معارك ريف حماة: النظام يتقدم و«تحرير الشام» «تتصدى» إعلامياً

معارك ريف حماة: النظام يتقدم و«تحرير الشام» «تتصدى» إعلامياً

حماة (الحل) – تشهد مناطق ريفي #حماة الشمالي والغربي، حملة عسكرية بريّة وجويّة تشنّها قوات النظام وحليفتها #روسيا منذ بداية شهر آذار الماضي، يترافق ذلك مع مواجهات بين فصائل المعارضة المسلحة، وقوات النظام، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، فضلاً عن القصف الذي أوقع عشرات الضحايا المدنيين حتى اللحظة.

ما أبرز المناطق التي سيطر عليها النظام؟
سيطرت قوات النظام مدعومة بحليفتها روسيا، خلال الحملة العسكرية الأخيرة، والتي ما تزال مستمرة حتى اليوم، على بلدتي #قلعة_المضيق في ريف حماة الغربي و #كفرنبودة في الريف الشمالي، إضافةً إلى قرى الصهرية و #الكركات والمستريحة والجابرية والتوبة والشيخ إدريس والبانة وتل هواش وتل عثمان الاستراتيجي الذي يطل على معظم مناطق ريف حماة الغربي وأجزاء من ريف إدلب الجنوبي، وقرى #باب_الطاقة و #التوينة و #الشريعة والحمرا والمهاجرين في منطقة #سهل_الغاب بالريف الغربي.

وتدور اشتباكاتٍ عنيفة، بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام على محوري قريتي الحويز في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، وميدان غزال في منطقة #جبل_شحشبو بريف حماة الشمالي الغربي، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات العناصر من الطرفين وتدمير آلياتٍ عسكرية لقوات النظام، في محاولة من الأخيرة مواصلة التقدم والسيطرة على مناطق جديدة وانتزاعها من فصائل المعارضة، بالتزامن مع غارات جوية تشنها المقاتلات الحربية الروسية على مناطق المعارضة التي نزح عنها سكانها بشكلٍ كامل منذ أيام.

وكانت تلك المناطق تخضع لسيطرة #حركة_أحرار_الشام الإسلامية وفصائل معارضة أخرى، أبرزها جيشي “النصر والثاني”، وتضم سكان ونازحين يقدر عددهم بأكثر من 200 ألف نسمة، جميعهم نزحوا إلى المخيمات الحدودية ومنهم إلى الأراضي الزراعية، وسط ظروفٍ إنسانية ومعيشية صعبة، خاصةً خلال شهر رمضان وبدء ارتفاع درجات الحرارة.

“تحرير الشام” تشارك “إعلامياً” بصد الحملة العسكرية للنظام
الناشط الإعلامي خالد حسن من ريف حماة (اسم مستعار)، أكد، لـ “الحل السوري” أن #هيئة_تحرير_ الشام، لم تضع ثقلها العسكري في المعركة، واصفاً مشاركتها بـ “الخجولة جداً”، حيث اقتصر على أبناء المناطق التي تعرضت للحملة العسكرية والمنتسبين للهيئة، أمّا السلاح الثقيل فلم تزجّه الهيئة لصد حملة النظام وروسيا العسكرية عن مناطق ريف حماة.

وبيّن المصدر، أن “الهيئة تمتلك أكثر من 80 في المئة من السلاح الثقيل الموجود في الشمال السوري والذي جمعته من الهجوم على فصائل المعارضة المسلحة خلال السنوات السابقة، لتكون هي القوة الكبرى في الشمال”. مشيراً إلى أن قوات “العصائب الحمراء” و”جيش أبو بكر” (القوة الضاربة للهيئة)، لم يشاركا على الإطلاق في معارك ريف حماة.

وأضاف المصدر أن الهيئة عملت على تبنّي الكثير من العمليات، عبر المراصد التابعة لها والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، لإيهام الناس بأنها موجودة في المعركة، علماً أن فصائل المعارضة وأبرزها جيوش “العزة والنصر والثاني والنخبة” هم من يقاتلون على الأرض ويتصدون لهجوم قوات النظام وحلفائها.

لسان حال الأهالي
يقول خالد الحسين (مدني نازح من إحدى قرى جبل شحشبو بريف حماة)، لـ “الحل”، “تعلّمنا أن في كل حملة عسكرية يشنّها النظام وحليفته روسيا على مناطق تخضع لسيطرة المعارضة، هناك مناطق ستُسلّم للنظام وفق اتفاقياتٍ دولية، كما حدث في ريف حماة الشرقي غربي سكة القطار وشرقيها، على الرغم من أن المنطقة كانت تخضع لسيطرة تنظيم #داعش من طرف وهيئة تحرير الشام «جبهة النصرة» سابقاً، من طرف آخر، فخلال يومين تم تسليم أكثر من 40 بلدة وقرية على مرأى ومسمع العالم.

ورجّح «الحسين» أن المعارك التي تدور في مناطق ريف حماة الآن، ما هي إلا معارك استنزاف لفصائل المعارضة وفي النهاية سيتم تسليم المناطق المطلوبة وفقاً لاتفاقيات #أستانة و #سوتشي، وفتح الطريقين الدوليين حماة – #حلب و #اللاذقية – حلب المعروفين بـ M4 و M5، فلماذا لم يخرج قائد فصيل ويشرح للمدنيين ماذا سيحصل في المنطقة من أجل أن يخلوا تلك المناطق دون خسائر بشرية ويخرجون أمتعتهم؟

نتائج الحملة العسكرية إنسانياً حتى اليوم

مديريتا صحة حماة وإدلب الحرّتين بدأتا العمل بنظام الطوارئ منذ أكثر من أسبوع، وذلك بسبب استهداف الطيران الحربي الروسي والتابع لقوات النظام معظم المشافي والنقاط الطبية التابعة للمديريتين، خاصةً وأن المشافي المحصّنة في الأرض بكهوف تم استهدافها بصواريخ ارتجاجية شديدة الانفجار.

ووثّقت #الشبكة_السورية_لحقوق_الإنسان، قبل أسبوع، ما لا يقل عن 82 حادثة اعتداء على مراكز حيوية، من بينها 28 اعتداء على مدارس، و11 على أماكن عبادة، و18 على منشآت طبية، وتسعة على مراكز للدفاع المدني.

الجدير بالذكر أن الحملة العسكرية تسببت بنزوح أكثر من 300 ألف نسمة، فضلاً عن قتل أكثر من 200 شخص وجرح 500 آخرين، وذلك منذ بدايتها في آذار وحتى اليوم، وسط صمت دولي سواء من الدول الضامنة للاتفاقيات (#تركيا وروسيا و #إيران) أو من الدول الأخرى، فيما تستمر الحملة على مناطق الشمال دون معرفة الهدف منها حتى اللحظة.

 

إعداد: هاني خليفة – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.