الظلم الذي يعيشونه.

إذ يعدّ مشروع “الشرق الأوسط”، الذي أطلقته شركة (#سوني) للموسيقى عام 2019 الجاري، من المشاريع الفريدة الذي ضمّ ما يقارب مئة فنان من /12/ بلد مختلف من بينهم #سوريا و#العراق و#اليمن و#فلسطين.

وقد كان ألبوم “السلام” من بنات أفكار الموسيقي الإيراني “مهدي رجبيان” الذي سجن مرتين بسبب نشاطه الموسيقي، كما أنه الآن يقضي عقوبة السجن مدة ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ.

وقد سُجّلت إحدى الأغنيات خلال قصفٍ جوي، ومقاطع من أغنية أخرى من قبل لاجئ فار على متن قارب.

لقد أطلق سراح الشخص الذي ابتكر الألبوم بموجب كفالة من سجن (إيفين) في إيران، أحد أكثر السجون السيئة السمعة، حتى المصور الذي صمم غلاف الألبوم كان قد أمضى ثلاث سنوات خلف القضبان بسبب عمله المبدع.

ويأمل “رجبيان” البالغ من العمر /30/ عاماً، أن يساهم الألبوم الجديد في الترويج للسلام والوحدة في أحد أكثر المناطق اضطراباً في العالم.

يقول “رجبيان”: «الهدف الوحيد لنا هو السلام والراحة للشرق الأوسط».

ويضيف: «ففي الوقت الحالي، ليس لدى السياسيين لغة للتواصل سوى لغة الحرب والقمع وانتهاكات حقوق الإنسان، ولكننا نجيبهم بلغتنا، لغة الموسيقى، فالموسيقى هي #السلاح الوحيد و#السلطة الوحيدة التي نملكها ».

ودخل “رجبيان” السجن للمرة الأولى في إيران في عام 2012، حيث كان يبلغ من العمر /17/ عاماً، وذلك عندما أنشأ شركة تسجيل كانت تسعى لتوقيع عقود مع فنانات، حيث تعتبر دولة إيران المحافظة والمتشددة المغنيات فاجرات وتفرض عليهن عقوبة السجن بتهمة الفجور إذا ما كنّ يغنين علناً أو بشكلٍ منفرد.

وقد قبع “رجبيان” في زنزانة منفردة لمدة ثلاثة أشهر إلى أن تم إطلاق سراحه بكفالة، حيث واصل بعدها نشاطه الموسيقي فتم توقيفه من جديد عام 2015، حيث حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع شقيقه حسين بتهمة «الإساءة للمقدسات الإسلامية والنشاطات السمعية البصرية غير القانونية».

ونفّذ كل من الأخوين “رجبيان” إضراباً عن الطعام بسبب التعذيب الذي تعرضا له في السجن.

ويروي مهدي أنه فَقَدَ /15/ كيلو غراماً من وزنه قبل أن يتم إطلاق سراحه، «كنت على وشك الموت في أي لحظة»، يؤكد مهدي.

وأُطِلق سراح “رجبيان” بكفالة أواخر عام 2017 إثر تدخّل #منظمة_العفو_الدولية وموسيقيين من أنحاء العالم، إلا أنه لا يزال هناك حكم بالسجن مع وقف التنفيذ معلّقاً على صدره.

وبسبب موسيقاه، قد يرى “رجبيان” نفسه مجدداً خلف القضبان في أحد أكثر السجون رعباً في العالم، إلا أنه مصمم على المضي قدماً في مشروعه والذي حلم به أول مرة في السجن.

يقول “رجبيان”: «لطالما كانت الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان جزءاً من الشرق الأوسط».

ويضيف: «أشعر أن الموسيقى لغة لا حدود لها، لذا يمكننا توحيد بلدان مختلفة وتوجيه رسالة سلام من خلالها، فهذا الألبوم كان نتيجة لتلك الفكرة».

كما يبين “رجبيان” حاجة العالم أكثر من أي وقتٍ آخر إلى «ألبومات على غرار تلك التي صدرت عن “الشرق الأوسط”، لأن الحملة التي تُشنّ على الموسيقى والفن في المنطقة أصبحت متطرفة إلى حدّ يصعب إدراجها تحت مسمى “الرقابة”».

ويضيف قائلاً: «في إيران، يتم تصفية الفنانين».

من خلال عمله ودراسته للموسيقى الشرق أوسطية، التقى “رجبيان” بالعديد من الموسيقيين في المنطقة، وبذلك جمع هؤلاء الذين تعرضوا لانتهاكات لحقوق الإنسان واختبروا القصف والحرب والقمع.

وقد استغرق إنتاج الألبوم عاماً كاملاً وشمل أغانٍ سجّلت في البلدان التي ينتمي إليها الموسيقيون المساهمين في الألبوم لتعكس التقاليد الموسيقية لكل مكان، إضافة إلى المعاناة التي يعيشها الفنانون.

ومن أبرز الموسيقيين المساهمين: “محمد سعيد” من مصر، البلد التي تقع اليوم تحت الحكم العسكري الديكتاتوري، و”الفارس” من اليمن التي مزّقتها الحرب.

إضافة إلى عازف #الربابة العراقي “باسم حوّار”، بينما يظهر “رجبيان” الذي يعزف على “السيتار”، وهي آلة موسيقية إيرانية تشبه #العود، في الأغنية الأولى من الألبوم.

وقد التقطت صورة غلاف الألبوم من قبل المصور الصحفي الإيراني “رضا ديغاتي”، 66 عاماً، والذي تعرض للسجن لمدة ثلاثة أعوام عندما كان في العشرين من عمره بسبب نشاطاته.

وبحسب لقاءٍ له مع قناة “الجزيرة”، فإن الصورة التي اعتمدها “ديغاتي” لغلاف الألبوم قد التقطت في العراق، حيث أنها فجوة في سقف مدمّر في أحد القصور العائدة للديكتاتور العراقي السابق “صدام حسين”.

«من خلال الموسيقى، يمكنك الشعور بما يشعر به الناس في هذه البلدان الاثني عشر»، يوضّح “رجبيان”.

ويضيف: «بالرغم من أن الموسيقيين المشاركين في الألبوم لم يلتقوا ببعضهم وجهاً إلى وجه، إلا أن الموسيقى تبرهن أنهم يتشاطرون المشاعر ذاتها، وذلك يوضّح بأن الشرق الأوسط بأكمله يتشاطر العذاب والمعاناة ذاتها».


عن صحيفة The Independent البريطانية- ترجمة الحل العراق

الصورة المرفقة من المصدر

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.