السيستاني.. هل سيُبعد العراق عن الحرب؟ أم أن العالمية الثالثة على الأبواب؟

السيستاني.. هل سيُبعد العراق عن الحرب؟ أم أن العالمية الثالثة على الأبواب؟

بغداد ـ وسام البازي

لا يعني تجاوز #واشنطن للهجوم الصاروخي الأخير على المنطقة الحكومية في #بغداد (الخضراء) أن خطر الفصائل المسلحة أو ما تُعرف بـ”فصائل المقاومة الإسلامية” القريبة من #طهران، انتهى، إنما زاد التوتر من التأكد بأن الضربة الأولى قابلة للتكرار.

وهذا ما لا تقبله إيران بحسب غالبية تصريحات الحكومة وقادة #الحرس_الثوري والموالين لهم في كل #المنطقة_العربية، مع تفسير بأن ما حصل، الأحد، يشير إلى وجود طرف ثالث سيستفيد من اندلاع الحرب بين الجانبين، وهذا ما لا يحتمله القادة الأميركيون، فكل ضربة تستهدف المصالح الأميركية في المنطقة العربية؛ هي إيرانيّة المصدر.

وبالرغم من أن موقف #الحكومة_العراقية لم يتضح لغاية الآن، فالعراق برغم حماسه البركاني نحو الابتعاد عن المشكلات كونها أرهقته، إلا أنه لا يمكنه ترك إيران، التي أسست للمسؤولين والحاكمين أرضية قوية ليصبحوا فيما بعد موالين لها، سراً أو جهراً، هذا كله لا يساوي الترقب للموقف النجفي، أي موقع #المرجعية_الدينية في محافظة #النجف، المتمثلة بـ “#علي_السيستاني”، الذي يُعد أبرز مراجع #الشيعة في العالم غير الموالين لـ #ولاية_الفقيه في إيران.

ولم تُعلن النجف عن أي موقف “صريح” بما يتعلق بالصراع الأمريكي الإيراني، الذي أعقب اشتداد العقوبات على الجانب الأخير، مع العلم أن موقفها يُمثل إلى حدٍ كبير موقف بغداد الرسمي، وهو ما معمول به منذ عام 2003، إذ مثّلت النجف قاعدة جماهيرية ومرجعية سياسية بارزة يرجع لها ساسة الشيعة في اضطراباتهم ومشكلاتهم، والسنة في مشاكلهم من الشيعة.

خلال الأيام الماضية، وتحديداً الأيام التي سبقت الجمعة الماضية، ظهرت تسريبات كثيرة تفيد بمطالبة علي السيستاني، الحكومة العراقية بإبعاد البلاد والنأي بها عن الحرب المحتملة، التي قد تتدخل بها فصائل مسلحة عراقية، مع وجود القواعد الأجنبية في مناطق شمال وغرب البلاد على خط المواجهة.

 وهو ما تخشاه النجف ويخشاه العراقيون، مع ذلك لم تنفِ النجف أي من التسريبات، مع العلم أنها تمتلك مكاتب رصد إعلامية، وهو ما يؤكد صحة توجه السيستاني بإبعاد العراق عن الحرب.

تيّار “#الحكمة” الذي يتزعمه عمار الحكيم، وهو مُقرب من مرجعية النجف، قال إن «المرجعية الدينية في النجف، المتمثلة بالسيد علي السيستاني دعت وأكدت على أن العراق لا يتدخل في الصراع بين واشنطن وطهران، ويبتعد عنه، ولا يتدخل به اطلاقاً، والحكومة أيضاً داعمة لتوجهات المرجعية الدينية».

وبحسب القيادي في التيّار النائب “جاسم موحان”، في حديثه مع “الحل العراق”، فإنه «ليس من مصلحة العراق والعراقيين، بأن يكون بلدهم جزء من هذا الصراع أو التصعيد الخطير، فهذا التدخل سيكون له تبعات سلبية كثيرة، وتأثيرها سيكون على المستوى الأمني والاقتصادي، ولهذا المرجعية تريد أن ينأى العراق بنفسه، ويبتعد عن أي صراع دولي أو اقليمي».

مسؤول في الحكومة العراقية، فضّل عدم ذكر اسمه، تحدَّث لـ”الحل العراق”، عن تصاعد الأزمة بين #أميركا وإيران، وإقحام العراق في المعركة بسبب تواجد #الفصائل_المسلحة من جهة، وارتباطاته السياسية والاقتصادية من جهة أخرى، ودور السيستاني في امكانياته بابعاد البلاد عن الأزمة.

قائلاً، إن «إيران لا تريد الحرب، وهذا واضح من خلال تصريحات المسؤولين هناك، وحتى الجانب الأمريكي لا يريد بصراحة أن يدخل في معركة يخسر فيها جنود، مهما كان عدد الجنود ضئيل، أو حتى ضربات جوية إلى العمق الإيراني، لأنه قد يواجه رداً من الداخل العراقي ضد التواجد الأجنبي والمصالح الأمريكية، وهذا الأمر قد يحدث في سوريا المتحالفة مع إيران ولبنان، وقد تتطور إلى أن تكثف جماعة الحوثي ضرباتها على الجانب السعودي».

ولفت إلى أن «العراق لا يزال يلتزم بالجهود الدبلوماسية التي يسعى لأن تفلح، وتُقرّب وجهات النظر بين إيران واميركا، عبر وسيط عربي، مثل #الكويت أو #سلطنة_عمان أو #قطر».

مبيناً أن «العراق يمكن أن يكون لاعباً مهماً في تهدئة الأمور وحلحلة الخلافات بين واشنطن وطهران».

مضيفاً أن «المرجعية الدينية في النجف (علي السيستاني) دعت إلى إبعاد العراق عن ساحة الحرب المتوقعة بين واشنطن وطهران، وهي في نفس الوقت تدعم الجهود العراقية الرامية لتهدئة الأوضاع الدولية، على اعتبار أن العراق حليف للتحالف الدولي وفي نفس الوقت صديق مقرب من إيران».

في وقتٍ يرى الأستاذ في كلية العلوم السياسية بـ #جامعة_الفارابي “سالم التميمي”، أن «الجانب الأمريكي لا يزال متشنجاً ورافضاً لكل أشكال الحوار والتهدئة، مع العلم أن إيران شرعت أبوابها للاعتماد على وسيط يحل الأزمة مع أميركا».

موضحاً في اتصالٍ مع “الحل العراق”، أن «مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون لا يزال يدفع نحو ضرب إيران، في بدايةٍ لتغيير نظام الحكم في إيران، الذي تمدّد كثيراً وبات يشكل تهديداً على الأمن العالمي، وأعتقد أن الضربة الأمريكية قادمة، وستستهدف قواعد داخل العمق الإيراني، ولن تتمكن الجهود العسكرية من الرد على الضربة الأمريكية، لأن الرد يعني بداية الحرب العالمية الثالثة».


الصورة الرئيسة أرشيفية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة