سوريون يقيمون بتركيا يطمحون باللجوء إلى أوروبا.. والسبب!

سوريون يقيمون بتركيا يطمحون باللجوء إلى أوروبا.. والسبب!

الحل (تركيا) رغم إقامتهم لسنوات في تركيا وحصولهم على أوراق نظامية تمكنهم من الإقامة والاستقرار في ذلك البلد الذي استقبل ما يزيد عن مليوني لاجئ سوري، يشعر معظم السوريين أنهم عرضة لمصيرٍ مجهول وعدم استقرار وقلق وتوتر مستمر مع كل حدث يحصل في البلاد.
تلك الظروف جميعها لازالت تدفع العديد من المقيمين في تركيا للتفكير بإيجاد طريقة لإكمال طريق هجرتهم إلى أوروبا التي يعتبرونها أفضل معيشياً وأكثر استقراراً وأمناً.

العديد من الحوادث والأحداث في تركيا أثّرت على مواقف اللاجئين تلك، من بينها عدم الشعور بالأمان ومظاهر التحريض المستمرة لطرد السوريين. ويمكن لمس ذلك من خلال المقبلين على التسجيل في ما يسمى “قافلة الأمل” التي كانت تهدف لكسر الحدود بين تركيا واليونان، خلال العام الحالي.

موقع (الحل) التقى بعدد من اللاجئين السوريين، منهم من نجح في الوصول إلى أوروبا ومنهم من لايزال يطمح بذلك.

خالد شاب سوري (42 سنة) يقيم في النرويج منذ ثلاث سنوات، يقول لموقع (الحل): “عندما شاهدت إخوتي يفكرون بالهجرة إلى أوروبا، رحت أسأل الأشخاص الذين وصلوا إلى تلك البلاد عن الحياة فيها. كانت أفضل من جميع الجوانب. هناك اهتمام بك كونك لاجئ والمعاملة أكثر إنسانية”.

ويتابع قائلاً:” مضيت في طريق الهجرة واخترت البقاء في النرويج ليتم تسجيلي كلاجئ أواصل تعلم اللغة، أما عائلتي فقد نجحت بعد سنة بلم شملهم. وحالياً نعيش بمنزل واحد وأطفالي يتابعون تعليمهم في مدارس جيدة ومعظم أصدقائهم أطفال نرويجيين”.

_ التهديد بالخطر 

في ظروف غامضة، اغتيل عدد من الناشطين السوريين في تركيا من بينهم، الصحفي ناجي الجرف في مدينة عنتاب أواخر عام 2015، سبقه بشهر اغتيال الناشطين الإعلاميين إبراهيم عبد القادر وفارس حمادي في مدينة أورفا، كما اغتيل الناشط الإعلامي محمود عرابي في نوفمبر عام 2017، في مدينة العثمانية جنوبي تركيا.

وتعرض عدد من الصحفين الأتراك للمضايقة والاعتقال بسبب آرائهم المناهضة للحكومة، حيث يقول تقرير صدر مؤخراً عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”: إن “تركيا الأولى عالمياً في سجن الصحفيين، ويوجد حوالي 175 صحفياً وعاملاً بمجال الإعلام رهن الحبس الاحتياطي أو في السجن بتهم إرهابية، ومعظم وسائل الإعلام التركية تفتقر إلى الاستقلالية وتساند الخط السياسي للحكومة”.

ويقول إعلامي سوري مقيم في تركيا طلب عدم الكشف عن اسمه: “لا يمكن الحديث أو مقارنة تركيا بدول أوروبا من حيث حرية التعبير، وهذا ما لمسه الصحفيون السوريون قرر غالبيتهم الهجرة إلى دول أوروبا وأبرزها فرنسا التي كانت من الدول المرحبة بهم أكثر من غيرها”.

ويتابع:” أعرف عدة صحفيين راسلوا منظمات عالمية بغية إيجاد طريقة لمغادرة تركيا للاستقرار في دولة أخرى وهذا غير ممكن في تركيا حيث يتم اختيار الأسماء من قبل دوائر الهجرة”.

 

_مضايقات بالجملة

تعرض سوريون يقيمون في تركيا لضرر كبير بسبب مشاكل فردية أو جماعية كانت بفعل أحداث سياسية داخلية أدت لخلق التوتر. وتتنامى هذه المشاكل مع بدء توجه الأحزاب التركية لاستخدام ملف اللاجئين السوريين ضمن حملاتهم الدعائية بكل مناسبة انتخابية.

كما تعرض سوريون للترحيل ونقل آخرون للمخيمات بشكل قسري أو تم اعتقالهم والتحقيق معهم . وتعرض لاجئون للضرب من قبل مواطنين أتراك، في عدة ولايات تركية أبرزها أورفا وبورصة وعنتاب وإسطنبول.

واندلعت عشرات التظاهرات التي نظمها أتراك طالبوا فيها بترحيل السوريين من تركيا، بينما نشرت أفكار خاطئة عن المجتمع السوري بين الوسط التركي.

أبو عادل لاجئ سوري في عنتاب، يقول لموقع (الحل): “السوريون في تركيا ليسوا لاجئين ولا يحملون أية صفة قانونية سوى الحماية المؤقتة. لا نعرف مصيرنا هل سيتم إعادة توطيننا بشكل جماعي أم سيتم ترحيلنا إلى سوريا”.

ويكمل حديثه قائلاً:” هناك الكثير من السوريين لديهم رأس مال ولكنهم لم يقدموا على استثماره بتركيا بسبب غموض مصير اللاجئين فيها، وخير دليل على ذلك ما حصل يوم أمس، كيف أن بعض الأتراك بدأوا بدعوة إمام أوغلو الفائز برئاسة بلدية إسطنبول لترحيل السوريين منها”.

_قافلة الأمل

في فبراير الماضي، أسس لاجئون سوريون في تركيا ما عرف بقافلة “الأمل” داعين الراغبين بالهجرة إلى أوروبا للانضمام إليها بغية جمع أكبر حشد من الناس والمضي برحلة مشياً على الإقدام لكسر الحدود بين تركيا واليونان، أملاً بالوصول إلى دول أوروبا.

ولاقت الحملة إقبالاً ملحوظاً من قبل السوريين في تركيا ليصل عدد الأعضاء المنضمين إليها عشرة آلاف لاجئ سوري، خلال ساعات قليلة.
وأوضح المشرفون على الحملة أن سبب إطلاقها يعود إلى غلاء المعيشة في تركيا وانخفاض الليرة  وقلة أجور السوريين وأسباب أخرى أهمها المضايقات المتواصلة.

أبو مصعب (45) عاماً يقول لموقع (الحل) : “خبر إطلاق الحملة آن ذاك أعاد لنا الأمل من جديد بالهجرة إلى أوروبا، لدي ثلاثة أولاد وكل ما أريد أن يتلقوا تعليماً نموذجياً ويتعلموا لغات جيدة وهذا متوفر في أوروبا أكثر من تركيا، كما أن سبب تسجيلي هو لتحسين ظروفي المعيشية وإيجاد عمل أفضل من عملي الحالي”.

ويضيف:” أخبرت أقاربي وأصدقائي وسجل معظمهم بالحملة، أتذكر أنها لاقت قبولاً جيداً وباتت على رأس المواضيع التي نتحدث عنها، لكن للأسف ألغيت الحملة ولا يوجد حيلة للهجرة إلى أوروبا إلا بالذهاب عن طريق التهريب وهذه الطريقة خطيرة وبنفس الوقت مكلفة”.

 

_تركيا أم أوروبا؟

الشاب جوان (24) عاماً استقر في السويد ونال الجنسية بعد إقامته بسنوات، يقول لموقع (الحل) مقارناً بين تركيا بالسويد: “كان هدفي الأساسي الهجرة إلى أوروبا لإكمال الدراسة، هذا عدا عن بعض الأسباب التي جعلتني لا أفكر بالإقامة في تركيا، منها عنصرية الأتراك تجاه أكراد تركيا فما بالك اتجاه أكراد سوريا”.

ويتابع:” لو بقيت في تركيا الآن لكنت أعمل في إحدى المعامل لوقت طويل ولن يكون لدي وقت إضافي كي أدرس اللغة، هذا بالإضافة إلى أن دول أوروبا تقدر الكفاءات العلمية أكثر من تركيا، وأنا حالياً أكمل الدكتوراه بالكيمياء”.

الشاب أحمد (33) عاماً يقطن في بريطانيا، يقول لموقع (الحل): “اخترت بريطانيا من بين دول أوروبا حباً بتعلم اللغة الإنكليزية والحصول على الجنسية البريطانية التي تعتبر أقوى من الجنسية التركية بكثير، كما أن فرص العمل هنا أفضل مما هو متوفر في تركيا، لا أتوقع أن هناك مقارنة بينهما”.

بالمقابل هناك من يحمل رأياً مخالفاُ لما ورد، كالشاب حذيفة (27) عاماً والذي قرر البقاء في تركيا ولم يفكر بالهجرة إلى أوروبا.
يقول في حديثه لموقع (الحل): “أعتقد أن تركيا أفضل من دول أوروبا لعدة أمور أبرزها حرية العمل كما أن ظروف المعيشة أسهل بكثير من دول أوروبا “.

ويضيف:” إن بعض أصدقائه يفكرون بالعودة من ألمانيا للاستقرار في تركيا بعدما جرّبوا المعيشة في البلدين” مؤكداً أنهم “لم يستطيعوا الاندماج مع المجتمع الألماني وخاصة في تلك الأمور التي تتعلق بثقافتهم”.

 

إعداد: نزار محمد. تحرير: سالم ناصيف
الصورة: إنترنت

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.