الدراجات النارية في بعض مناطق الشمال… وسيلة نقل وخدمة توصيل طلبات للمنازل

الدراجات النارية في بعض مناطق الشمال… وسيلة نقل وخدمة توصيل طلبات للمنازل

حماة (الحل) – تنتشر ظاهرة استخدام #الدراجات_النارية بدلاً من سيارات الأجرة في بعض مناطق الشمال السوري، كوسيلة لتأمين الاحتياجات وتنقّل السكان بين تلك المناطق، وذلك في ظل النزوح الذي شهدته العديد من المناطق السورية سواء بعد “التسويات” التي تمت بين بعض المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة والنظام، أو العمليات العسكرية التي يشنها الأخير وحليفته #روسيا على مناطق أخرى، ما جعل الظروف المعيشية قاسية على هؤلاء المدنيين، فضلاً عن انعدام فرص العمل لكثير منهم.

ويقول فراس المصطفى (مدني من سكان مدينة #سلقين في ريف #إدلب الشمالي) لـ “الحل السوري”، إن ظاهرة انتشار الدراجات النارية كبديل عن تكاسي الأجرة في توصيل المدنيين يمتهنها نازحي مدينة #دير_الزور في المدينة بعد أن فرّوا من تنظيم #داعش، ولاقت رواجاً كبيراً وإقبالاً من قبل أهالي المنطقة، نظراً لأجورها المتدنّية والملائمة لظروف السكان.

ويبين “المصطفى” أن أجرة الدراجة لأي عملية تنقّل ضمن سلقين هي 200 ليرة سورية، أما سيارات الأجرة فتسعيرة الركوب فيها تتراوح بين الـ 500 والـ 700 ليرة، لافتاً إلى أن فرق الأجور يدفع الكثير من سكان المدينة إلى استخدام الدراجات النارية بدلاً عن التكاسي في تنقّلهم، نظراً لظروفهم الاقتصادية الصعبة، فأجرة العامل لا تتجاوز الـ 1500 ليرة يومياً.

ولفت “المصطفى” إلى أن انتشار الظاهرة أثّر بشكلٍ كبير على عمل تكاسي الأجرة، كما أن البلدية لا تفرض أي ضرائب أو مخالفات على أصحاب الدراجات النارية، إذ يوجد موقف خاص للدراجات والتي عددها يقدّر بالعشرات بجانب موقف سيارات الأجرة، كما هو الحال في مدينة #سرمدا.

بدوره، أوضح عثمان الشيخ (صاحب دراجة نارية في سلقين) لـ “الحل”، أن أصحاب الدراجات النارية يؤمنون أيضاً حاجيات من يريد من الأهالي من خضروات وغيرها من السوق، ويتم توصيلها إلى باب المنزل بأجرة 200 ليرة، ولا يترتب على طالب الخدمة سوى الاتصال بأحد أصحاب الدراجات النارية وتوصيته على الحاجيات اللازمة.

وأضاف “الشيخ” أن أصحاب الدراجات النارية من الممكن أن يذهبوا إلى خارج مدينة سلقين، فعلى سبيل المثال أكثر الطلبات خارج سلقين تكون إلى مدينة سرمدا والتي تبعد حوالي 45 كيلو متر، فأجرة الدراجة النارية تتراوح لهذا الطلب بين الـ 2000 والـ 2500 ليرة، أما التكسي فأجرتها تتراوح بين الـ 9000 والـ 11 ألف ليرة، وهو مبلغ يفوق قدرة الكثير من السكان في ظل الظروف المعيشية القاسية.

وأشار المصدر إلى أنه والعشرات من نازحي مدينة دير الزور لديهم معرفة سابقة بتوظيف الدراجات النارية لخدمة المدنيين، كونها كانت مهنة رائجة في مدينتهم قبل أن تندلع الاحتجاجات في سوريا، مبيناً أنه بات من الصعب جداً تأمين فرصة عمل في الشمال السوري في ظل تجمّع أعداد كبيرة من المدنيين ضمن بقعة جغرافية صغيرة، فما كان لهم إلّا أن يعتاشوا من مهن اختبروها سابقاً.

الجدير بالذكر أن الكثير من المدنيين في الشمال عاجزين عن تأمين فرص عمل تعيلهم وأسرهم، لا سيما بعد موجة النزوح الأخيرة التي شهدتها مناطق ريفي حماة وإدلب جراء الحملة العسكرية التي تشنّها قوات النظام وحليفتها روسيا، والتي تجاوز عدد النازحين إثرها أكثر من نصف مليون نازح توزّعوا على مناطق الشمال، منها #المخيمات ومنها المناطق الحدودية التي تعتبر أكثر امناً، في حين لا تزال آلاف العائلات تقطن تحت ظلِّ الاشجار وتصنع الخيام من بعض الأمتعة التي خرجوا بها من تحت القصف، وسط عجز المنظمات عن تأمين مأوى لهم.

هاني خليفة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة