نساء “داعش” المتشددات يؤرقن عيش القاطنات في مخيم الهول

نساء “داعش” المتشددات يؤرقن عيش القاطنات في مخيم الهول

(الحل) – يبدو أن سياج الحديد والحراسة المشددة لم تؤثر كثيراً على زوجات عناصر «داعش» المتشددات المتواجدات بداخل #مخيم_الهول بريف #الحسكة (شمال شرق سوريا)، فلا يزال قسم كبير منهن متأثراً بفكر التنظيم المتطرف، وقد بدى ذلك واضحاً جلياً من خلال عمليات التمرد والتعدي المستمرة التي يقمن بها تجاه نسوة التنظيم الأخريات بداخل المخيم، والتي وصلت إلى حد التهديد بالقتل مؤخراً

. «دويلة الهول الصغيرة» كما هو متعارف لدى عموم سكان مخيم الهول، وهو القسم المخصص لنساء التنظيم المتطرف وأطفالهن من شتى الجنسيات، والذي تم إنشائه بداخل المخيم ذاته بعد مدة وجيزة من وصول زوجات عناصر التنظيم اللواتي خرجن من مخيم #الباغوز(ريف #دير_الزور_الشرقي) قبل أشهر قليلة، ويحيط به سياج حديدي وكاميرات مراقبة ويخضع لحراسة مشددة من قبل جهاز الأمن العام (#الأسايش) التابع لقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، وكانت الغاية من إنشائه هو تجنب المشاكل والنزاعات شبه اليومية التي تحدثها تلك النسوة تجاه السكان السوريين والعراقيين من قاطني المخيم الأصليين.

يحوي المخيم الصغير قرابة 500 خيمة، حيث يوحي ظاهرياً بالهدوء والسكينة، على عكس التجاوزات التي تحصل بداخله من قبل بعض النسوة اللواتي يزرعن الخوف والرعب في كل زاوية منه، إذ شكلن خلال الأشهر الثلاث الماضية، جهازاً للحسبة ترأسه نساء من الجنسيتين العراقية والمغربية، في محاولات منهن لإبقاء أساليب التنظيم المتطرف سارية على كافة النسوة المتواجدات بداخل المخيم.

“الانتقام بالحرق”
شهد مخيم المهاجرات خلال الشهرين الماضيين الكثير من المشاكل سببها جهاز الحسبة، وهذه المرة لم يتوقف الأمر على توجيه الإهانات والضرب لمن تخالف في لباسها الشرعي، بل تعداه ليصل إلى حد الموت. يقول س.م (عنصر من الأسايش) رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، لموقع «الحل»، إن “شهر مايو الماضي شهد أكثر من خمسة حرائق لخيم مهاجرات، وهي حرائق مفتعلة وبفعل فاعل، ووفقاً لشهادات نساء مهاجرات من المخيم ذاته، فضلن عدم الكشف عن هوياتهن، خوفاً من ملاحقة داعشيات الحسبة لهن، وفق قوله.

تضمنت الشهادات، اتهامات مباشرة لمسؤولات الحسبة وخاصة العراقيات منهن، فهن يهددن بالقتل أي مهاجرة تتطاول على زعيم التنظيم “البغدادي” أو من تنتقد التنظيم ولو بكلمة واحدة، فحرق الخيام أقل شيء يقمن به لإسكات كل من يتحدث بسوء عن التنظيم وزعيمه وخاصة للصحافيين أو لوسائل الإعلام.

وقد توفيت نتيجة لعمليات حرق الخيام هذه، طفلة تونسية تبلغ من العمر 7 أعوام وأصيبت أمها وشقيقتها الصغرى بجروح بليغة، والمعروف عن تلك المهاجرة لومها الدائم لزعيم التنظيم على أنه السبب في وصولهن إلى هذا الحال.

وأضاف المصدر، «أنهم يتلقون العديد من الشكاوي من نسوة مهاجرات تعرضن للضرب والتهديد بالقتل من نساء الحسبة، لشتمهم التنظيم، أو التحدث لحرس المخيم واتهامهن بالعاملة نتيجة ذلك»، مستذكراً قيام امرأة “داعشية” مسنة من الجنسية الأذربيجانية في منتصف الشهر الفائت، بقتل حفيدتها القاصر البالغة من العمر 14 عاماً، خنقاً، لرفضها ارتداء النقاب، وفق قوله.

ضرب مبرح
ميرنا” اسم وهمي لممرضة في العيادة الطبية للمخيم تحدثت لموقع «الحل» عن بعض الحالات التي تأتي إليهم، قائلة، إن “المشاجرات بين النسوة المهاجرات بداخل المخيم باتت روتينية بل واعتدنا عليها، فنستقبل في العيادة على مدار الأسبوع الواحد من حالتين إلى ثلاث حالات لمهاجرات تعرضن للتعنيف بشكل كبير من قبل أخريات منهن، أما لأسباب تتعلق بالأمور الشرعية وفق زعمهن”، أو لأحد الأسباب المذكورة أعلاه.

وأشارت إلى أنه «في منتصف الشهر الفائت شهد المخيم مشكلة كبيرة بين عدد من المهاجرات، بسبب ضبط جهاز الحسبة لامرأة مغربية تتحدث مع أحد حراس المخيم بدون أن تضع غطاء الوجه، لتتعرض الأخيرة لضرب مبرح نقلت على إثره للعيادة، ولم يعرف أمن المخيم من الجناة، بسبب التستر عليهن، وحتى المرأة التي تعرضت للضرب لم تجرأ على توجيه التهمة لأحد، خوفاً مما قد يحدث لها بعد ذلك».

تجاوزات طالت حراس المخيم
لم تقتصر تجاوزات تلك النسوة في التعدي على نساء أخريات فحسب، إذ طالت هذه التجاوزات عناصر حرس المخيم أيضاً، فقد أقدمت إحدى المتطرفات، على طعن عنصر من “الأسايش” في مطلع الشهر الجاري، وفقاً للمرصد السوري للحقوق الإنسان. وفي التفاصيل التي أوردها المرصد نقلاً عن مصادره، بأن “عملية الطعن وقعت عندما توجهت إحدى نساء «داعش» مع أحد عناصر الأمن ويدعى «عز الدين علاوي» إلى سوق المخيم، إذ قامت بطعنه بسكين في ظهره ثم لاذت بالفرار ، لتختفي بداخل القسم المخصص لعائلات التنظيم الأجانب بالقرب من السوق، فيما لم يستطع «الأسايش» إلقاء القبض عليها، فهي ترتدي النقاب وملامحها غير معروفة، لذا لم يتم التعرف عليها”.

وعلى أثر ذلك، فرضت إدارة المخيم و”الأسايش” حظراً كاملًا للتجول في المخيم، تزامنًا مع قيام المنظمات الدولية والمحلية بإخلاء موظفيها من المخيم، بعد هذه الحادثة. وفي تقرير نقلته وكالة «أسوشيتد برس» من داخل مخيم الهول، فإن «نساء يرتدين النقاب، حاولن تخويف أي شخص يتحدث إلى صحفييها الذين كانوا داخل المخيم، كما ألقى أطفال الحجارة عليهم، واصفين إياهم بـ“الكلاب“، و“الكفار“». وتفيد التقارير الصحفية بأن المتشددات حاولن مراراً ترهيب النازحين المقيمين في المخيم وإجبارهم على الالتزام بالقواعد الصارمة المعتمدة من قبل التنظيم المتطرف، كما اعتدت المتطرفات أكثر من مرة على موظفين طبيين ورجال إغاثة وصحفيين داخل المخيم.

و يحوي مخيم الهول حاليا على أكثر من 25 ألف شخص يتوزعون داخل المخيم على ثلاثة أقسام سوريين، وعراقيين، وأجانب من جنسيات عربية وآسيوية وأفريقية (من اتباع التنظيم). وكان قد تم إنشاؤه من قبل الأمم المتحدة بالتنسيق مع القوات الحكومية السورية في أوائل العام 1991 إبان حرب الخليج، ويقع على المشارف الجنوبية لبلدة الهول، ويوفر ملاذاً لما لا يقل عن 15 ألف لاجئ من العراق، والذي كان يحوي حوالي 22 ألف شخص أغلبهم مدنيين من محافظة دير الزور من مناطق الشامية التي تسيطر عليها قوات النظام والمليشيات الموالية لها حالياً، وتوجد نسبه كبيرة من العراقيين في المخيم، أغلبهم كان لهم صلات بتنظيم «داعش» يخشون العودة للعراق بسبب الملاحقة الأمنية التي ستطالهم من حكومة بلادهم هناك.

ونقلت «قسد» بعد سيطرتها على آخر معاقل «داعش» في شرقي دير الزور في مارس الماضي، أعداداً كبيرة إضافية من المدنيين الذين كانوا يعيشون تحت حكم التنظيم في مناطق #هجين و#الشعفة و#السوسة و#الباغوز نحو مخيم الهول، وأغلب هؤلاء الخارجين من الأجانب من عوائل التنظيم، ومعهم نسبه صغيرة من أبناء دير الزور من أهالي المناطق المذكورة، وقامت «قسد» بتجميعهم في المخيم الذي تحمل أعداد فاقت طاقته الاستيعابية وتخطت أعداد قاطنيه الــ 28 ألف شخص، وللتخفيف من شدة الازدحام بداخل المخيم وتجنباً للمشاكل التي سنتنج عنه، نقلت «قسد» المئات منهم لاحقاً إلى مخيمات أخرى في ريف #الرقة وريف دير الزور وريف الحسكة.

حمزة فراتي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.