سوريا.. حرائق تخنق آمال المزارعين وتزيد من سخونة  صيفها الحار

سوريا.. حرائق تخنق آمال المزارعين وتزيد من سخونة  صيفها الحار

(الحل) – بعد سنوات عجاف عاناها المزارعون في سوريا، الذين استبشروا خيراً بأمطار هذا الشتاء، جاءت الحرائق التي انتشرت مؤخراً في معظم أرجاء البلاد لتقضي على آمالهم في حصاد نتاج صبرهم الطويل.

فالحرائق التي زادت حرارة الصيف الحار من اندلاعها، بالإضافة لأيادي المخربين الذين وجدوا في محاصيل المزارعين فرصاً للانتقام، باتت حدث شبه يومي ينغص عيش الناس في معظم المحافظات السورية على اختلاف الجهات المسيطرة عليها.

_من الفاعل؟
في محافظة الحسكة التي يتنازع كل من (النظام) و(الادارة الذاتية) على شراء محاصيلها، أتت النيران على مساحة تزيد عن 2000 دونم من محصول الشعير، نصفها في منطقة (رأس العين) وربعها في منطقة تل (براك) وربعا الباقي في منطقة (العريشة)  وتبلغ مساحة الدوم الواحد 1000 متر مربع.

أما في دير الزور فقد  قضت النيران المندلعة في الأراضي، على المئات من الهكتارات المزروعة بمحصولي القمح والشعير.

الاتهامات وجهت على الفور إلى كل من قوات سوريا الديمقراطية” قسد” وقوات النظام وميليشيات إيران، المتصارعة في بسط نفوذها على المنطقة، لكن أكثرية السكان رجحوا ضلوع تنظيم “داعش” وتنفيذه ذلك عبر جيوبه وخلاياه النائمة في المنطقة انتقاماً من الاهالي.
وجاء تصريح تنظيم “داعش” ليقطع الشك باليقين، حين تبنى يوم أمس الخميس حرق محاصيل زراعية في محافظات #العراق مثل نينوى وصلاح الدين والديوانية وبابل، وفي #سوريا وتحديداً في محافظة #الحسكة.

في تقريرٍ أوردته صحيفة «النبأ» التابعة للتنظيم، اعترف «#داعش» بوقوفه وراء الحرائق التي نشبت في العراق، وتبناها مفتخراً، معتبراً أنها «انتصار»  للجماعة المتشددة.

وكتب أيضاً في مقال بنفس الصحيفة: «أقدم  (المجاهدون) على حرق مساحات من الأراضي الزراعية التي تحوي القمح  في البركة (محافظة الحسكة) ما أثار حنق المرتدين وغيظهم وأشفى صدور المؤمنين»، على حد وصفه.

_ الألغام المتفجرة تقتل قمح “السلمية”
في ريف السلمية التهمت النيران أيضاً المئات من الهكتارات المزروعة بمواسم الحنطة دون أن يتمكن أصحابها من انقاذ الجزء اليسير منها. الاتهامات وجهت على الفور إلى قوات النظام كونها مسيطرة على المنطقة لكن مصدر مطلع في وزارة الزراعة استبعد أن يكون النظام وراء ذلك كونه الخاسر الاكبر من احتراق المحاصيل التي يسعى لشرائها.

وتحدث المصدر لموقع (الحل) موضحاً: «أن الحرائق الأكبر التي اندلعت في محافظات الحسكة ودير الزور وخاصة تلك التي حصلت في ريف #السلمية ساهم في زيادة حجمها وصعوبة السيطرة عليها، وجود ألغام وذخائر غير منفجرة في تلك الأراضي، ما يساهم في الامتداد السريع لتلك النيران والتهامها للمزيد من المساحات المزروعة والمقبلة على موعد الحصاد».

وأشار المصدر إلى صعوبة إحصاء مساحات الأرضي المحترقة في سوريا وذلك لعدة أسباب، أهمها اختلاف الجهات المسيطرة على تلك المناطق بالإضافة إلى أن الحرائق لا تزال مستمرة وباتت حدث شبه يومي. محذراً من أن استمرار الحرائق بهذا الشكل بات يهدد الأمن الغذائي للسكان في سوريا.

_ حرائق للتخلص من النفايات
ويبدو أن سوريا تشهد نوعين من الحرائق هذه الأيام،  الأول هو حرائق ضخمة في الاراضي الزراعية. أما الثاني فهو حرائق عادية تحدث داخل المدن ناتجة عن الاحراق المتعمد أو غير المتعمد لمكبات القمامة المتكدسة، كما يحصل في الساحل السوري ودمشق ومحافظة السويداء.

وفي السياق قالت مراسلة (الحل) في طرطوس واللاذقية “سلمى الخال” : «إن 8 حرائق اندلعت في محافظة طرطوس خلال يوم واحد فقط، توزعت بين المدينة وريفها وحتى بانياس».

وقال قائد فوج الإطفاء في طرطوس “سمير شما” إن موجة الحرارة العالية التي تضرب البلاد ، بالإضافة لإهمال البعض ممن يرمون أعقاب السجائر دون إطفائها تسبب باندلاع تلك الحرائق التي كان أكبرها في المنطقة الصناعية بطرطوس، واقتصرت أضرارها جميعاً على الماديات.
وحذر “شما” من نشوب المزيد من الحرائق نتيجة لارتفاع درجات الحرارة التي أتت هذا العام أعلى من معدلاتها بنحو 6 إلى 10 درجات مئوية، مع انخفاض مستوى الرطوبة وخاصة مع اقتراب مواسم الحصاد وامتداد الغطاء النباتي بشكل كبير هذا العام.

وقبل أسبوع واحد فقط  أخمد فوج إطفاء طرطوس 13 حريقاً في يوم واحد في عدد من مناطق المحافظة، وتزامن ذلك مع العاصفة الرملية التي اجتاحت المحافظة وتسببت بسقوط بعض الأشجار على الأوتوستراد الدولي، وانقطاع السير لبعض الوقت.

أما في محافظة السويداء جنوبي البلاد فقد نشب 44 حريقاً خلال 48 ساعة الأخيرة، معظمها كان مفتعلاً حسب ما أشارت صفحة “السويداء 24” في فايسبوك.

وأكد فوج إطفاء السويداء عبر صفحته على “فيسبوك” أنّه تمكّن من إخماد 44 حريقاً اندلع خلال يومي الأربعاء والخميس حيث توزعت الحرائق بين 23 حريق يوم أمس الخميس و21 حريق يوم الأربعاء.

مشيراً إلى أن معظم الحرائق كانت مفتعلة من قبل المواطنين الذين يعملون على إحراق الأعشاب حول منازلهم بشكل عشوائي ثم يفقدون السيطرة على النيران.

كما تحدث الفوج عن ازدياد في درجات الحرارة خلال الأيام القادمة لتتفاوت بين 38-45 درجة مئوية، منبهاً إلى وجوب إخلاء السيارات من المواد الغازية والقداحات والعطورات وبطاريات الأجهزة إضافة لتعبئة خزان الوقود في الفترة المسائية وعدم ملئ الخزان بشكل كامل. وذلك حسب مما أوردت صفحة “السويداء 24”.

إعداد وتحرير: سالم ناصيف
الصورة: أرشيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.