علي مراد

————————-

يُعرف التجسس بأنه عمل معلوماتي استخباراتي بحتْ، تقوم به(مجموعة) أو(فرد) بالخفاء داخل دولة معينة لصالح دولة مستفيدة.

وما يحصل في #العراق من تداخل العمل الاستخباراتي الدولي مع عمل #الأحزاب والحركات داخل البناء السياسي هو “تجسس” و”عمالة” منمقة، خصوصاً ما تقوم به الأحزاب الدينية التابعة لولاية الفقيه في #أيران.

وتستمد هذه #الأحزاب والحركات شرعيتها من غطاء عقائدي، تحت حاكمية وأمر ولي الفقيه، المُنصَّب وبطريقة الخلافة الإسلامية بمنصب (ولي أمر المسلمين) حاملاً الفكر التوسعي الذي تحمله عقيدة #الدستور والفكر الإيراني الديني، المتمثل بإدارة وتوجيه الجماعات خارج #الحدود_الإيرانية تحت وصايته العقائدية.

وقد يحق لنا أن نطلق على الاعمال والخدمات التي تقوم بها الاحزاب والحركات الدينية في العراق لصالح #ولاية_الفقيه (بالعمالة العقائدية).

كما ولم تقف هذه الاحزاب أمام مفهوم “التجسس بالخفاء” بل وصل الامر الى التباهي علناً وأمام الواجهات الاعلامية بالانتماء والعمل بخدمة ولاية الفقيه، واتهام الشخوص الوطنية باتهامات لاذعة وساخرة من انتمائهم للوطن وهذا ما يصلح أن نطلق عليها (شرعنة التجسس).

أما الإحراج الذي ينال من حكومة #عادل_عبد_المهدي المضطربة، هو وقوعها في شباك المواجهة الحقيقية، بين الفرصة التي تهديها لها الدول الكبرى ودول المنطقة في خلق  شخصية سيادية عراقية تبتعد في صناعة قراراتها عن وصاية #طهران،  وبين حقيقة قوة الضغط الإيراني من خلال أحزابها وميليشياتها بابتزاز الحكومة وجعلها منتمية ومنضوية تحت القرار الإيراني.

وبفعل رجالات الجاسوسية وأحزابهم التابعة لولاية الفقيه داخل العراق، تقوم أيران بدور كبير من خلال هذه “الدكاكين” التي تَستَميت من أجلِ تعزيز قوة طهران في المنطقة على حساب ضعف العراق و تدهور الوضع الداخلي، وبمختلف طرقها حتى وإن كلّف الأمر إزهاق الأرواح وتدمير الاقتصاد والبنى التحتية، من خلال سحب العراق إلى #الحروب_الداخلية وزعزعة الوضع الامني وإرباك المشهد السياسي.

ويقع على عاتق العراق حكومةً وشعباً الآن أن يتخلص من نفوذ الأحزاب التابعة لولاية الفقيه وميليشياتها، التي جلَّ ما تريد أن تصنعهُ من خلال وجودها السياسي والعسكري ونفوذها الاقتصادي، هو دعم الوجود والتوسع الإيراني وتحقيق المكاسب لولاية الفقيه، بمنتهى (الجاسوسية والعمالة العقائدية).

وكما يقع على عاتق أية حكومة تريد أن تنجح بصدق بإدارة العراق هو أن تفكك (لعبة الأحزاب) و(حكومات الظل العميقة) المدعومة من #إيران، وأن تحاسب على أي عمل تجسسي ومخابراتي لأية دولة كانت، وتفرض سيادتها من الداخل لكي تُحتَرَم من الخارج.

ويمكن تدارك الأمر السيادي الوطني والتخلص من التبعية من خلال تفعيل قانون وطني يدير ويراقب عمل الأحزاب وخطاباتها وتمويلها وفكرها، وتفعيل وعي شعبي وطني يرفض أي تسلط خارجي على لسان الشعب ورأيه الوطني، ويسانده الإعلام الوطني الناطق بلسان الدولة والشعب، وتقريب الشخوص الوطنية لإدارة البلاد، لتخليصها من سموم #التجسس والعمالة والتسلط الخارجي.


الصورة الرئيسة تعبيرية- أرشيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.