مصدر خاص: «نعم يوجد أزمة مالية لكن لا انسحاب لحزب الله من سوريا»

مصدر خاص: «نعم يوجد أزمة مالية لكن لا انسحاب لحزب الله من سوريا»

خاص (الحل) – أكد مصدران مقربان من حزب الله اللبناني لموقع «الحل» أن الشائعات المتداولة في وسائل الإعلام المحلية والعربية بما يخص انسحاب «كامل» لحزب الله في سوريا لا صحة لها، لكنهما اعترفا بالوقت ذاته بوجود أزمة مالية، مع زيادة العقوبات الأمريكية على طهران الداعم الرئيسي للجماعة اللبنانية.

وقال المصدر الأول إن «وجود الحزب في سوريا ليس بجديد، وانسحابه منها لن يكون بأوامر خارجية ولن يتم بأي وقت قريب»، بحسب وصفه.

وأشار المصدر في الوقت ذاته إلى وجود تقليص لعدد عناصر الحزب في سوريا، لكنه شدد على أن أسبابه تتعلق بـ  «نهاية الحرب على الإرهاب»، ولا علاقة لها بالعقوبات والضائقة المالية. وقال إن «الحرب التي طالت سوريا في 2011 دفعت الحزب إلى إرسال المزيد من المقاتلين لدعم دمشق، وليس لأسباب مالية، إنما إيمانا بقضية»، على حد تعبيره.

وأفاد المصدر الآخر، الذي يعمل بإحدى المؤسسات المدنية الممولة من الحزب في لبنان، بأن «هناك أزمة مالية حقيقية يعيشها الحزب، انعكست على الوضع المعيشي للعاملين في المؤسسات التابعة له»، وتوقع أن «تتجه الأوضاع نحو الأسوأ، في ظل العزلة التي يعيشها الحزب مع تشديد العقوبات الأمريكية».

وسلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية هذا الأسبوع الضوء على الأزمة المتفاقمة التي يعانيها حزب الله بفعل العقوبات الأميركية على إيران، والتي دفعته إلى اتخاذ جملة من الإجراءات التقشفية من بينها سحب جزء من مقاتليه من سوريا، وفق قولها.

ونقلت الصحيفة عن مصادر من داخل حزب الله أن تشديد الإدارة الأميركية لعقوباتها ضد طهران تسبب بانخفاض حاد في التمويل الإيراني للحزب.

ووفق ما نقلته الصحيفة عن موظف في إحدى المؤسسات الإدارية لحزب الله فإن الأخير اضطر إلى تسريح عدد من المقاتلين ونقل البعض الآخر إلى قوات الاحتياط، مضيفاً أن العديد منهم تم سحبهم من سوريا حيث لعبوا دورا مهماً في القتال إلى جانب القوات الحكومية.

ولفت الموظف إلى أن المقاتلين والمسؤولين الذين لم يتم تسريحهم أو تحويلهم إلى الاحتياط لا يزالون يتلقون رواتبهم بالكامل، إلا أنه جرى إلغاء الامتيازات التي يحصلون عليها.

بالمقابل أبقى حزب الله على التعويضات المالية لأسر مقاتليه الذين قتلوا في المعارك ضد إسرائيل أو في سوريا حتى لا يجد نفسه أمام انتفاضة في أوساطه الشعبية، وفق المصدر.

من جهته كشف مصدر آخر داخل حزب الله أن قناة «المنار» الذراع الإعلامية التابعة له اضطرت إلى إنهاء بعض برامجها وإقالة موظفيها.

وأقر مسؤول رفيع المستوى في حزب الله طلب عدم الكشف عن اسمه للصحيفة بأن العقوبات الأميركية أضرت بالتمويل من إيران ودفعت الحزب إلى تقليص نفقاته.

وأوضح أن العقوبات ضد إيران ألحقت بحزب الله أضراراً أكبر من تلك التي فرضتها الولايات المتحدة على شركات وبنوك ومسؤولين يتعاملون مباشرة مع الحزب، مستدركاً بأن يملكون مصادر أرباح أخرى ويعتزمون تنويعها، و«تحويل التهديد إلى فرصة».

وأكد على أن تلك الإجراءات لم تؤثر على وضع حزب الله في المنطقة وقدراته القتالية، حيث أن «صادرات الأسلحة من إيران مستمرة. ولا يزال الحزب على استعداد لمواجهة إسرائيل. ودورنا في العراق وسوريا لا يزال قائماً»، وفق قوله.

وكان حزب الله أطلق حملة لجمع التبرعات من أنصاره تحت شعار «التبرعات تمنع وقوع الكارثة»، وذلك تلبية لنداء أطلقه الأمين العام للحزب حسن نصرالله، في مارس الماضي.

إعداد: سعاد العطار وسامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.