بعد سنوات تكبد فيها ملاين السوريين آلام النزوح واللجوء عن بلدهم الذي أنهكته الحرب، لا يزال آلاف الشباب يطمحون بتحقيق العودة يوماً ما إلى ديارهم التي يقف بنهم وبينها آلاف المعوقات، كاستمرار سفك الدم السوري على تلك الأرض والخوف من الاعتقال والسوق إلى جبهات القتال من قبل النظام الذي لا يزال يمعن في استهداف المناطق السورية ولا يرى في المواطنين السوريين سوى وقوداً لاستمرار القتال.

القسم الأكبر من الحالات التي استجابت وصدّقت وعود العودة الآمنة إلى سوريا سبق أن تعرضت للمساءلة والاعتقال.لكن حالات قليلة نجحت بحقيق تلك العودة الآمنة.

ونشر موقع “دويتشلاند فونك” تقريراً عن الشاب أنس الذي كان لاجئاً ترك ألمانيا طواعية ليعود إلى مدينته حلب.

وقال الموقع إن أنس وصل إلى ألمانيا بعمر 15 عاماً برفقة ابن عمه، وكان قد قصد تلك البلاد من دون أن يخبر والديه.

عاش الشاب في ولاية (بافاريا) جنوب ألمانيا لمدة عامين و نصف، تعلم فيها اللغة الألمانية ودرس في المدرسة الثانوية. الا انه كما قال في التقرير، وصل للصف التاسع بعمر 17 عاماً. وهو الأمر الذي آلم أنس كثيراً ودفعه للعودة.

وقال الشاب العائد: “أصدقائي كلهم كانوا بعمر 14 و 15 عاماً في نفس الصف وأنا كنت أكبرهم سناً. في سوريا يدرس المرء البكالوريا في عمر 17. لهذا قررت العودة إلى سوريا حتى أتمكن من تقديم البكالوريا”.

في بداية عام 2018 عاد أنس إلى مدينته حلب وأنهى دراسة البكالوريا و هو الآن يكمل دراسته الجامعية في فرع الهندسة المعمارية.

يقول أنس إنه على عكس الكثيرين من أقرانه لا يخشى الخدمة في الجيش فطالما أنه يدرس فلن يجبر على الخدمة. وبعد أن ينهي دراسته يخطط أنس لدراسة الماجستير في ألمانيا.

إعداد وتحرير: سالم ناصيف

الصورة: فايسبوك

 

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.