بغداد ـ ودق ماضي

من ينظر إلى صور #النساء #العراقيات في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، سيرى تنانير “ميني سكيرت” والشعر الظاهر مع الضحكات التي لا تختفي عن الصور أبداً، في #جامعات وشوارع وحدائق #المدن العراقية، إلا أن بداية تسعينيات القرن الماضي، تبدَّل الوضع، مع ظهور ما عُرف آنذاك بـ«#الحملة_الإيمانية»، التي رعاها #نظام #صدام_حسين، لتشجيع النساء على الإلتزام دينياً.

وبعد إسقاط صدام ونظامه، عام ٢٠٠٣، ودخول القوات متعددة #الجنسيات للبلاد، بدأت ملامح الجماعات #الدينية المتطرفة تسيطر على العراق، وأُجبرت غالبية النساء مرة أخرى على ارتداء الحجاب ووصل في بعض المحافظات إلى فرض #النقاب، ومن لا تلتزم فمصيرها #القتل أو التعرض للتحرش أو الإختطاف.

خلال السنوات الماضية، وتحديداً عقب طرد تنظيم “#داعش”، الإرهابي، من مدن شمال وغرب البلاد، هدأت العاصفة #الدينية وأصبح انفتاح العراقيين أمراً محتوماً، بعد ذاقوا المرّ، من عصابات التشدّد، وهو ما دفع شابات إلى التحرر من الحجاب، وتحديداً في صلاح الدين ونينوى وحتى الأنبار، ناهيك عن تأثر أخريات في بابل وذي قار والبصرة.

مع ذلك، تشير تعليقات نساء خلعن الحجاب إلى استمرار تعرضهن إلى التجريح مع مخاوف من عصابات متطرفة، في حين أن نساء أخريات يفصلن بين التحرر والتمسك الديني، إذ لا علاقة للتحرر الحديث بالتخلي عن الأسس الدينية.

غفران رؤوف ـ فيسوك

#غفران_رؤوف، وهي مُدرسة، تحدَّثت لـ”الحل العراق“، عن ضرورة احترام #حريات الآخرين، قائلة إنه «يُفترض أن يكون قرار خلع #الحجاب أو الإلتزام به، قراراً شخصياً، غير خاضع لآراء المجتمع، مبنياً على قناعة ذاتية وإيمان خالص بالفعل، لكن الواقع يُناقض قوانين #السماء والأرض، حيث يواجهن النساء احتقاراً وتوبيخاً إساءة متعمدة، وهذا الأمر يُصبح شديداً في المحافظات ذات الطابع الديني، مثل #كربلاء و #النجف».

مبينة أن «#المجتمع العراقي ينظر إلى أن الحجاب مقياساً أساسياً لشرف #المرأة وعفتها، وبسقوطه تسقط المرأة مهنياً واجتماعياً».

أما #أسيل_صالح، وهي طالبة ومحجبة، أشارت في حديثها مع “الحل العراق“، إلى أنه «برامج التواصل الاجتماعي مساحة أوسع للتدخل في خصوصيات الآخرين، فعادةً نجد حالات #الاعتداء #اللفظي أو التنمر منتشرة وبشكل كبير حتى على توافه الأمور، وبالأخص إذا كانت الفتاة #محجبة وخلعته».

وبرأيها أن «خلع الحجاب من عدمه يعود إلى #حرية #المرأة الشخصية، وقناعة ذاتية، ولا يمكن أجبار أي شخص على شيء يرفضه بداخله وغير مقتنع به، وبالتالي ليست كل من ارتدت الحجاب هي #امرأة جيدة، وليست كل من خلعته هي سيئة».

من جهتها، بيَّنت #مها_خالد وهي محجبة أيضاً، أن «الشخص الذي لا يمتلك #السلطة والسيطرة التامة على حياته وقراراته يتخذ من #التغييرات البسيطة ضمن #الحريات المتاحة له، كحل مؤقت أو وسيلة للتعامل مع الوضع بأقل عدد ممكن من المشاكل، لذا فإن (التوربان) يُعتبر أحد البدائل المريحة أكثر من #الحجاب».

ولدعاء ابراهيم، وهي طبيبة أسنان، رأي مغاير، إذ ترى أن «ترك الحجاب وخلعه، من #المحرمات، لأن #الحجاب فرضٌ على كل امرأة مسلمة».

لافتة في حديثٍ مع “الحل العراق“، إلى أن «فكرة عدم قناعة بعض #الفتيات بالحجاب، عبارة عن حجج واهية يقولها بعضهن ولا تدل إلا على الشعور بالذنب المرافق لعمل شيء خاطئ يحتاج لتبرير، لإقناع الآخرين به».

#الباحثة الاجتماعية، #سلمى_الحمداني لفتت إلى أن «التطورات التي طرأت على العراق من خلال الحملات الإعلامية للترويج عن الحريات، إضافةً إلى سلطة #الأحزاب_الإسلامية الحاكمة، ومشاهد العنف التي خلفتها التنظيمات الإرهابية، دفعت فئة ليست قليلة من النساء إلى خلع الحجاب في تظاهرة معنوية ضد ما يحصل من عنف باسم #الدين والتدين».

مستكملة لـ”الحل العراق“، أن «الاستياء الكبير والاصدارات المرئية لـ”داعش”، وكيفية تعامله مع المرأة والنصوص الدينية، هي السبب الأكبر في توجه النساء نحو خلع الحجاب، فضلاً عن تشدد الخطاب الديني الذي جعل الدين عبارة عن وحش يلتهم #البشر، وليس #السلام والتسامح، وما يحدث حالياً، ما هو إلا رد فعل طبيعي ولكنه بحاجة إلى #دراسة».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.