رغم فتاوى التكفير والتهديدات بالقتل.. الآلاف يتحولون للديانة الزردشتية في كردستان

رغم فتاوى التكفير والتهديدات بالقتل.. الآلاف يتحولون للديانة الزردشتية في كردستان

خاص- السليمانية- علي الحياني

يتعدد التنوع الديني والقومي والحزبي في #إقليم_كردستان #العراق، نتيجة إقرار القوانين التي تساعد على تنظيم #الحريات_الدينية وتتكفل بها، وتحت هذا المنطلق تجد لجوء أقطاب الحركات الدينية التي تعاني الاضطهاد في العراق إلى الإقليم.

#الزردشتية واحدة من تلك #الأديان القديمة التي كانت الموطن الأول للشعب الكردي قبل تحولهم إلى #الدين_الإسلامي.

وتعتبر #الديانة_الزردشتية هي من أقدم الديانات على وجه الارض، والتي ظهرت فيما بين العام 1500 و1200 قبل الميلاد في شرق #إيران أو جنوب #افغانستان، وقد تدينت الأقوام التي كانت في المناطق المجاورة لظهور الزردشتية جميعها، منها #الفرس و #الكرد و #الهنود.

ما هو وضع أتباع الزردشتية في كردستان

بعض أتباع الزردشتية في كردستان -إنترنت

يتعرض #أتباع_الزردشتية إلى الاضطهاد في إيران، ويخاف الناس الذين تحولوا إلى هذه الديانة من أن يشهروا ذلك، خوفاً من الانتقام والقتل نتيجة قمع السلطات الدينية لهم، رغم اعتزاز الملايين من الإيرانيين بديانتهم القديمة، لكن الوضع في إقليم كردستان العراق يختلف كلياً، بعد منحهم عدد من المميزات التي تمكنهم من ممارسة طقوسهم بحرية تامة، دون مضايقات أو تهديدات.

#ممثلة_الديانة_الزردشتية في #وزارة_الأوقاف والشؤون الدينية في #حكومة_إقليم_كردستان #آوات_حسام_الدين، قالت لـ“الحل العراق”، إن «حكومة الإقليم كانت سباقة بإصدار قانون رقم 5 لسنة 2015 , الخاص بحرية الدين والعقيدة والذي أتاح وجود ممثل لكل ديانة داخل وزارة الأوقاف، ويشارك الجميع في الكثير من المراسيم الدينية والاحتفالات والمناسبات الخاصة بكل ديانة، ضمن عملية #التعايش_السلمي الذي تتبنه حكومة الإقليم».

وأضافت أن «أتباع الديانة الزردشتية لم يستطيعوا الإعلان عن ديانتهم إلا بعد صدور #قانون #حرية_الدين و #العقيدة عام 2015، وذلك خوفاً من #الجماعات_المتشددة والتي هي امتداد لفكر تنظيم داعش، الذي قتل الآلاف من #الإيزيديين و #المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى».

يُكتب مسلم على بطاقة الأحوال المدنية

وأوضحت حسام الدين، أن «أبرز ما نعانيه هو أن هوية #الأحوال_المدنية ماتزال تكتب الديانة الخاصة بنا #مسلم، وليس #زردشتي، وهذا عائد للحكومة الاتحادية باعتبارها هي المسؤولة عن إصدار بطاقة الأحوال و #الجوازات، لذلك سنسعى دائما بالعمل على فصل الدين عن الدولة، وتطبيق القانون الذي أقر في الإقليم على جميع مناطق العراق، ليشمل حرية العقيدة لكل فرد».

ماهي طقوسهم؟

وأشارت إلى أن «أتباع الديانة الزردشتية يمارسون طقوسهم التي تشابه إلى حد كبير طقوس جميع أتباع الديانة في العالم، ولكن الكرد الآن يركزون على التعاليم الأخلاقية لمؤسس الديانة النبي #زردشت، والتي ترتكز على المبادئ الثلاثة «الأفكار الجيدة والكلمة الطيبة والأفعال الصالحة».

ولفتت ممثلة الديانة الزردشتية، إلى أن «الكثير من السياسيين الكرد يتعاطون مع أًتباع الزردشتية، لأنهم يعتقدون أنها الديانة الأصلية للكرد، وهذا ساعدنا كثيراً ووفر لنا حماية مهمة من خطر #الأحزاب_الإسلامية_المتشددة».

تهديدات بالقتل والتصفية

وتابعت حسام الدين، أنها «تلقت تهديدات عدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك عبر عدد من #رجال_الدين في #كردستان، والذين أعلنوا مراراً وتكراراً عن #تكفير الديانة الزردشتية، وتحليل قتلهم، وقدمت شكوى أمام المدعي العام في كردستان على هؤلاء الذين يتبع قسم كبير منهم لأحزاب دينية مشاركة في برلمان الإقليم، ولكن لم يتخذ #القضاء إجراءات رادعة لإيقاف عملية التحريض الواضح ضدنا، وبالرغم من كل هذه المعوقات لكن أتباع الديانة الزردشتية في تزايد مستمر، وتقدر أعدادهم حاليا بحوالي 250 ألف زردشتي».

ما علاقة داعش بالزردشتية؟

من جهة أخرى، يؤكد عدد من المختصين أن ظهور تنظيم داعش والتنظيمات المتشددة الأخرى، ساعد في عملية التحول الكبيرة لدى السكان #الكرد في إقليم كردستان نحو الديانة الزردشتية، بفضل #الحرية التي يتمتعون بها داخل الإقليم، والاشمئزاز من تصرفات التنظيمات المتشددة والخطب التكفيرية.

بعض أتباع الزردشتية أمام معبداً لهم – إنترنت

الباحث في الشأن الديني #سالار_تاوكوزي، قال لـ“الحل العراق”، إن «حملات #الاضطهاد التي تعرض لها الكرد تحت راية الدفاع عن #الإسلام، وظهور تنظيم داعش وما قام به من عملية سبي وقتل في قضاء #سنجار لأبناء #الديانة_الإيزيدية، ساهم وبشكل كبير في عملية البحث عن ديانة أخرى، وهذا يحدث حالياً داخل الإقليم من وجود عملية تحول سريعة للديانة الزردشتية».

ما هو المطلوب من كردستان؟

الكاتب والصحفي #شيرزاد_محمد، قال لـ“الحل العراق”، إن «وجود هذا الكم من الأديان والتي تمارس طقوسها بكل حرية، وعدم وجود مضايقات أو تهديدات دليل على مدى قدرة الإقليم على فرض التعايش السلمي، وهذه بصمة كبيرة تحسب للحكومة ولسكان الإقليم، حيث يعيش هنا أتباع الديانات والقوميات والمذاهب المختلفة دون أية مشاكل».

وأشار إلى أنه «هذا الموضوع يعزز من قدرة الإقليم، ومكانته بين المنظمات العالمية والهيئات المهتمة بحقوق الإنسان، ويتطلب إقرار المزيد من القوانين الداعمة لحرية الأديان، وحمايتها من الجماعات المتشددة».

والزردشتية هي ديانة #آرية قديمة، وكانت الديانة الرسمية للإمبراطوريات #الأخمينية و #البارثية و #الساسانية و #الميدية، ويقدر عدد معتنقيها بمليونين وستمئة ألف نسمة، معظمهم في #الهند، وإيران وأفغانستان و #أذربيجان، فضلاً عن إقليم كردستان و #أرمينيا.

تحرير- سيرالدين يوسف

————————————————————–

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.