علي مراد

——————–

أصبح من الواضح جداَ للمراقب لأداء “ترامب” كيف يجول العالم وهو يرمي حصاه في أكثر من بركة في آنٍ واحد لكي يعيد تركيبة العلاقات بين #الولايات_المتحدة وبين العالم ويأتي بمرحلة جديدة ودرسٍ جديد في أسلوب الإدارة الذي لم يتبعه أي رئيس دخل #البيت_الأبيض في إعادة كل الملفات العالقة وإنهاءها بطريقته الخاصة التي تأتي بمكاسب غير متوقعة للولايات المتحدة الأمريكية.

ومن بين أهم القرارات، القرار المدوي الذي اتخذه #دونالد_ترامب بحق الملف النووي الإيراني، وبعد مناورات وضغط وتهديدات صريحة ومبطنة، يبدو أن الإيرانيين فهموا الدرس واستبدلوا اهتمامهم من أهم ملف لديهم وهو الملف النووي الى ملف آخر وهو “ملف الوقت”.

فبعد خسارتهم في الملف الاول، يحاولون الآن أن يكسبوا رهانهم بالملف الثاني وهو ” الوقت” وبطريقة حساب قد تنتهي الى حين الشروع بالانتخابات الامريكية تكهناً منهم إن سياسة ترامب سوف تتغير مع قرب حملته الانتخابية وبانتظارهم أيضا لخسارته في الانتخابات وفوز مرشحٍ ديمقراطي للرئاسة السادسة والاربعون في عمر الولايات المتحدة ليعيد إليهم جزءاً من خساراتهم من #الملف_النووي وهذا ما يعرفه ترامب وصرح به بوضوح في إحدى تغريداته حول علاقة الإيرانيين بالحزب الديمقراطي.

وبالرغم من إن دول الخليج وعلى رأسها #السعودية تعمل أيضا “بملف الوقت” بمحاولة منها استثمار عصا ترامب لدفع الخطر الايراني عنها و ردم التوسع الايراني في المنطقة وأهمها ملف #اليمن و#سوريا و#لبنان وجزر الامارات والتدخل في الشأن الداخلي في #البحرين  وتمدد #إيران داخل #العراق، لكن أيران تتَبع سياسة الدفع والجذب وهذا ما يوضحه الفرق بين خطابي خامنئي وروحاني اللذان يظهران بسياستين مختلفتين، أحدهما يدفع والاخر يشد ويجذب.

فبين تلويح وتصريح خامنئي في عدم القبول بالتفاوض مع الولايات المتحدة  وتنصلها من نتائج الاتفاق النووي، وبين تلميح روحاني الى استفتاء شعبي يخص البرنامج النووي وتحركات حكومته إلى ناحية الاتفاق، هناك الكثير من الوقت والكثير من المماطلة.

وبالإشارة الى “الوقت” و”سياسة الجذب والدفع” يبدو أن ترامب بالمقابل يتعامل بجزء من تعاملاته مع الملف الايراني بنفس الطريقة فهو تارة يشد وتارة يدفع وفي النهاية يبدو إن ساعة اليد التي يمتلكها ترامب تسير ببطئ على النظام الايراني لوقوعه في شباك الحصار وضغوط دول المنطقة والتهديد بالحرب.


هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة