تركيا (الحل) – فاز مرشح المعارضة التركية، أكرم إمام أوغلو، بانتخابات بلدية إسطنبول المعادة، اليوم الأحد، متجاوزاً منافسه بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بفارق كبير وفق محللين.

وانقسم السوريون فيما بينهم، وهم يناقشون تأثيرات فوز المعارضة برئاسة #بلدية_إسطنبول، وكيف ستتم معاملة السوريين المقيمين في الولاية؟ وهل سيتم ترحيلهم إلى جنوب تركيا أو سوريا أم سيتم التضييق عليهم بمجالات أخرى مثل التراخيص وأذون العمل وضبط المخالفين، خاصة أن ملف اللاجئين كان من بين البرامج الانتخابية لكلا المرشحين؟

ترقب حذر

وانطلقت على الفور هتافات عنصرية اتجاه #اللاجئين_السوريين من أتراك على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إطلاق «هاشتاغ» إذ طالب قسم من الأتراك من خلاله بترحيل السوريين، بينما رد عليهم أتراك آخرون مدافعين عن وجودهم تحت دوافع الإنسانية.

لم يعش أجواء انتخابات بلدية إسطنبول، اليوم الأحد، من اللاجئين سوى أولئك المستقرين في ولاية إسطنبول، خاصة بعد تصريحات سبقت موعد #الانتخابات وتضمنت وعوداً بترحيل اللاجئين المخالفين من إسطنبول، الأمر الذي أثار القلق لديهم خاصة بعد أن سمعوا بفوز #إمام_أوغلو.

وعقب اقتراب انتهاء فرز الأصوات، وحصد #مرشح_المعارضة الفوز برئاسة بلدية إسطنبول، خرج المنافسان بتصريحات عدّة تخص خدمة إسطنبول لكن لم يأتِ موضوع اللاجئين في سياق حديثه.

الاهتمام حسب الشخص

وبين تواتر الأحداث كان السوريون في إسطنبول يترقبون نتائج الانتخابات، ومن بينهم «أبو كرم» الذي قال لـ«الحل السوري»: «على الرغم أن يلدريم صرح قبل أيام وتحدث بشكل سيء عن السوريين، إلا أننا كنا نتمنى أن يفوز أكثر من مرشح المعارضة، نحن نعرف أن المعارضة بشكل عام لا تريد إبقاء السوريين بتركيا».

وأضاف «أبو كرم»، لا «أعرف ما الذي سيفعله إمام أوغلو بحق السوريين في إسطنبول، لكن أتوقع أن وتيرة عمليات الترحيل ستزداد تباعاً بدعوى أن بعض اللاجئين مخالفين ولا يحملون بطاقة الحماية المؤقتة مثلاً».

أما «عبد الكريم» وهو لاجئ سوري آخر مقيم في إسطنبول، يقول لـ«الحل السوري»: «لا أتوقع أن إمام أوغلو سيضيق على السوريين بشكل كبير، وستقتصر المواضيع على استخراج السوريين أصحاب المحال التجارية التراخيص وأذون العمل وهذا حقهم فإسطنبول بلد سياحي».

وحول تلقي السوريين لخبر فوز مرشح المعارضة يجيب، بصراحة: «اسأل أي سوري عن أسماء الأحزاب التركية، بالكاد يعرفها ويعرف اتجاهاتها، لذا هناك الكثير من اللاجئين لا يعطون الأمر أهمية طالما أنهم مقيمون بتركيا بشكل قانوني».

اطردوا السوريين

لم تمضٍ ساعات قليلة على فوز مرشح المعارضة بمقعد بلدية إسطنبول حتى بدأ آلاف الأتراك بتداول «هاشتاغ» انتشر بسرعة على موقع التواصل الاجتماعي، «تويتر»، طالبوا من خلاله إمام أوغلو بإخراج السوريين من إسطنبول وإعادتهم إلى بلدهم.

وانتشر الهاشتاغ #SuriyelilerDefoluyor أي «اطردوا السوريين من تركيا»، وبدأ العديد من الأتراك بتداوله على «تويتر»، وارتفع ترتيبه ليحتل المرتبة السادسة بين «الهاشتاغات» المتداولة بتركيا بمعدل حوالي 8000 تغريدة.

وبدأ العديد من السوريين بالتعليق على الموضوع، إذ قال أحد المغردين: «هذه إصلاحات إمام أوغلو، هذه إنجازات CHP».

بينما كتب آخر تعليقاً على الموضوع بالقول: «لا استغرب سوى من أولئك السوريين الذين فرحوا بفوز إمام أوغلو وفي ذات الوقت يقرأ منشورات الأتراك الذين طالبوا بترحيل السوريين، كيف سيكون شعورهم؟».

ليس مطلباً شعبياً

وتقول «خولة» إحدى اللاجئات السوريات في تركيا لـ«الحل السوري»: «إن جئنا للواقع فالذين طالبوا بترحيل السوريين، ولنقل عشرة آلاف مواطن تركي من بين 12 مليون موجودين بإسطنبول، فهل هذا المطلب شعبي حتى يتم النظر به!».

وتتابع، «ليست المرة الأولى التي يطالب فيها أتراك بترحيل السوريين، كانت في السابق مشاكل فردية تؤدي إلى حالة غضب جماعية، ويخرج أتراك مطالبين بترحيل السوريين، وكان للمعارضة يد بذلك فالكثير من الأحداث اتهم بافتعالها سوريين إلا أنها بالحقيقة حصلت بين أتراك».

وبين تشعّب الآراء والأحداث المتتالية في إسطنبول، يترقب السوريون القرارات الأولى التي سيصدرها أكرم إمام أوغلو كرئيس لبلدية إسطنبول، وهل بالفعل سيتم التضييق عليهم أم أنها مجرد أقاويل لأكثر؟

 

إعداد: فراس العلي

الصورة من الأرشيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.