مَنْ يتحدّث عن طردِ إسرائيل من الأراضي الفِلسطينيّة؛ عليه أن ينظّف العراق من الاحتلالِ الإيرانيِّ الأشد خطورةً والنافذ بجزئيات المنظومة الحاكمة الرسميّة والخفية في العراق، إلا أن (فاقد الشيء لا يعطيه !).

————————————————————

علي مراد

العراق وباكتسابه صفة «ملعب العنف» في المنطقة لا ينفك هذا البلد من كونه منصة استهداف لتصفية حسابات كبيرة بين دول المنطقة والعالم، فبعد حادثة اقتحام #سفارة_المنامة في #بغداد تحت لافتة استهجان (ورشة المنامة) نرى إن خيوط اللعبة تحركها أصابع واضحة بمشهد مدروس ومتكامل من إخراج #طهران لممثلين عراقيين يحاربون بالنيابة، خصوصاً بعد تبنّي اقتحام السفارة من قبل جماعة (حزب الله في العراق) وميليشيات أخرى تابعة الى ايران.

ليبقى السؤال المحيّر أمام هذه الجماعات و #الميليشيات،  لماذا لم تستهدف إيران سفارة دولة #البحرين في طهران بأراضيها ومواطنيها وشعاراتها الواضحة؟ والتي هي أقرب إليها من حبل وريد عاصمتها.

فمن الواضح من هذا الأمر أن ما تريده إيران من #العراق أن يكون حربة في خاصرة #الخليج، وأن تقطع شريان علاقاته العربية، ليبقى بأحضانها ضمن سياسة تحركها القوة الميليشياوية التابعة لها، لإضعاف #الدولة_العراقية وسيطرتها تماماً على مقاليد الرأي والحكم، وهذا التلويح الإيراني الواضح والجلي بأنه لو أضرمت الحرب نارها سيكون العراق منطقتها الأهم ومنصتها الأوسع لضرب الخليج من أراضيه وعبر ميليشياتها العراقية.

قد تتفهم البحرين و #الدول_العربية موقف العراق الضعيف وتسلل الشخوص التابعة لولاية الفقيه إلى دفّة الحكم العراقي وسيطرتها على مفاصل السلاح والدولة، وقد يبقى العراق مُحرجاً لما قامت به عناصر الميليشيات باعترافها جهاراً باقتحام السفارة البحرينية وإطلاقهم شعارات واضحة لا تمت للرأي العراقي الوطني بصلة.

لكن يبقى الرأي العراقي الوطني رافضاً لما تقوم به هذه الميليشيات بتوريط العراق بمشاكل لا تزيده نفعاً ولا ترفع له شأناً، ليتفق الرأي الوطني على إن هذه العصابات المشبوهة تريد للعراق سيادة منقوصة.

والحديث عن (ورشة المنامة) واستضافة البحرين لها وبالرغم من تحفظ الرأي الوطني العراقي حول ماهية الورشة، وبالرغم من تبرير البحرين للورشة وإعلانها الواضح عبر وزير خارجيتها بأن الورشة ليست تطبيعاً مع إسرائيل، إلا أن من يطالب بسيادة فلسطينية عبر اقتحام سفارة البحرين في بغداد ورفع العلم الفلسطيني عليها، عليه أولاً أن يطالب بسيادة بلده العراق.

ومن يتحدث عن طرد إسرائيل من الأراضي الفلسطينية عليه أن ينظّف العراق من الاحتلال الإيراني الأشد خطورة والنافذ بجزئيات المنظومة الحاكمة الرسمية والخفية في العراق، إلا أن (فاقد الشيء لا يعطيه !)

فلا يمكن لحزب أو جهة أو ميليشيا ترضى أن تتجسس على بلادها وتعمل لصالح دولة أخرى على حساب بلادها أن تطالب بسيادة أي بلد أو تدافع عن أية قضية سيادية قبل أن تعلن عن وطنيتها  وبراءتها من العمالة والتجسس.

وقد يصدّر الإعلام الميليشياوي الإيراني في العراق حادثة اقتحام السفارة البحرينية على أن الامر متفق عليه من قبل #الرأي_العام العراقي، وأن الجموع التي اشتركت في الاقتحام هم من المواطنين العاديين.

إلا أن الحقيقة التي تظهرها الوثائق في حادثة الاقتحام هي أن الأمر جاء مستعجلاً وآنياً من قبل طهران للتحرك بأسرع ما يمكن، وهذا ما يثبته مشاركة  شخوص قيادية ميليشياوية مهمة ومعروفة تابعة لميليشيا #حزب_الله في العراق و #حركة_النجباء وقيادات ميليشيات أخرى برفقة حماياتها ورجالاتها لدعم زيادة وحماية الإعداد القليلة التي قامت بالهجوم على السفارة.

وهذه الطريقة المتبعة في تدليس الأخبار وإظهار الحوادث بثوب آخر في الإعلام الذي تديره الجهات التابعة إلى إيران في جعل الحوادث والهجمات التي تفتعلها إيران بثوب وطراز عراقي لتوريط العراق بهذه الهجمات لا أكثر.

—————————————————————

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.