بغداد ـ علي الحياني

في ظل أزمة #النفط المرتبطة بالصراعات #الإقليمية والدولية، بات من المؤكد أن جميع الدول تسعى إلى تأمين حاجات سكانها من #المواد_الغذائية، بشتى الأساليب والوسائل #المتاحة لديها، خاصة الدول #الغنية بالبترول، إلى استغلال الأراضي الصالحة للزراعة في دول أخرى عن طريق استثمارها وتوفير #الاكتفاء_الذاتي لسكانها، ومن دون الاعتماد على الاستيراد الخارجي.

في #العراق، يعاني #القطاع_الزراعي من وضعٍ #بائس، لا سيما خلال السنوات الماضية، التي تزامنت مع مواسم #الجفاف، وقلة #الأمطار، وأزمة #المياه بسبب بدء الحكومة التركية ببناء #سد أليسو.

وبالرغم من #الحرائق التي شهدتها #مزارع واسعة في محافظات متعددة من شمال وشرق وغرب البلاد، خلفت #خسائر فادحة للفلاحين، بحسب ما ذكرته تقارير مديريات #الزراعة والجهات المختصة بتلك المناطق، إلا أن #التأكيدات الحكومية، أبرزت نجاحاً كبيراً في هذا القطاع.

نينوى تعبر حاجز المليون

مدير زراعة محافظة نينوى #دريد_حكمت، أكد لـ”الحل العراق“، أن «نينوى التي تعتبر سلة خبز العراق تمكنت من تحقيق نسبة 80 بالمائة من خطتها الزراعية، التي وضعت هدفاً، هو الوصول إلى حصاد مليون وثلاثمائة ألف طن من #الحنطة، وبعد بدء موسم التسويق سنتمكن من عبور المليون طن».

«أما بالنسبة لمحصول #الشعير فسنتمكن من الوصول إلى مليون وأربعمائة ألف طن، رغم المشاكل العديدة التي صادفت عملنا من بينها الحرائق التي كان لها تأثير على الخطة الموضوعة»، بحسب حكمت.

مشيراً إلى أن «#التسويق لهذه المواد يسير بشكل جيد ووزارة #التجارة تقوم بشراء محصول الحنطة، وتم تسويق مائة ألف طن، وما زلنا في بداية التسويق».

صلاح الدين… تطوير الفواكه والخضار

من جهته، يؤكد مدير زراعة #صلاح_الدين #سعد_الجميلي لـ”الحل العراق“، أنه «خلال شهر واحد من فتح المراكز الخاصة بوزارة #التجارة فقد تم تسويق قرابة نصف مليون طن بالنسبة لمحصول الحنطة والشعير في المحافظة».

وأضاف أن «المحافظة حققت نجاحات أخرى في محاصيل #الفواكه والخضار، خاصة في مدينتي #بلد و #سامراء، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه #الفلاح من بينها #الأمراض، ولكن قدمنا لهم المساعدات لتجاوز كل العقبات».

مبيناً أنه «تمَّ وضع خطة كبيرة للموسم القادم خاصة مع #النجاح الذي تحقق في الموسم الحالي في ظلَّ تحقيقنا لنسبة 85 بالمائة، من الخطة الموضوعة للعام الحالي، رغم الحرائق التي شهدتها مزارع #الشرقاط وتكريت والمدن الأخرى داخل المحافظة».

إلى الجنوب..

في محافظة #الديوانية، التي تؤكد حكومتها المحلية تحقيق نسب عالية في عدد من المحاصيل الزراعية، قال مستشار المحافظ للشؤون #الزراعية #موسى_الرازقي لـ”الحل العراق“، إن «محصول الشعير وصلنا فيه إلى 40 ألف طن، وهذه سابقة لم تحدث في السنوات الماضية وهذا كله بسبب ارتفاع مناسيب المياه التي خلفتها السيول، التي شكلت خزيناً يكفي لثلاث أعوام قادمة، وهذا يدعونا لزراعة أكبر مساحات ممكنة وزيادة النسب».

وأردف أن «المحافظة بصدد الإعداد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول #الشلب، بعد زراعة 152 ألف دونم من هذا المحصول، ومحاصيل أخرى مثل الدخن والماش والذرة الصفراء، ناهيك عن الخضار والطماطم والباذنجان والبطيخ، التي نملك منها 60 ألف دونم».

خبير: الحرائق لم تؤثر

وتحدَّث الخبير بالشؤون الزراعية والمائية #تحسين_الموسوي، قائلاً لـ”الحل العراق“، إن «الظروف التي أحاطت البلد ومشاكل الجفاف وأزمة المياه، كانت تنذر بموسم كارثي وشحيح لكن كثافة وغزارة #الأمطار، حلَّت لنا مشكلة #المياه التي لا تتعلق بالزراعة فقط».

مؤكداً أنه «في ظل أزمة المياه التي كانت متوقعة وضعت وزارة الزراعة خطة مقررة للوصول إلى 4 مليون دونم، لكن بعد الوفرة #المائية المفاجئة، أعلنت الوزارة عن خطة تكميلية للوصول إلى 12 مليون دونم».

وبخصوص الحرائق، أشار إلى أن «الحرائق التي حدثت سواء كانت مفتعلة أو طبيعية فإنها لا تُشكل نسبة كبيرة أو تأثيرٍ بالغ، كبير، لأن الخسارة التي خلفتها لا تتجاوز 100 ألف طن، وهي نسبة صغيرة قياساً بـ 12 مليون دونم».

مع ذلك، ما يزال الفلاح العراقي يتطلع إلى مزيدٍ من الدعم الحكومي، ويسعى للضغط على #البرلمان لزيادة نسبة الضرائب على المحاصيل المستوردة التي غزت السوق العراقية في جميع المحافظات، وهو ما يُشكل عائقاً كبيراً أمام فرصة تسويق المنتوجات المحلية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.