خاص- الحل العراق

تعيش مدينة #الموصل أوضاعاً اجتماعية وسياسية وأمنية شبيهة بشكل «كبير» إلى مرحلة ما قبل اجتياحها من قبل تنظيم “داعش” بحسب شهادات لموصليين، وهو ما أعاد إلى أذهانهم سيناريو سقوط المدينة في العاشر من حزيران 2014، وولد لديهم خشية من عودة سيطرة الإرهاب.

يرى موصليون أن التجاذبات السياسية وتعدد #الجهات_الأمنية والعسكرية في المدينة، سيساهم في عودة #التنظيمات_الإرهابية وتغلغلها داخل #المجتمع_الموصلي، وهو ما يذهب اليه المتحدث باسم #العشائر_العربية في محافظة #نينوى الشيخ #مزاحم_الحويت، بالقول ان «#الخلافات_السياسية أدخلت #داعش إلى المدينة، فضلا عن النهج الذي كانت تسير عليه الحكومة الذي يعتمد على تهميش وإقصاء #المكون_السني، وقيام #الأجهزة_الأمنية بحملة اعتقالات ضد الابرياء من أهل #السنة في #العراق».

المرحلة الحالية شبيهة بمرحلة ما قبل احتلال داعش

ويقول الحويت لمراسل “الحل العراق”، إن «شعور #الموصليين بالتهميش والإقصاء، كان أبرز أسباب سقوط الموصل بيد داعش،خصوصاً أن المواطن وقتذاك أراد فقط الخلاص

حجم الدمار في الموصل- أرشيفية

من هيمنة وظلم الحكومة عليه».

وأضاف أن «مدينة الموصل، تعاني حالياً، وبعد خمسة سنوات من احتلال، وبعد فترة طويلة من تحريرها، من نفس التهميش والإقصاء، فما زالت المدينة بلا إعمار، وبلا #خدمات، ومازال #المواطن_الموصلي، بلا عمل، وحتى الدرجات الوظيفية تسيطر عليها #الأحزاب_المتنفذة».

وحول المخاوف من عودة داعش إلى المدينة، أشار الحويت، إلى أن «بقاء هذا التهميش والإقصاء، قد يكون مبرر لعودة الجماعات الإرهابية إلى المحافظة، وعلى الحكومة العراقية، إدراك ذلك جيداً، والعمل على رفع الإقصاء والتهميش، الذي عانت منه #الموصل طيلة الخمس سنوات الماضية».

أحمد الجبوري، موصلي بقي داخل مدينته إبان احتلالها من “داعش”، يؤكد على أن «مرحلة ما قبل سقوط المدينة تشبه إلى حد ما أوضاع المدينة هذه الأيام»، ويضيف لـمراسل “الحل عراق”، «كانت التشنجات بين المواطنين والقوات الأمنية تسود شوارع المدينة حيث يعامل الموطن بقسوة وكأنه إرهابياً، وهو ما ولد فراغ بين المواطن ورجل الأمن، وهذا ما استغله تنظيم داعش حيث بدء بالقيام بأعمال انتقامية ضد #الشرطة والجيش وكان يصفها بأنها استرجاع لحقوق المظلومين».

مزاحم الحويت- أرشيف

ويتابع الجبوري، قائلاً: إن «التنظيمات الإرهابية وأبرزها داعش كانت تتخفى خلف مسميات دينية، وهو ما يجعلها مرغوبة لدى #المتعصبين المتدينين، والعامل الآخر الذي فتح لها المجال أيضاً في أن تدخل إلى المجتمع، هو نشأة ساحات #الاعتصام وإطلاق تسمية #ثوار_العشائر التي عكرت صفو التسامح المجتمعي، وفتحت باباً للتمييز بين المواطن الحقيقي المطالب بحقوقه والإرهابي الدخيل على المجتمع».

وأضاف الجبوري، أنه «بعد دخول داعش وسقوط المدينة بدأ التنظيم الإرهابي بالقيام بأعمال خدمية لكسب ود المواطنين منها فتح الشوارع التي كانت تخنق حركة سير المواطنين وإزالة الكتل الكونكريتية عن الأسواق وكذلك اختفاء عمليات التفجير والقتل التي كانت تسود المدينة بشكل كبير».

وتابع أنه «بعدها بمدة بدأ التنظيم بتطبيق قوانينه وفرض أراءه على المواطنين، وكذلك السيطرة على منازل #المسيحيين الذين وعدهم عند دخوله المدينة، بأنه لن يؤذيهم والقيام بأعمال القتل بأبشع الأنواع بحق منتسبين #القوات_الأمنية من أهالي الموصل وإطلاق التهم والتخوين بحقهم وكذلك السيطرة على منازل مواطنين وتهجيرهم منها».

 مبيناً أن «ما حصل في قضاء #تلعفر والاستحواذ على مقدرات المدينة، جعلت الكثير من سكان الموصل يتعرفون على الوجه الحقيقي لهذا التنظيم، فأصبح الأهالي بين نارين، إما المغادرة والهجرة إلى مناطق سيطرة #الحكومة_العراقية، أو العمل كمخبر سري للقوات الأمنية للخلاص من هذه #الإرهاب».

تحرير الموصل وإعادة الثقة بين المواطن والقوات الأمنية

وأكمل المواطن حديثه، أن «التغييرات التي حصلت في الحكومة والتي انعكست بشكل إيجابي على الجانب الأمني، منها تغيير بعض القادة العسكريين واستبدالهم بقادة أكثر كفاءة، والذين أثبتوا للناس من خلال معارك #التحرير إنسانيتهم وشجاعتهم أعادت الثقة بين المواطن والقوات الأمنية، وبدأ المواطن يساند القوات الامنية ضد التنظيم الإرهابي».

قوات أمنية عراقية- أرشيفية

وختم الجبوري، بالقول: أن «ما جرى من سقوط لمدينة الموصل واحتلالها من تنظيم داعش الإرهابي، أعطى للناس درساً بأنهم لا يمكنهم أن يعيشوا بدون قوات أمنية تساندهم، وأيضاً بعد #عمليات_التحرير تغيرت أفكار الناس بشكل كبير حيث أصبح الفكر التعصبي والتكفيري ملعون، وتأكدت الناس أن هذا الفكر لا ينتج عنه إلا الخراب والدمار والفتنة بين أبناء المدينة الواحدة، واليوم عاد الأمان إلى الموصل وبات المواطن يستنجد برجل الأمن في حال اشتباهه بأي حالة غريبة».

من جانبه، قال الصحفي من محافظة نينوى #جرير_محمد، لـ “الحل العراق”، إنه «في مشهد ليلة سقوط الموصل، كانت الأمور قد وصلت إلى نهاياتها على ما يبدو، وما حدث من انهيار دراماتيكي فاجئ حتى المهاجمين أنفسهم وفاق توقعاتهم، وما هو إلا النتاج العملي لفساد الأجهزة الأمنية المنخورة، وسياسة الحكومة المتمثلة برعونة #نوري_المالكي، واستعداءه للمجتمع نفسه والتشنج السياسي المحتقن والشد والجذب مع الجميع تقريباً».

وأوضح محمد، قائلاً: «كان الأهالي بين كماشتين يرزحون تحت وطأة #الضغط_العسكري وسياسة #العقاب_الجماعي وبين إجرام الإرهاب واستفحاله وظلمه في القتل والخطف والإبتزاز والتفجيرات».

وأضاف الصحفي العراقي، لقد «تُركت المدينة وأهاليها العزل يواجهون مصيرهم وحدهم مع داعش، دون تدخل سريع لإنهاء وجودهم واستعادة المحافظة من براثنهم، ولم يسمح بالمقابل بدعم وتشكيل #القوى_المحلية وتسليحها والتحرك لإنهاء وجود مسلحي داعش، بل تُركوا ينظمون أنفسهم ويرتبون أوراقهم ويعززون قواتهم ويستمرون بالتجهيزات العسكرية الهائلة التي تركتها فرق #الجيش_العراقي الفارّة، ولذا أصبحوا ساحة لجذب كل معتوهي العالم ومتشدديه ومن كل الجنسيات وكان هذا على حساب المدينة ومواطنيها العزل».

وتابع أنه «بعد انتهاء عمليات التحرير وانقشاع غبار المعارك، كانت المدينة قد أضحت ركاماً وخراباً وبؤساً، حيث تدمرت جسورها جميعاً وتحطمت بنيتها التحتية وتهدمت مستشفياتها، وخربت دوائرها الحكومية ومؤسساتها وهدمت الدور فوق رؤوس ساكنيها، وسجلت المحافظة المنكوبة معدلات ضخمة في الشهداء والخسائر البشرية وضحايا الحرب والمفقودين».

الأهمال والفساد الحكومي أديا إلى توقيف الدول المانحة لمشاريعها

واستدرك محمد، قائلا: «دخلت المحافظة فصلاً جديداً من المعاناة، تمثل بالإهمال الحكومي وتسلط الفاسدين على مقادير الأمور والإدارة، وبدلاً من تسريع وتيرة الإعمار وإعادة البناء وجذب الاستثمارات والمنظمات والدول، للعمل والتأهيل والتنشيط الاقتصادي وتوظيف تعاطف العالم بأسره مع محنة الموصل، صار العكس تماماً، وطويت صفحة الإعمار ونهبت الأموال المخصصة وحديث الصفقات والبيع والشراء، وأوقفت الدول المانحة والمنظمات الدولية مشاريعها بسبب الفساد والابتزاز وظلت المحافظة تدور في دوامة الخسارات والإهمال».

مدينة الموصل بعد التحرير- أرشيفية

وختم الصحفي من محافظة نينوى، بالقول: «اضطر البرلمان إلى تشكيل لجنة تقصي للحقائق وكشف المستور عن #تهريب_النفط، والاستيلاء على أراضي الدولة والوقف السني وعمل #المكاتب_الاقتصادية التابعة لعدد من فصائل #الحشد_الشعبي، ونهب الأموال وتهريب السكراب وتفشي تجارة المخدرات وتفجر الغضب الشعبي لكل ذلك الفساد، مع فاجعة #العبارة وتلحفت المدينة بسواد جديد وحداد جديد لتراكم الموت والفجيعة ولازال الحساب مؤجل، رغم كل ذلك لم يقدم أحد للقضاء ولم يحاسب أحد، ودائماً يحظى الفاسدون بالحماية والسكوت عن جرائمهم».

أما المحلل السياسي محمد التميمي، فقال لمراسل “الحل العراق”، إنه «لازالت الموصل تعيش فراغاً سياسياً وغياب للقيادات المحلية الفاعلة وتراكم للمشكلات وملفات الفساد، التي تنذر بعودة الإرهاب الذي يجد في الفساد منطلقا حيويا لنموه مع ازدياد الشعور بالسخط الشعبي من الإهمال والفساد وتضخم أعداد البطالة وغياب الحلول».

وبين التميمي، ان «الحاجة صارت ملحة لتحرك مسؤول وتشكيل مجلس لإعادة الإعمار مع حل مجلس المحافظة، والتركيز على إعادة الإعمار واستثمار كل دينار في سبيل ذلك، ونزع فتيل الأزمات، وكل ما من شأنه يساهم في خلقها من مكاتب اقتصادية أو غيرها وتفعيل العمل المؤسساتي وتنشيط المجتمع وإعادة بناء الثقة».

_____________________________________

تقرير- محمد الجبوري

تحرير- سيرالدين يوسف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.