الحل (تقرير) – منذ بدء تدخلها العسكري في #سوريا عام 2015، لم تضع #روسيا نصب أعينها حماية النظام من السقوط وتحقيق أهدافها العسكرية فحسب، بل وضعت أهدافاً ذات أبعاد اقتصادية.

وتجلَّى ذلك بالاستحواذ على عقود حصرية مع النظام لاستثمار مرافق الحيوية في سوريا، إضافة إلى #استثمار مصادر الطاقة.

ومع إعادة النظام سيطرته على مناطق واسعة من الأراضي السورية بدعم مطلق من موسكو، بدأت الشركات الروسية بالدخول إلى السوق السورية.

إذ دخلت أكثر من 80 شركة استثمار روسية إلى سوريا منذ مطلع العام 2018 بمختلف المجالات، أبرزها شركة “ستوري ترانس غاز” التي يملكها الملياردير الروسي “غياندي نيكولافييتش تيموشينكو”.

تيموشينكو يعتبر أحد أصدقاء الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» المقربين، وواجهته الاقتصادية، وفقاً لتقرير نشرته شبكة (سي ان ان).

من هو تيموشينكو؟

يتمتع «غياندي تيموشينكو» بواحدة من أقوى الشخصيات الاقتصادية في روسيا، وتربطه علاقات وثيقة مع الرئيس فلاديمير بوتين، حيث تقدر ثروته بنحو 22.3 بليون دولار، وبسبب علاقته ببوتين أدرج على قائمة العقوبات الأمريكية في 2014، بحسب مجلة «فوربس».

وتؤكد وزارة الخزانة الأمريكية أن «أنشطة غياندي في قطاع الطاقة مرتبطة مباشرة ببوتين، وهو ما سمح له بالاستحواذ على عقود استراتيجية في مجال الطاقة والمرافئ والسياحة في سوريا».

ولم يقتصر نفوذ شركات رجل الأعمال الروسي في سوريا على فترة ما بعد التدخل الروسي، حيث كان لشركات “#تيموشينكو” وجود في سوريا منذ العام 2005، بحسب صحيفة “RUS letter”.

وكانت الصحيفة أكدت أن «شركة Pumpyansky التابعة له خططت للاستثمار السياحي في سوريا بقيمة 25 مليون دولار، كما قامت شركة ستروي ترانس غاز في عام 2005-2009 ببناء مصنع لمعالجة الغاز في سوريا بطاقة 2.2 مليار متر مكعب سنويا وخط أنابيب الغاز».

وخلال فترة الحرب، وسيطرة «تنظيم داعش» على مساحات واسعة من سوريا ومصادر الطاقة، برزت شركة “ستروي ترانس غاز” التي يملكها رجل الأعمال تيموشينكو.

وأشارت صحيفة «فورين فوليسي» الأمريكية إلى وجود تعاون بين تنظيم «داعش» والشركة الروسية، التي تقوم بعمليات صيانة وتجهيز محطة «توينان للغاز» القريبة من الرقة.

وسمح التنظيم للشركة الروسية بإرسال مهندسيها مقابل حصة من عوائد الغاز التي يبيعها التنظيم في الفترة ما بين 2014 و2016، بحسب الصحيفة الأمريكية.

صديق بوتين يبتلع سوريا!

ومع توسع رقعة سيطرة النظام الجغرافية في سوريا مدعوماً بروسيا، على حساب المعارضة، بدأت الشركات الروسية بالدخول إلى سوريا للاستثمار في المرافق الحيوية.

وحازت شركة “ستروي ترانس غاز” أفضلية في إبرام العقود، كان أولها في عام 2017، عندما وقعت «المؤسسة العامة للجيولوجيا والثوة المعدنية» عقداً مع الشركة الروسية يتضمن استثمار واستخراج الفوسفات من مناجم الشرقية في تدمر لمدة 50 عاماً.

ونص العقد بحسب ما نقلته صحيفة «الوطن» المولية على أن يتم تقاسم الإنتاج بين الطرفين بحيث تكون حصة المؤسسة العامة للجيولوجيا نسبة 30% من كمية الإنتاج فقط.

إضافة إلى دفع قيمة حق الدولة عن كميات الفوسفات المنتجة مع تسديد قيمة أجور الأرض والتراخيص وأجور ونفقات إشراف المؤسسة والضرائب والرسوم الأخرى، ولمدة 50 سنة بإنتاج سنوي قدره 2.2 مليون طن، إضافة إلى تقديم الشركة الروسية الحماية والنقل إلى مرفأ التصدير.

وفي مجال السياحة أيضاً، استحوذت “ستروي غاز” المملوكة لتيموشينكو على مشروع لإعادة تأهيل قرية المنارة السياحية في محافظة طرطوس في منتصف عام 2018، إذ تبلغ كلفة المشروع نحو 90 مليون دولار.

والمشروع عبارة عن فندق 5 نجوم يقع على شاطئ المدينة، ويتضمن أسواق تجارية ومول، إضافة إلى مسابح وملاعب أطفال وفيلات وصالة مؤتمرات، لجذب السياح الروس.

وكان الاستثمار الأكبر للشركة الروسية في سوريا استحواذها على عقد استئجار ميناء طرطوس لمدة 49 عاماَ.

إذ برر النظام ذلك، على لسان وزير النقل (علي حمود) أن «التعاقد مع الجانب الروسي مجد اقتصادياً، ومردود هذه الخطوة الاستثمارية على فك الحصار، فوجود شركات عالمية مستثمرة للمرفأ من شأنه أن يعطي أجواء إيجابية للسفن العالمية ويحثها على ارتياد المرفأ».

في حين رأت أوساط معارضة، أن النظام بدأ بدفع ثمن الدعم الروسي له خلال السنوات الماضية، معتبرين أن اتفاق ميناء طرطوس حلقة في سلسلة اتفاقيات تجارية بين روسيا والنظام.

إعداد: أسامة مكية – تحرير: مهدي الناصر

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.