خاص- الحل العراق

«ليس لنا علاقة بالمستثمر أو الأحزاب لكن بالتأكيد هناك دعم نسبي لهذه الكلية أو تلك من بعض الأحزاب ومن بعض السياسيين».

كان هذا أول تصريح لوزير #التعليم_العالي والبحث العلمي #قصي_السهيل، بعد تسنمه المنصب في أواخر العام 2018، حول سيطرة أحزاب وسياسيين على إدارة #الجامعات_الأهلية، وهو ما ينذر بخطورة تحول تلك الجامعات إلى مفقس لتخريج آلاف العاطلين عن العمل، خاصة وأنها خارج إطار #التصنيفات_العلمية و #الأكاديمية.

 في العاصمة #بغداد وحدها نحو 21 جامعة وكلية أهلية، 16 جامعة منها تعود مليكتها لأحزاب و #كتل_سياسية و #ميلشيات، تدرس فيها مختلف الأقسام العلمية والإنسانية، لكن عدداً من تلك الكليات غير معترف به من قبل وزارة التعليم والبحث العلمي، وهو ما دفع الوزارة إلى إيقاف استحداث الجامعات الاهلية الجديدة.

جامعات لا تصلح أن تكون مدارس ابتدائية

ويقول السياسي العراقي البارز #مثال_الالوسي، لـ “الحل العراق”، إن «الكثير من #الجهات_السياسية_الفاسدة، و #الجماعات_المسلحة فتحت جامعات أهلية بعضها يحمل اسم ديني، وبعضها لا تتوفر فيها المواصفات المطلوبة، بل لا تصلح لأن تكون مدرسة ابتدائية حتى».

وأوضح الالوسي، أن «هذه الجهات، استخدمت نفوذها، من أجل فتح، هكذا جامعات، من أجل كسب #الأموال، وكذلك إعطاء #شهادات_جامعية، لأشخاص تابعين لها، دون أي حق، وهذا الشيء مشخص لدى #وزارة_التعليم_العالي».

وحذر السياسي من خطورة تلك الجامعات، مشيراً إلى أن «عدد من تلك الجامعات تحمل ايدلوجيات وسياسات تعليمية غير مرخصة، كما تدرس #مناهج غير معترف بها لدى #الحكومة_العراقية».

ويضم العراق 66 جامعة وكلية أهلية معترف بها رسمياً من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بينها ثماني جامعات في #إقليم_كردستان. وتضم تلك الجامعات والكليات أكثر من 570 قسماً في اختصاصات شملت المجموعات الطبية والهندسية والإنسانية.

جامعات أصبحت كمحلات تجارية

 من جانبه قال عضو #لجنة_النزاهة في #البرلمان_العراقي #كاظم_الصيادي، لمراسل “الحل العراق”، إن «#الشهادات_العراقية، أصبحت غير معترف بها في دول الجوار والعالم، بسبب هذه الجامعات، التي أصبحت كالمحلات التجارية، منتشرة في أغلب #الشوارع_العراقية».

ويضيف الصيادي، أن «الكثير من المسؤولين في الدولة العراقية، بل وحتى نواب، كانوا لا يملكون أي شهادة جامعية، لكن بعد استلامهم المناصب، أخذوا هذه الشهادات من هذه الجامعات دون أي وجه حق، بل دون أي حضور للمحاضرات».

وأكد النائب العراقي، أن «الفترة المقبلة، سيكون لمجلس النواب ولجانه المختصة، كلمة وموقف، بشأن أغلب الجامعات الأهلية، التي تعود لأحزاب متنفذة، هدفها كسب المال، وتدمير المسيرة التعليمية في العراق».

تمنح الشهادات إلى شخصيات لا يعرفهم زملائهم وأساتذتهم

إلى ذلك أكدت #لجنة_التعليم_العالي والبحث العلمي البرلمانية، أنها تعمل على جرد معلومات على كافة الجامعات الأهلية في العراق، لاتخاذ قرارات مناسبة لإغلاق بعضها.

وقالت عضو اللجنة، النائب #إيناس_المكصوصي، لـ”الحل العراق”، إننا لسنا «ضد فكرة افتتاح جامعات أهلية أو مدارس أهلية، على العكس، لكن يجب أن يكون ذلك وفق شروط صارمة وحازمة».

وبينت المكصوصي، أن «هناك تقارير ومعلومات تصل إلينا من طلاب وحتى كوادر تدريسية، تكشف ما يحصل في الجامعات، وكيف تمنح الشاهدات إلى شخصيات، لا يعرفونهم حتى زملاءهم أو أستاذتهم، كونهم يحضرون فقط عند استلام الشهادة الجامعية».

وأكدت البرلمانية العراقية، أن «لجنة التعليم العالي والبحث العلمي البرلمانية، تعمل على جمع المعلومات عن كافة الجامعات الأهلية في العراق، والجهات التابعة لها، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم العالي».

وختمت المكصوصي، قائلةً: «وفق المعلومات الأولية، التي نملكها فأن هناك ما يقارب (70) جامعة أهلية في عموم محافظات العراق، وللعاصمة #بغداد الحصة الأكبر من هذه الجامعات».

جامعة تتخذ من إيران مقراً رئيساً لها

إلى ذلك قالت أحد الكوادر التدريسية في #جامعة_الإمام_المصطفى الأهلية في بغداد، والتي لديها أفرع في محافظات أخرى، وتتخذ من إيران مقراً رئيسياً لها، أن «هناك طلاب لا نرهم إطلاقا، لكن يفرض علينا، إعطاءهم درجات نجاح، وفي حال رفض أي أستاذ ذلك، يتم إنهاء خدماته فوراً».

وتضيف التدريسية، التي طلبت عدم ذكر اسمها، أن «هناك الكثير من #رجال_الدين أيضاً، سجلوا في بعض أقسام هذه الجامعة، بهدف الحصول على شهادة جامعية، دون أي حضور أو أداء امتحان، وحتى الذي يمتحن ويرسب، يُفرض علينا نجاحه، وهذا الشيء موجود في أغلب الجامعات الأهلية، حسب ما يصل إلينا من بعض الزملاء».

فيما رفضت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التعليق على الموضوع، بعد إجراء اتصالات معها بهذا الشأن.

وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، قصي السهيل، أكد في تصريح سابق، إن «الوزارة أوقفت عملية استحداث الجامعات الأهلية لحين انتهاء اللجان الفرعية من تقييم واقع ومستوى التعليم الأهلي».

___________________________________________________

تقريرـ محمد الجبوري – بغداد

تحرير- سيرالدين يوسف               الصورة المرفقة أرشيفية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.