بغداد ـ رئم عادل

لم تكتفِ الكاتبة العراقية #شمم_بيرم بالبقاء في خانة كُتاب البلاد الذين يدونون ويطبعون فحسب، فصاحبة «قديسة الغي ورازقي وهاشتاك زهري”، فضَّلت الدخول عملياً إلى عالم التوعية ونشر الثقافة قدر المستطاع بين صفوف #نساء بلادها عبر تأسيس نادٍ للقراءة، تدعو من خلاله إلى #نهضة نسائية وتذكير بأهمية #الكتاب ووعي #المرأة.

بيرم، تُركزُ عبر من مشروعها الذي لم يمضِ وقت طويل على تأسيسه، على بناء #شخصية نسائية قادرة على خلقِ مجتمع مثقف يأخذ على عاتقه ترميم البلاد، وإبعادها عن الأدران التي ألصقت به، من جهلٍ وأفكارٍ ضارة.

الكاتبة شمم بيرم ـ مواقع

نادي “معنى” القرائي، بحسب بيرم، هو استكمال لجهود مثقفي البلاد بإقامة فعاليات ثقافية ومهرجانات، وهو أكثر تخصصاً، إذ يركز على #شابات العاصمة بغداد، واستقطاب نساء من مدن أخرى.

تقول الكاتبة شمم بيرام، وهي صاحبة الفكرة، لـ”الحل العراق“، إن «النادي النسائي القرائي هو أمر متعارف عليه وموجود في كثيرٍ من الدول #العربية والأجنبية، لكن #الفكرة لم تكُن موجودة في العراق، ربما بسبب طبيعة #المجتمع المُحافظ، وقلة الاهتمام بخلق قنوات تنفس ثقافي مخصص للنساء، بعيداً عن التسوق وصالونات #التجميل».

وتضيف أن «النادي فيه خصوصية بالغة، ويتميز بذلك عن #نوادي القراءة الأخرى في البلاد، تلك التي تجمع الجنسين، لكنني أركزُ حالياً على جذب أكبر عدد من غير القارئات إلى عالم القراءة السحري».

وعن آلية القراءة واختيار الكتب ضمن التجمعات، تشير إلى أن «اختيار الكتاب يتم عبر مجموعة مرشحات، ويتم اختيار كتاب هو الأهم بحسب الأعضاء، ونباشر بعملية القراءة ومن ثم المناقشة بالمحتوى،  أقدمها للقارئات، ونسعى إلى كسر #قيود التفكير وإزهار مساحات جديدة في عقولنا».

«يكون النقاش مفتوحاً ولكل امرأة مُشاركة حق الحديث، دون وجود رئيسة للجلسة، فهي ليست ندوة او #محاضرة، إنما حوار حول ما أفادهُ الكاتب بكتابه”، بحسب بيرم.

المحامية هالة الشمري ـ أرشيفية

وتُكمل أن «عدد أعضاء النادي من النساء، بلغ 40 مشتركة تقريباً، وهناك تزايد بالعدد، والجميل أن النساء من فئات عمرية مختلفة وطوائف، أي أننا نجحنا بكسر الكثير من القيود».

#هالة_الشمري، وهي محامية، وعضو في النادي، لفتت إلى أن «فكرة النادي هو لاعطاء مساحة أكبر للنساء في مكان خاص بهن لمناقشة #أفكارهن وما يفضلن من #كتب».

مشيرة خلال حديثها مع “الحل العراق”، إلى أن «#الحكومة العراقية في حالة إنشغال تام عن قضايا المرأة ونشاطاتها، ومثل هذه النوادي تُغذي النساء وتغرس فيهن ثقافة تُنقل بعد ذلك لأطفالهن وأحفادهن».

ولعل الهوس بالموضة وآخر تحديثاتها ومساحيق التجميل والتسوق، أبعدت المرأة عن جلسات الثقافة، بل وحتى القراءة، بحسب #سرور_البياتي وهي عضو بالنادي.

وتلفت البياتي في حديثها مع “الحل العراق” إلى أن «وجود مبادرات ثقافية ذاتية تساهم بتحسين وتحفيز المرأة على التعلم أكثر، بدلاً من ادمان تصفح #مواقع #التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية».

رواء الموسوي ـ باحثة

بدروها، ترى الباحثة الاجتماعية #رواء_الموسوي، أن «التجمعات الثقافية النسوية، أصبحت كثيرة، ولم تعد حكراً على الرجل مثلما كانت في السابق، في #بغداد وباقي مدن العراق، هناك الكثير من الكاتبات ويحظين بتشجيع واسع، ولا ننسى أن العراق صار لديه #ناشرات كتب أيضاً وليس فقط كاتبات».

الموسوي وفي حديثها مع “الحل العراق”، تُبيَّن أن «المهرجانات الثقافية التي يشهدها العراق، ولعل أبرزها أنا عراقي أنا أقرأ، نجد من خلالها أن الحضور النسائي لا يقل عن حضور #الرجال، فهي باتت تهتم بالقراءة وأهميتها».

وتردف أن «النوادي الثقافية لا تعزز مفاهيم القراءة فقط، إنما التعرف على عادات وتقاليد كل امرأة مشاركة في النادي، والتعرف على مجتمعها، وهذا #الحوار الذي يحتاجه العراقيون، من أجل تهشيم المفاهيم التي غزت البلاد بعد عام 2003».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.