علي الحياني- الأنبار

تتعدد مصادر #الاقتصاد في بلد تعتمد جل ميزانيته على بيع #النفط، بينما يتحدث خبراء على أنه يمكن استغلال موارد أخرى، ربما تساهم في إنعاش اقتصادي وفي التخفيف من البطالة المنتشرة في أغلب المحافظات العراقية وخاصة بين فئة الشباب.

وتُعد الأنبار أكبر محافظات البلاد مساحة، والتي ترسم حدود العراق مع ثلاث دول هي #سوريا، الاردن والسعودية، وتتميز بتواجد مساحات صحراوية كبيرة، وأن ذلك لن يعيق من وجود أماكن سياحية يمكن أن تستثمر لتدر أموالاً إضافية للمحافظة وتنعش #الحركة_الاقتصادية.

المعالم السياحية منسيّة

يقول الكاتب الصحفي والأكاديمي في جامعة الأنبار، #خالد_القره_غولي لـ “الحل العراق”، إنه «توجد في الأنبار أماكن عديدة يمكن أن تستثمر ويتم الاهتمام بها، وتؤهل ليجتمع حولها الناس في المناسبات والأعياد، لا بل يتعدى الأمر لتكون مركزاً لجذب سكان المحافظات الأخرى للسياحة».

بحيرة الحبانية- أرشيفية

ويضيف ان «بحيرة #الحبانية وبحيرة #الثرثار وسد حديثة وضفاف #الفرات في ناحية #البغدادي ونواعير #هيت وصحراء جزيرتي #راوة وعانه، هي أهم الأماكن السياحية التي يمكن أن تستثمر بشكل صحيح وتدر أموالاً إضافية لموازنة المحافظة».

واشار إلى أن «بحيرة الحبانية كانت مركزاً للسفرات ورحلات الطلبة والعوائل من باقي المحافظات الأخرى، ولكن اليوم هي مهملة ولا تجد الاهتمام الكافي لتطويرها، رغم ان مستثمراً سعودياً عرض على إدارة المحافظة استثمار البحيرة بالكامل وجعلها منتجعاً سياحياً، لكن بسبب #الفساد تم رفض العرض لأن كل شخص في #الحكومة_المحلية يريد حصته ونسبته المئوية وهذا ما جعل المستثمر ينسحب».

مزيد من العاطلين

مدير بحيرة الحبانية في المحافظة، #مؤيد_سلمان، قال لـ “الحل العراق”، إن «البحيرة هي أكبر #المنتجعات_السياحية في غرب #بغداد، وكانت بشكل منتظم ولكن بعد أحداث داعش عام 2014 وسيطرته على أغلب مدن الأنبار اضطرت العوائل النازحة للسكن داخل المدينة السياحية في الفنادق والشقق السكنية وأماكن الاستراحة المخصصة للسائحين».

وأضاف أن «38 ألف عائلة سكنت داخل المدينة السياحية وجلبوا حتى حيواناتهم وبعد تحرير المدن تم إخلاء الحبانية من العوائل النازحة لكنهم تركت خربة ومدمرة في كافة البنى التحتية».

وأشار إلى أن «بحيرة الحبانية تحتاج إلى جملة نقاط لتطويرها وتأهيلها مجدداً، أهمها أن تنذر الحكومة المحلية المستثمر بضرورة الاستعجال بإكمال عمليات التأهيل بالسرعة الممكنة، وثانيها يجب دعم المحافظة بتأهيل الشوارع القريبة، وتوفير الكهرباء والماء والأشياء الأخرى التي تقع على عاتق الحكومة المحلية، وثالثها يجب تعويضنا من قبل #وزارة_الهجرة والمهجرين على حجم الضرر الذي تسبب للمدينة السياحية بسبب إسكان العوائل النازحة بالوقت الذي كان على الوزارة ان تجد لتلك العوائل السكن والمأوى».

المدينة السياحية في الحبانية- أرشيفية

وتابع أن «تأهيل المدينة السياحية وتطويرها يمكن أن يشغل الآلاف من الأيدي العاملة خاصة من الشباب العاطلين عن العمل، لأن فيها مساحات واسعة يمكن أن تستثمر من أصحاب رؤوس الأموال، كالفنادق والمسابح وصالات السينما والمطاعم ومدينة العاب وكازينوهات وغيرها».

العشائرية تمنع التطوير

ويبدو أن المحافظة ذات الطابع #العشائري الغالب على سكانها، ربما من الصعوبة لها أن تنجح فيها بعض المشاريع السياحية المهمة، التي تجعل الشاب الأنباري لا يبحث عن البدائل ويضطر للسفر إلى تركيا أو إقليم كردستان.

الناشط المدني #إبراهيم_الفهداوي قال لـ”الحل العراق”، ان «الطابع العشائري على سكان المحافظة، والذين يعتبرون الاختلاط بين النساء والرجال أو افتتاح صالات سينما أو بارات وغيرها تساعد على الانحلال الأخلاقي، وهذا نابع من تأثير الوازع الديني على أغلب السكان، مما يفشل من عملية تطوير القطاع السياحي خاصةً وأن الشباب المتمدن يبحثون اليوم عن الحرية التامة في ممارسة حياتهم، لذلك يضطر للسفر باستمرار إلى #إقليم_كردستان أو خارج العراق، وهذه الأموال التي يصرفها الشاب من الممكن أن تبقى داخل المحافظة، لو تم توعية الناس بأهمية القطاع السياحي وحرية الناس في ممارس طقوسهم».

300 مليار دينار سنوياً!

يتحدث الخبير الاقتصادي #يوسف_الشمري، قائلا لـ”الحل العراق”، إنه «لو تم تأهيل وتطوير بحيرتي الحبانية والثرثار، والاهتمام بجزر الأنبار واستغلالها للصيد البري، وكذلك سد حديثة ونواعير الفرات، وتشجيع #رؤوس الأموال ورجال الأعمال من المحافظات الأخرى على الاستثمار، وتوفير الحماية الكاملة للمستثمرين، سيدر القطاع السياحي كحد أدنى مبلغ 300 مليار دينار إلى نصف تريلون سنوياً، مما يساعد في انتعاش حركة السوق ويخفف من البطالة بشكل كبير جداً».

أما عضو مجلس المحافظة #أسماء_أسامة، فقد أكدت لـ “الحل العراق”، أن «مجلس محافظة الأنبار سيناقش تطوير #القطاع_السياحي وتم طرح ذلك من خلال #مؤتمر_الاستثمار التي عقد مؤخرا في مدينة #الرمادي، ووعدنا بتقديم كافة التسهيلات للمستثمر ورجل الأعمال، وبدأت أولى الخطوات الفعلية من خلال بناء عدد من الفنادق والمراكز التجارية في الأنبار وإعطاء رخصة استثمارية لإنشاء عدد من مدن الالعاب في مناطق متعددة من المحافظة، ولدينا خطة واسعة لتطوير هذا القطاع الحيوي».

____________________________________________

تحرير- سيرالدين يوسف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.