قد تدوم 15 عاماً: جسور الأسنان ميزاتها وطرق العناية بها

قد تدوم 15 عاماً: جسور الأسنان ميزاتها وطرق العناية بها

أولى العلم الحديث اهتماما كبيراَ لطب الأسنان، حيث أصبح فرعاً علمياُ مستقلاً بذاته ويتم تدريسه بكليات مختصة وأنشأت له مراكز بحثية تسعى لتطوير التقنيات التي يستعملها أطباء الأسنان. وشهد مجال استعاضة الأسنان تطوراً كبيراً من حيث المشافي الاختصاصية التي تجرى فيها عمليات جراحية مختلفة، وظهور اختصاصات جديدة توفر نتائجاً طالما طمح المرضى في الحصول عليها. فعدا عن جماليتها وتأثيرها على الصحة عموماً، تعد الأسنان عاملاً أساسياً في عملية الهضم، إذ تقوم بالدور الأول وهو مضغ الطعام وطحنه، إضافة إلى ذلك، تعتبر الأسنان من أهم عوامل النطق الصحيح، حيث تعود العديد من مشاكل النطق لوجود تشوهات في الأسنان.

يواجه الكثير من الأشخاص مشكلات تتعلق بفقد أو تآكل في الأسنان (كلي أو جزئي)، وهذا من شأنه أن يسبب لهم مشكلات عديدة تبدأ بالحرج عند التكلم أو الابتسام، ولاتنتهي بالآلام وصعوبة مضع الطعام. ولحسن الحظ ومع تطور هذا المجال، باتت عملية استعادة الأسنان يسيرة و تتم بطرق وأشكال عدة حسب الحالة، مثل عمليات الترميم للأسنان المتضررة وزراعة الأسنان وتركيب الجسور.

تقنية تركيب جسور الأسنان:
هي عملية تعويض الأسنان المفقودة وذلك بملء مكان السن المفقود بوضع سن اصطناعي بديل، يتم تثبيته بواسطة دعامات على الأسنان المجاورة للفراغ الناتج عن فقد الأسنان.
ويتم صناعة هذه الجسور من مواد مختلفة مثل الذهب والفضة وأنواع أخرى من المعادن، كما وتصنع أيضا من الخزف (البورسلان) أو الزيركون.

تصنع جسور الأسنان من مواد مختلفة أقدمها:

– الذهب والفضة وأنواع أخرى من الخلائط المعدنية:
أقدم المواد المستعملة في الترميمات والتعويضات السنية هي المعادن غير القابلة للأكسدة مثل الذهب والفضة، وفي السنوات الأخيرة نسبيا، ظهرت أنواع أخرى من المعادن وخلائطها مثل الستانلس غير القابل للصدأ والتيتانيوم وغيرها. وتتميز الجسور المصنوعة من المعادن بقوتها ومتانتها ومقاومتها للتآكل، إلا أن الطلب عليها انخفض مؤخراً بسبب لون المعادن القاتم وتباينه مع لون الأسنان، وبالتالي لم يعد للجسور تلك الوظيفة الجمالية التي يبحث عنها المريض، وكذلك بسبب غلاء المعادن حيث أصبحت كلفة هذه الجسور مرتفعة مقارنة بتكلفة الجسور المصنوعة من مواد أخرى.
– الخزف:
الخزف أو البورسلان، ويتم صنع التيجان أو القواعد من المعدن ثم تطلى بالخزف وتعرض لحرارة مرتفعة في أفران خاصة لتنصهر مادة الخزف على القاعدة المعدنية وتغطي السن كاملاً. وتعتبر الجسور السنية المصنوعة بتلك الطريقة، من أكثر الأنواع استخداما، كونها أكثرمتانة وجمالية من الجسور المعدنية، ويمكن اختيار ألوان قريبة من لون الأسنان الطبيعية.
وهناك نوع آخر من الجسور مصنوعة من الخزف بشكل كامل، وتكون أكثر سماكة من الجسور المعدنية المطلية بالخزف، وذلك لضمان متانة وقوة الجسر من جهة ولجمالية مظهره العام وتناسقه مع الأسنان الطبيعية، إضافة للحماية طويلة الأمد التي تؤمنها هذه الجسور. مع ذلك، يعاب على هذا النوع من الجسور أنها قد تتسبب في اضمحلال وتلف للأسنان المجاورة بسبب الاحتكاك أثناء عملية المضغ، كما تحتاج الأسنان المجاورة لمزيد من التحضير بسبب سماكة الأسنان الاصطناعية.
الزيركون:
الزيركون هو نوع مطور من الخزف، وتتم صناعة الجسور السنية من الزيركون بالكامل ولا حاجة لاستعمال المعادن، وتتميز التعويضات المصنوعة من المعادن بالمتانة والقوة وتكاد تكون مشابهة لقوة ومتانة المعادن نفسها، وتحتاج هذه الطريقة إلى تحضير قبل التركيب (الحت من الأسنان) ولكنها أقل سماكة من تعويضات الزيركون. وتوجد هذه التعويضات بتدرجات مختلفة من اللون الأبيض، مما يمكن الطبيب وفني الأسنان من اختيار اللون المطابق لأسنان المريض، ويتميز الزيركون بدرجات من الشفافية وبالتالي فهو يعكس الضوء كالأسنان الطبيعية ويحقق درجة عالية من الجمالية. المزيد من التفاصيل على هذا الرابط

ما النتائج المتوقع الحصول عليها بعد تركيب الجسور:
تختلف النتائج من حالة إلى أخرى وذلك بمقدار الضرر أو التلف الذي تعرضت له الأسنان، ولكن بالعموم تبقى النتائج التي تعطيها جسور الأسنان جيدة وسريعة، فبمجرد تركيب الجسر يحصل المريض على نتائج مباشرة من قبيل:
– تحسين آلية مضغ الطعام بشكل مباشر، حيث يمكن أن يعود المريض لتناول كافة أنواع الطعام مع تجنب الأطعمة القاسية مثل قطع الثلج الكبيرة.
– تحسن واضح في طريقة نطق الأحرف لتعود طبيعية.
– سد الفجوات بين الأسنان وتعبئة الفراغات التي يسببها فقدان الأسنان، وبالتالي يستعيد المريض الشكل الطبيعي للوجه وتظهر ابتسامته كاملة وجميلة.
– يحقق المريض إطباقا جيداً للأسنان.
– يساهم تركيب الجسور في الحفاظ على الأسنان المجاورة من الميلان في حال لم يتم تعبئة الفراغ الناتج عن فقد الأسنان، وكذلك في الحفاظ على عظام الفك بحالة جيدة.

العمر الافتراضي لجسور الأسنان:
يقدر عمر الجسور عادة بين 10 إلى 15 سنة، بحسب المادة التي صنع منها الجسر، ولكن مع مراعاة الاهتمام بنظافة الفم والأسنان والاعتناء الجيد، يمكن أن يدوم الجسر لفترات أطول ويمكن أن يصبح دائما.
وفيما يلي بعض التوصيات التي من شأنها مساعدة المرضى في الحفاظ على الجسور والتعويضات لفترة أطول:
طرق العناية بالجسور والتعويضات السنية:
الخطوة الأهم للمحافظة على الجسور، هي العناية بالأسنان الأصلية والمحافظة على نظافة الفم والأسنان من بقايا الطعام، صحيح أن التعويضات المصنوعة من الخزف أو الزيركون لا تتحلل بتأثير الأحماض الموجودة في الأطعمة أو بتأثير عمل البكتيريا التي تسبب التسوس، ولكن الصحيح أيضا أن الأسنان التي تقوم بدور الدعامات للجسور سوف تتأثر بفعل البكتيريا، وفي حال إصابة الدعامات بالتسوس سيضطر طبيب الأسنان إلى خلع الجسر ومعالجة التسوس في الأسنان الداعمة وربما تفقد الأسنان قدرتها على لعب دور الدعامة.
وكذلك في حال إصابة اللثة بالأمراض، سيؤدي ذلك الى تراجع التوقعات حول عمر الجسر المفترض كما وتؤثر أمراض اللثة على الصحة العامة للفم.
– يجب تنظيف الأسنان بشكل جيد مرتين في اليوم، وينصح باستخدام فراشي أسنان ناعمة الشعيرات وتجنب استخدام معاجين الأسنان المبيضة.
– استخدام غسول الفم للتخفيف من تكاثر البكتيريا، ولمنع تشكل طبقة الجير التي ستؤثر سلبا على صحة اللثة وعلى الشكل العام للأسنان.
– إزالة بقايا الطعام من الفم ولو لمرة واحدة في اليوم ويفضل أن تكون قبل النوم، للتخفيف من عوامل نشاط البكتيريا.
– تناول غذاء صحي ومتوازن للحفاظ على بنية الأسنان سليمة.
– الإقلاع عن عادة التدخين أو التخفيف منه على الأقل للحفاظ على صحة الفم.
– زيارة الطبيب بشكل دوري للكشف على الأسنان وتنظيفها.

وعلى الرغم من استعمال الأطباء لطريقة زراعة الأسنان وانتشار هذه الطريقة في وقتنا الراهن، الا أن اللجوء الى تركيب الجسور ما زال هو السائد كونه أقل كلفة وأسرع نتائجا، ويبقى انتشار تقنية وانحسار أخرى مرهونا بتطورات الجراحة السنية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.