“الحل العراق” في أولِ بارٍ بالرمادي: مدينةٌ مُتعبةٌ تريدُ أن تشرب

“الحل العراق” في أولِ بارٍ بالرمادي: مدينةٌ مُتعبةٌ تريدُ أن تشرب

الانبار ـ علي الحياني

في المدينة التي عاشت أفظع السنوات بعد عام 2003، منها الصراعات الدامية مع #التنظيمات المتشددة، في الأنبار التي اختارتها عصابات #إرهابية عديدة، لتنطلق من خلالها باتجاه المدن الأخرى، سلسلة من الأحداث، يتحاشى الأهالي استذكارها لعنفها وسوداويتها.

الهيمنة #العشائرية والتنظيمات #المتشددة، مثل “#القاعدة وداعش”، أجبرت سكان الأنبار أن يتأقلموا مع قيودٍ لم يعتادوا عليها، ومنها تقييد #الحريات، التي وصلت إلى مرحلة منع #السجائر والمشروبات #الكحولية، ومن يفعل ذلك، فمصيرهُ الرجم أو الجلد، هذا في حالة لم يُعدم أصلاً.

بارُ الرمادي من الخارج ـ عدسة الحل

وبعد #تحرير المحافظة، من سيطرة تنظيم “#داعش” وعودة الحياة الطبيعية إليها، وعودة النازحين إلى ديارهم، فُتح أول محل لبيع #المشروبات_الكحولية، وأول بارٍ في #الرمادي، ثم الثاني في ناحية البغدادي، في خطوةٍ، عدها الأهالي، رداً على المتشددين في أن هذه الأنبار مدينة مدنية تسعى للتحرر.

#خلدون_الخربيط، وهو أحد وجهاء #الأنبار، قال لـ”الحل العراق” إن «الأنبار مدينة متحررة منذ القدم، وكانت تحتوي على بارات ومحال بيع المشروبات الكحولية، وهي موجودة في الرمادي حتى في تسعينات القرن الماضي، ورغم إغلاقها خلال فترة ما يُعرف بـ”الحملة الإيمانية”، التي نفذها نظام #صدام_حسين، إلا أن المشروبات كانت متوفرة، ولكن تُباع سراً».

لافتاً إلى أنه «لم يسمع طيلة حياتهِ، بأن واحداً من شاربي المشروبات الكحولية قد تسبب بإيذاء الناس كما فعلت #الأحزاب_الإسلامية التي حكمت البلاد من عام 2003، والتي حولت المحافظة والبلد إلى خراب ودمار».

وأكد أنه «يؤيد فكرة فتح #البارات وأن تكون بعلم #الحكومة، بشرط أن تكون مُنظمة وفق قانون».

مخازن بار الرمادي من الداخل ـ عدسة الحل

أما، السياسي #حميد_الهايس، وهو رئيس مجلس #انقاذ_الأنبار، فأشار إلى أن «خطوة فتح البارات ومن ثم #الملاهي وغيرها ستساهم بتقليل #الإرهاب في المناطق الغربية، وسيكون أمام #الشبان فرصة للترفيه عن أنفسهم، بدل الوقوع بيد المتشددين، إضافةً لكونها خطوة اقتصادية مهمة، إذ أن سكان #المحافظة كانوا يزورون #بغداد وإقليم #كردستان لجلب المشروبات الكحولية أو الذهاب للملاهي والمراقص هناك، أما اليوم فصار بامكانهم التمتع داخل مدينتهم».

مشيراً في حديثٍ مع “الحل العراق“، إلى أن «هذه الخطوة ستثبت أن سكان الأنبار من أهل الوسطية والاعتدال، لا من المتطرفين، كما رسخت بعض وسائل إلاعلام هذه الفكرة عند العراقيين، في المرحلة السابقة».

في ناحية البغدادي، حيث أفتتح البار الثاني، بيَّن مديرها #شرحبيل_العبيدي لـ”الحل العراق”، أن «منح #الإجازة لفتح البارات يأتي بعد حصول #الموافقات #الرسمية لشخصيات من الديانات الأخرى، مثل المسيحية والايزيدية، وهذا ما أقره القانون الذي شرعه #البرلمان العراقي، ونحن لا نستطيع رفض منح #الإجازة لان ذلك يتعارض مع قانون البلاد».

إلى ذلك، أكد المواطن #قصي_غالب، أنه «كان يضطر سابقاً للسفر إلى بغداد وتأجير سيارة خاصة لجلب #المشروبات، وهذا يكلفهُ مادياً أضعاف سعر المشروبات، أما اليوم فقد تغيرت الأوضاع».

رفض وقبول بالبارات في الأنبار ـ عدسة الحل

مؤكداً لـ”الحل العراق“، أن «الأمر يندرج ضمن خانة الحريات الشخصية التي كفلها الدستور العراقي، ففي الوقت الذي يكون فيه المتدين حراً بعباداتهِ، وأن يمارس #طقوسه، صار من غير المتدين ممارسة طقوسه دون أن يعتدي على أحد».

من جهته، أبدى رئيس حزب #أحرار_الفرات #عبد_الله_الجغيفي موقفاً معارضاً لفتح البارات في المحافظة قائلاً لـ”الحل العراق”، إن «أهالي قضاء #حديثة لن يسمحوا بفتح البارات لأنها تخالف تقاليدهم الدينية والعشائرية التي تربوا عليها وتسيء للأهالي المتلزمين والمحافظين».

وأوضح أن «هذه الخطوة هي مقدمة لتغيير #سلوكيات الشباب ورجال المحافظة الذين عرفوا بالتدين، هناك من يريد أن يغيير سلوكياتهم لتدمير عقولهم وأن على #الحكومة المحلية رفض فتح #المزيد من هذه البارات داخل مدن الأنبار».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.