نازح يستضيف نازحاً… حال قاطني المخيمات والنازحين “الجدد” في الشمال

نازح يستضيف نازحاً… حال قاطني المخيمات والنازحين “الجدد” في الشمال

(الحل) – “نزحت وعائلتي المؤلفة من زوجتي وأطفالي الأربعة من قريتي في منطقة #سهل_الغاب بريف #حماة الغربي إلى مخيم قرب الشريط الحدودي مع #تركيا، لتستضيفنا إحدى العائلات في خيمتها، بعد أن طُلِب منّي مبلغاً من المال ثمن خيمة في المخيم، في الوقت الذي لا أملك نقوداً حتى أجور التنقّل والنزوح، فالظروف المعيشية باتت صعبة جداً، مع حملة القصف الأخيرة التي اجتاحت المنطقة”، يقول حسن أبو عمر لـ “الحل السوري”.

ويضيف “أبو عمر”، النازح من قرية #باب_الطاقة إلى مخيم #صامدون غربي بلدة #سلقين بريف #إدلب الشمالي، “استضافتنا العائلة على الرغم من أنه لا توجد أية صلة قرابة بيننا وبينها، وتمتلك خيمتان، حيث تم تخصيص خيمة للرجال وأخرى للنساء، كما أكرمونا بحسن الضيافة بما يتوفر لديهم من طعامٍ وشراب ومأوى، فالظروف المعيشية في مخيمات النزوح صعبة عليهم كما علينا”.

ويصف “أبو عمر” حسن الاستضافة التي لقيها وعائلته بأنه خفّف عليهم ما عانوه من قصفٍ ونزوح وخلق لديهم نوعاً من الأمل والراحة النفسية، فوجود أشخاص يحبّون مساعدة الناس دون مقابل، على الرغم من تردي أوضاعهم أيضاً، يبعث على الطمأنينة.

بدوره، يوضح “حيان أبو محمد”، نازح من قرية #شهرناز في منطقة #جبل_شحشبو إلى مخيم قرب بلدة #دركوش بريف إدلب، لـ “الحل”، أن أهل زوجته استضافوه وعائلته في خيمتهم أسبوع حتى تم تسليمه خيمة وجهزوها له ليقطن فيها بجوارهم. مؤكداً أن المخيم لا توجد فيه خيمة إلا وتقطنها عائلتان وثلاث في بعض الأحيان، كون استجابة المنظمات الإنسانية لنزوح السكان من شمالي وغربي حماة وجنوبي إدلب بطيئة كون “النزوح أتى بشكلٍ مفاجئ”، بحسب تعبيره

ويقطن في معظم المخيمات، لا سيما مخيم #أطمة الحدودي، والذي يعد أكبر تجمّع للنازحين في الشمال، عائلتين على الأقل في الخيمة الواحدة، نتيجة الظروف المعيشية القاسية وعدم قدرة النازحين على شراء خيام، فثمن الواحدة منها مع تجهيزاتها من بطارية وأشرطة الإنارة وغيرها من الحاجيات الأساسية بلغ حوالي 350 دولارا أميركيا، في الوقت الذي لا يملك معظم النازحين ثمنها، وذلك بحسب النازحة “صبحية أم يزن” المضافة عند أحد أقارب زوجها في #مخيم_الكرامة.

وفي الوقت الذي تستضيف فيه عائلة نازحة، عائلة نازحة أخرى، يوجد “تجار أزمات” يستغلون النازحين الجدد، لا سيما بعض المعنيين بشؤون المخيمات وأصحاب المكاتب العقارية، “فهمّهم الوحيد هو تحقيق مكاسب مالية على حساب النازحين، إذ يتراوح آجار المنزل في مناطق الشمال بين الـ 100 و350 دولارأمريكي، بحسب مساحته ونظافته الداخلية، في حين يتراوح سعر الخيمة مع مستلزماتها الأساسية بين الـ 100 و 500 دولار”، بحسب ما أفاد نازحون جدد إلى مخيمات الشمال لموقع “الحل”.

ولا تزال عشرات الآلاف من العائلات النازحة حديثاً، تفترش العراء بين أشجار الزيتون في مناطق الشمال، لعدم قدرتها على دفع المبالغ المالية التي يطلبها أصحاب المنازل أو حتى ثمن الخيام، وسط غياب شبه تام لدور المنظمات، حيث يأمل هؤولاء بانفراج قريب متعلق بقرارت وقف إطلاق النار حتى يتمكنون من العودة إلى مناطقهم أو على الأقل، دخول منظمات إنسانية لمساعدتهم.

إعداد: هاني خليفة – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.