باسم الخاقاني

————————–

بعد التهديدات المستمرة والضغط من إدارة الولايات المتحدة في التلويح إلى الحرب ضد #إيران والتي جاءت بعد جملة من أحداث ومعطيات ظاهرها تراجع #الولايات_المتحدة عن البرنامج النووي ووضع جملة من الأذرع العسكرية التابعة لإيران على لائحة الإرهاب وباطنها التمدد الإيراني في المنطقة خصوصاً في #العراق و#سوريا و#لبنان و#اليمن وهذا ما يغيض ويهدد المحور الإميركي في المنطقة المتمثل  بدول الخليج و يجعلها في خانة الدفع إلى الضغط على #الحكومة_الإيرانية لكي تسحب الأذرع العسكرية المدعومة منها بشكل مباشر أو غير مباشر.

ويبدو أن السيناريو يأخذ الصراع الامريكي والايراني الى ذروة النزاع والتصريحات والتصعيد في جلب البارجات الامريكية  والجنود الى المنطقة لكن على ما يبدو إن التصعيد هو استكشافي للأمريكان لاستفزاز الاذرع الايرانية في المنطقة لمعرفة ردود الافعال الفعلية والحقيقية لها وحجم قوتها الفاعل في الرد على التهديدات التي تواجهها ايران.

ولأن العراق هو الحاضر المهم في هذا السيناريو لما يملكه من حدود طويلة يشترك بها مع إيران  ولأن إيران هي الحاضرة القوية في الشأن العراقي يجب على العراق تحديد الموقف المناسب إمَا متجهاً لشرفة الانتحار أو متجهاً لفرصة الاستثمار.

وهذا ما لا تتحمله الحكومة العراقية وحدها بل يتوزع  بالتساوي بين الكتل المشاركة في #الحكومة_العراقية والرأي الشعبي في توحيد الرؤى والتصريحات “فلا إفراط ولا تفريط” لا يمكن اتخاذ سياسة النأي بالنفس ولا اتخاذ سياسة المحاور التي تطيح النظام السياسي والاقتصادي العراقي والذي بدأ للتو أن يستعيد عافيته فقد يكون هذا التصعيد الامريكي  على ايران هو المكسب التاريخي للعراق في حال اتخذ العراق الموقف الدبلوماسي الذي يجعله الحاضر القوي بين الاطراف وتهدئة النزاع وتقليل من الشد والتصريح بسيادة العراق عاليا بين مركبة المفاوضين  لأن العراق لو اتخذ موقفاً يجامل به احد الطرفين فسيكون خاسراً لا محال.

أمّا إن خرجت إحدى الكتل السياسية- وخصوصاً التي تحت جعبتها ذراعاً عسكرياً- عن سرب الحكومة العراقية؛ فستكلف الرأي العراقي شيء من الضعف وستكون بادرة في الانزلاق في فخ لا يخرج منه العراق سالماً سياسياً وأمنياً واقتصادياً في حين هي فرصة ليبحث فيها العراق عن ذاته وأن لا يعيد زمن الخصومات التي انهكته بحروب طويلة ونزاعات وحصارات وانهيار في المنظومة السياسية والاقتصادية و الاجتماعية على حد سواء .

ولربما إن الموقف العالمي لـ #فرنسا و#بريطانيا و#المانيا المساند والناصح لموقف العراق السليم من التصعيد والحرب هو بوابة كبيرة يدخل منها  العراق الى الامتحان الحقيقي والنجاح في  استثمار هذا التصعيد لصالح وجوده القوي في المنطقة والتخلص من فرض السيطرة لكل ذراع تمتد للشأن السيادي العراقي.

وقد تغض الولايات المتحدة النظر عن عدم التزام العراق بالعقوبات الامريكية على ايران بفعل العقود المشتركة بين الطرفين لأن الدولة العراقية في حال تستعيد عافيتها بعد ما خرجت منهكة من الحرب مع داعش ، لكن الولايات المتحدة تريد ضمانات عراقية في عدم تعرض سفاراتها ورعاياها ومصالحها لضرر من قبل الجماعات المسلحة العراقية التابعة لإيران والمشاركة في العملية السياسية.

وهذا ما يمكن ان يحققه رئيس الوزراء العراقي #عادل_عبد_المهدي الذي يأخذ مكانة القطب من كل الجهات والمحاور بفضل علاقته الجيدة مع الجميع والذي جاء لوزارته بفضل الاتفاقات بين المحاور الخارجية والداخلية لكن يبقى الأمر معلقاً حول إمكانية الدبلوماسي العراقي في خوض غمار الوجود العراقي القوي  للنأي  بالعراق من طمع المجموعات الارهابية و#داعش للعودة الى العراق ما إن يوقع نفسه بالفخ ان اشترك فعلياً في  الصراع الامريكي الايراني والذي يعتبر كالقنبلة الموقوتة بيد العراق عليه أن يفككها لسلامته وسلامة وجوده السياسي والاقتصادي.

————————————————–

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.