الدجاج بدل اللحم الأحمر على موائد رمضان… والبعض استغنى عن الاثنين معاً!

الدجاج بدل اللحم الأحمر على موائد رمضان… والبعض استغنى عن الاثنين معاً!

دمشق (الحل) – تغير شكل المائدة الرمضانية خلال سنوات الحرب وبعد العام 2011 مع تغيّر أحوال السوريين ونزوح الكثيرين منهم عن منازلهم، وهجرة آخرين، وتشرّد الملايين منهم.

لكن السنة الحالية في دمشق تبدو أنها أكثر سنوات رمضان قسوة على الناس من النواحي الاقتصادية والمعيشية، بعد سنوات من المعاناة مع الحالة الميدانية سواء في المدينة أو في غوطتها وريفها.

ومن ضمن التغيرات الكثيرة التي طرأت على مضمون المائدة الرمضانية هو تغير الكثير من المكونات، فقد غابت الحلويات الفاخرة والمعمول بالفستق وأكلات اللحومات، ليتم استبدالها بالحلويات الشعبية مثل الناعم والقطايف بالقشطة، وأكلات الدجاج الأرخص ثمناً من اللحم.

وشملت هذه التغيرات عائلة أبو عمار من منطقة بساتين كفرسوسة في دمشق، إذ يستذكر بحسرة تلك الأيام التي كانت تمتلئ فيها مائدته بما لذّ وطالب، ويقول لموقع الحل «أصبح من الصعب شراء كيلو اللحم الأحمر بعد أن بلغ سعره سبعة آلاف ليرة، أما الدجاج فهو أرخص، يمكن شراء الكيلو بـ 1500 ليرة سورية».

وتشتركُ أم أحمد مع زوجها بالتحسر على تلك الأيام، وتستذكرُ كيف كان صحن الفتوش على مائدتها وتقول «كنا نضع مع الفتوش البقلة والبهارات والزيت الفاخر ودبس الرمان، أما اليوم فهو عبارة عن بندورة وخيار وبعض الخبز اليابس.. كان قديماً ألذ وأشهى».

وتكلف المائدة الرمضانية بحسب استطلاع آراء بعض ربات المنازل بشكل وسطي، مبلغ 5000 ليرة سورية لليوم الواحد، وذلك لعائلة مؤلفة من 4 أشخاص، ما يعني أن المائدة الرمضانية ستكلف على الأقل خلال شهر رمضان 120 ألف ليرة، دون احتساب وجبات السحور وحلويات ما بعد الإفطار.

واضطرّت الكثير من العوائل للاستغناء عن الدجاج واللحم سوية، واستبدالهما بمرق الدجاج لإعطاء نكهة للطعام لا أكثر.

ومن الأطباق التي غابت هذه العام عن كثير من الموائد، طبق الشاكرية باللبن واللحم، والذي تشتهرُ به العوائل في أول أيام شهر رمضان، لتكون الافتتاحية «بيضاء وخيرة» كلون اللبن.

وباتت سياسة «شدّ البطون» هي السائدة لدى معظم العوائل، أما الخروج لتناول طعام الإفطار خارجاً فبات «حلماً» بعيد المنال.

من جانب آخر، قالت وزارة التجارة الداخلية في مناسبات عديدة أنها ستلاحق «التجار المخالفين والأسعار غير المنضبطة». لكن الواقع أظهر عكس ذلك تماماً، إذ لم يلحظ سكان دمشق أي ثبات في الأسعار، بل زيادة في معظم المنتجات، لا سيما تلك المتعلقة بالطعام والشراب.

 

إعداد: سعاد العطار – تحرير: سامي صلاح

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.