بغداد ـ وسام البازي

حتى مع اشتداد الأزمة بين الجانب الأمريكي ووصول أسلحته الحربية المتطورة والصواريخ إلى المياه الإقليمية في #الخليج_العربي وغيره، كتلميحٍ باستعداد #واشنطن، لضرب طرف الصراع الآخر، إيران، المهددة بخسارة نفوذها الاقتصادي والسياسي في #المنطقة_العربية، بالعراق و#سوريا و#لبنان و#اليمن، واعتراف السفارة الأمريكية لدى #بغداد بتلقيها تهديدات نوعية بالهجوم عليها أو استهدافها من قبل الفصائل العراقية الموالية لطهران، تختفي ردود فعل الأحزاب السنية التي عُرفت خلال الفترات الماضية برفضها للنفوذ الإيراني في البلاد، بشأن الصراع بين الطرفين، ودون إعطاء أية وجهة نظر.

وفي الفترات الحاسمة يبدو أنه من الصعب على أحزاب المكون العربي السني في العراق التي تعرف جيداً أن بلادها أول المتضررين من المواجهة المحتملة بين طهران وواشنطن، أن تبقى صامتة، وهذا الأمر ينطبق على بعض الأحزاب الشيعية التي تحاول أن تكون بلا لون أو طعم أو رائحة، مثل #تيار_الحكمة الذي يتزعمه #عمّار_الحكيم، و”#الفضيلة” لرجل الدين محمد اليعقوبي.

الأحزاب القلقة أو المترددة، هي بالأصل لا تملك صلاحية التصريح بأنها مع أو ضد التطورات الأمريكية الأخيرة ضد طهران، حتى أن أعضاء هذه الأحزاب، وبحسب مصادر صحفية أفادت لـ”الحل العراق”، بأنهم «يشترطون على أي صحافي ينوي مقابلتهم هاتفياً أو عبر التلفاز بأن يتم تجاوز الحديث عن العقوبات الأمريكية على إيران، أو التطورات الأخيرة، فهم لا يريدون الوقوع في خانة موالاة إيران علناً أو الزحف نحو أميركا علناً أيضاً».

ولأن الوقوف على الحياد، أمرٌ بالغ السخرية، وقد تكشفت أوراق الأحزاب، فالصمت هو الحل، هذا الأمر ينطبق أيضاً على عرض المستجدات عبر وسائل الإعلام الحزبية، إذ تمرُّ عليها مرور الكرام، دون تغطيات مكثفة، كما في الأحداث الدولية الأخرى كمجزرة المسجدين في #نيوزيلندا، أو الفيضانات الأخيرة في دول العالم، ما يشير إلى تخوّف كبير من صدور أي بيان حزبي بشأن هذا الأمر.

سياسي عراقي قال لـ”الحل العراق”، إن «أعضاء الأحزاب العراقية لا يمكنها أن تبدي الآراء دون الرجوع إلى مركز الحزب، أو الرئيس أو الزعيم، فالتخفي وعدم إعطاء آراء بشأن أزمة طهران وواشنطن، يرجع إلى أن زعماء الأحزاب مترددون، ولا يعرفون مع من يتجهون، فإيران دعمت غالبية التحالف الانتخابية التي حصلت قُبيل عملية الاقتراع التشريعية في مايو/ ايار 2018 الماضي، وأميركا هي حليف العراق الأقوى ومن يعاديها يخسر، ولهذا، فهم لا يريدون خسارة أي طرفٍ منهما».

السياسي العراقي الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أضاف أن «الوقوف على الحياد أمر مفضوح للغاية، والأحزاب التي تتوارى عن الأنظار حالياً، لا تملك ما تقوله، فهي تنتظر الطرف الذي ينتصر في النهاية لكي تنضم إلى محوره، وهذا الأمر ينطبق على الأحزاب السنية المتمثلة بـ (المحور الوطني والمشروع العربي وتحالفات أخرى)، والحال نفسه مع أحزاب شيعية مثل (#ائتلاف_النصر وتيار الحكمة والفضيلة)».

ولفت إلى أن «القرارات الحزبية لم تصدر لغاية الآن من زعماء هذه الأحزاب، ومتى ما أطلقت البيانات من الزعماء، سيخرج الأعضاء مثل سرب البلابل يغرد في كل مكان، وستعج المواقع الإلكترونية المملوكة للأحزاب والفضائيات والإذاعات بالآراء السياسية الموحدة».

من جهته، بيَّن عضو تحالف “#الفتح” عبد العظيم الدراجي، أن «الأحزاب الصامتة حالياً يلاحقها تساؤل جماهيرها، فهي مُطالبة اليوم بتوضيح وجهات النظر الخاصة باشكالية إيران وأميركا لا سيما وأن العراق أحد الخاسرين في الحرب المحتملة بين الطرفين».

موضحاً في اتصالٍ مع “الحل العراق”، أن «الأزمة الإيرانية الأمريكية، مصيرية، ولابد من الإيضاح العراقي بشأنها وصدور بيان رأي للأحزاب المشاركة بالحكم، عدا التيار الصدري الذي كان واضحاً بأنه ضد أي حرب يكون العراق ساحة لها، وتحالف البناء الذي دعا حل الإشكالية بين الطرفين عبر الحوار والجهود الدبلوماسية».

الدراجي أبدى استغرابه من «صمت #وزارة_الخارجية_العراقية التي لم تصدر أي تنويه أو بيان منذ اندلاع الأزمة ولغاية الآن».

 مرجحاً أنها «مثل الآخرين تنتظر بيان الحزب الذي يتمني له وزير الخارجية، وفي ذلك الحين سيصدر القرار الحكومي».

إلى ذلك، رأى أستاذ الفكر السياسي في جامعة بغداد “بسام الشمري”، أن «الأحزاب العراقية الماسكة بزمام الحكم في البلاد منذ عام 2003 ولغاية الآن، بالحقيقة لا تملك جماهير حقيقية من الممكن أن تتعكز عليها في حال تعرضها لمشاكل أو عداء خارجي، لذلك هي تبحث دائماً عن ولاء إلى الخارج، ثم يُترجم هذا الولاء إلى دعم خارجي، وهكذا فهي تبقى بالسلطة».

مستكملاً حديثه في اتصالٍ مع “الحل العراق”، إن «هذا الأمر ينطبق على الفصائل المسلحة الموالية لإيران، فهي هادئة على غير عادتها، إذ أنها في السابق كانت تلاحق الوجود الأجنبي بالطرد من البلاد والمواجهة أيضاً، لكن، لأنها خاضعة للقرارات الإيرانية، وإيران حالياً تمر بأزمة استثنائية ومحاصرة من قبل أميركا، وصلت للفصائل توجيهات من طهران بعدم التحدَّث بأي مواجهة، وهذا ما جعلنا نسمع أن الفصائل خاضعة للأوامر العراقية، مع العلم أنها ليست كذلك، لأن الراعي لمصالح الفصائل طلب ذلك».


الصورة الرئيسة أرشيفية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.