الحصاد في ريفي حماة وإدلب: طرق بدائية وخسائر فادحة

الحصاد في ريفي حماة وإدلب: طرق بدائية وخسائر فادحة

حماة (الحل) – يلجأ بعض المزارعون في مناطق سيطرة المعارضة بريفي #حماة الشمالي الغربي و #إدلب الجنوبي، إلى جني محاصيلهم بالطرق البدائية، وذلك جراء تعرضها لحملة مكثفة من غارات الطيران الحربي الروسي والتابع لقوات النظام، فضلاً عن الرمايات المدفعية والصاروخية، والتي تسببت باحتراق مساحاتٍ واسعة من الأراضي الزراعية خاصة المزروعة بالحبوب كـ #القمح والشعير والبرسيم وبعض البقوليات.

ويقول قاسم السلوم (مزارع من منطقة #جبل_شحشبو بريف حماة الشمالي الغربي)، لـ “الحل”، إن “المحاصيل الزراعية حُرقت معظمها ولم يبقَ سوى محاصيل #الكمون وحبة البركة والعصفر، والتي تم جنيها بحصاد اليد أو المنجل، نظراً للظروف العسكرية الصعبة التي تشهدها المنطقة، فضلاً عن النزوح”.

ويضيف “السلوم”، “يتم جني المحاصيل عبر جمعها وتعبئتها بأكياس ومن ثم نقلها إلى مناطق بريف إدلب الغربي والتي تعتبر مناطق آمنة نوعاً ما، ليتم درسها واستخراج الحبوب، إلا أنّ التكاليف كانت باهظة وخسائر المزارعين كبيرة، على الرغم من اعتماد نسبة كبيرة من أهالي جبل شحشبو على هذه الوسيلة كبديل عن وسائل الحصاد الحديثة والتي باتت قوات النظام والطائرات تستهدفها بشكلٍ متكرر بعد هدم منازل القرى المحيطة بنقطة المراقبة التركية في قرية #شير_مغار، فضلاً عن استهداف النقطة بشكلٍ مباشر”.

وأكد “السلوم” أن لديه 16 دونما تكلفتها حوالي نصف مليون ليرة سورية، لم يجنِ منها سوى 120 كغ كمون ثمنها حوالي 150 ألف ليرة سورية، لافتاً إلى أن حصاد الدونم الواحد تكلفته عشرة آلاف ليرة للعمّال، فضلاً عن أجرة نقل المحصول عبر سيارة إلى الشمال بتكلفة 30 ألف ليرة والحصادة 7500 ليرة، فكانت خسارته فادحة هذا العام، بحسب تعبيره.

وأوضح المزراع، أنه والكثير من مزارعي منطقة جبل شحشبو لجؤوا إلى هذه الطريقة من اجل إنقاذ ما تبقى من محاصيلهم الزراعية وهم يعملون أنها خاسرة، إلا أنها تعد مصدر رزقهم الوحيد، خاصةً في ظل الظروف المعيشية الصعبة وموجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المنطقة.

واحترقت آلاف الدونمات في أرياف حماة الشمالي والغربي وإدلب الجنوبي، جراء الجملة العسكرية التي بدأتها قوات النظام في بداية شهر رمضان الماضي، فضلاً عن استيلائها على مناطق لم تحترق محاصيلها فقامت قوات النظام والمليشيات المساندة لها بجني تلك المحاصيل، لتحرم مئات المزارعين من محاصيلهم التي لطالما انتظروها لأشر من اجل الاستفادة منها، كونها مصدر رزقهم الوحيد.

وتتعمّد قوات النظام إحراق المحاصيل الزراعية في كل حملة عسكرية تشنها على المنطقة منذ سنوات، وذلك كسياسة لتجويع الأهالي، خاصةً وأنهم نزحوا من تحت القصف لا يصطحبون معهم أي شيء من أثاث منازلهم، في حين تقطن آلاف العائلات بين أشجار الزيتون في مناطق الشمال، في ظل غياب شبه تام لدور المنظمات الإنسانية من أجل تأمين مستلزمات النازحين الأساسية كالخيام وما شابه.

الجدير بالذكر أن الحملة العسكرية الاخيرة على مناطق ريفي حماة وإدلب والتي ما تزال مستمرة منذ حوالي ثلاثة أشهر، تسببت بنزوح أكثر من نصف مليون نسمة، بحسب#منسقو_استجابة_سوريا، والذي اعتبرها أكبر موجة نزوح منذ اندلاع الاحتجاجات في #سوريافي آذار 2011، وسط عجز أممي عن اتخاذ أي قرار يوقف تلك الهجمات العسكرية على مناطق المدنيين وتهجيرهم، بحسب ما يرى مراقبون.

هاني خليفة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.