العمل الاغاثي يتراجع في سوريا بعد توقف عمل الجمعيات والفرق التطوعية

العمل الاغاثي يتراجع في سوريا بعد توقف عمل الجمعيات والفرق التطوعية

الحل (تقرير)تعاني العديد من الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية، من ضعف التمويل، منهم من فقد أغلب مموليه نهائياً، ومنهم من انخفضت قيمة تمويلاته عن السابق، وبعضهم اضطر لاختصار حملاته السنوية أو حجم المساعدات المقدمة، أو أغلق نهائياً.

ولاحظ الكثير من المستفيدين الذين التقتهم “الحل”،  أن دورية الحصول على السلل الغذائية انحسرت، إضافة إلى تقليص حجم الحصص الغذائية الرمضانية، مع خروج شريحة لا بأس بها من الذين كانوا يستفيدون من المساعدات، وخاصة بعد تركيز أغلب الجمعيات على مساعدة عائلات جرحى وقتلى جيش النظام، في محاولة للتقرب من النظام أكثر.

دفعنا من جيوبنا

رمضان الحالي، يلاحظ المتابعون، قلة المبادرات المختصة بإطعام الأسر المحتاجة، وقلة عدد الحصص الموزعة منها يومياً، حيث يقول معتز (اسم مستعار) وهو متطوع في إحدى الفرق التطوعية التي تقوم بطهي الطعام وتوزيعه في رمضان من كل عام بدمشق، إن «حجم التبرعات قليل جداً، ولا يكاد يقارن مع الأعوام السابقة».

وتابع «اضطررنا، إلى دفع مبالغ من المتطوعين أنفسهم بداية رمضان، حتى نستطيع طهو نحو 500 وجبة فقط، لندعم ونروج لمطبخنا #الخيري، علماً أن الأعوام السابقة، كانت أكثر وفرة بالتبرعات التي كانت تأتينا قبل شهر رمضان بعشرة إلى عشرين يوماً، وتكون كافية لتجهيز الأيام العشرة الأولى من الشهر».

يقول متطوع آخر «لايمكننا حصر عدد الوجبات التي سنطهوها يومياً، فالأمر متعلق بحجم التبرعات، إضافة إلى أن نوعية وجودة الوجبات الموزعة قد انخفضت هذا العام، لعدم وجود متبرعين باللحم الأحمر مثلاً، وقلة المتبرعين بالدجاج».

أغلبهم مغتربون

ويتابع «قمنا باختصار توزيع وجبات السحور التي اعتدنا على توزيعها في رمضان من كل عام، لقلة #التبرعات من التجار المتعلقة بالأجبان والألبان والحلاوة وزيت الزيتون وما إلى ذلك»، مضيفاً «حالياً، أغلب المتبرعين هم مغتربون من خارج سوريا، يرسلون #الأموال لنا لنقوم بشراء ما نحتاجه، إضافة إلى قلة قليلة من #التجار الذين يقدمون تبرعات تعتبر هزيلة قياساً بالسنوات السابقة وخاصة بين عامي 2015 – 2016».

50 ألف بدلاً من مليون!

مسؤول إحدى #الجمعيات الخيرية، التي تقوم بتوزيع الأموال على العائلات قبل عيد الفطر في أحد الأحياء الشعبية بدمشق، يقول «حتى اليوم لم نجمع  سوى 50 ألف ليرة سورية، بينما كنا سابقاً في مثل هذا الوقت من رمضان، قد جمعنا نحو مليون ليرة سورية، تستفيد منها عشرات الأسر الفقيرة».

وأضاف «لا نعلم ماذا نقول للأسر التي اعتادت الحصول على مبلغ يعليها قبل العيد وتفرح به أطفالها، فلا ذنب لنا. أغلب المتبرعين تحججوا بضيق الحال وتراجع الحركة التجارية، بينما المغتربين، فضلوا حصر التبرعات بأسرهم الذين باتوا أكثر حاجة من ذي قبل نتيجة تردي الأوضاع #الاقتصادية».

وتابع «حتى عدد الأسر المحتاجة تضاعف في المنطقة التي نخدمها، وبالتالي نحتاج إلى ضعف المبلغ السابق، لتغطية جزء فقط مما كنا نغطيه، نتيجة ارتفاع تكاليف الحياة بنسبة كبيرة بين العام الماضي والحالي».

اغلاق نهائي

معظم الجمعيات الانسانية #الاغاثية في ريف دمشق وحمص وحلب، أغلقت نهائياً، بسبب سيطرة النظام على مناطق عملها، إضافة إلى نزوح الأسر من تلك المناطق إلى مناطق النظام، وهذا ما فاقم مشكلة تغطية احتياجات العائلات بظل ضعف التمويل والتبرع، حيث تعتمد الفرق التطوعية والجمعيات الخيرية على التبرعات بشكل أساسي، دون وجود جهات دولية داعمة بشكل كبير، وسط تراجع واضح لدعم #المنظمات الدولية.

الأمم المتحدة كشفت عن وجود ما يزيد على 13 مليون شخص داخل سوريا بحاجة للمساعدات الإنسانية الفورية، يتركزون بشكل أكبر في المناطق التي شهدت عمليات عسكرية وعانت من حصار، ويتصاعد هذا العدد مع ازدياد سوء الوضع الاقتصادي في البلاد الذي يزيد من عدد الأسر التي لا تجد مايعيلها.

إعداد: فتحي أبو سهيل – تحرير: مهدي الناصر

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.