تقرير (الحل) – تتميز الأراضي #الزراعية في ريف #دير_الزور الشرقي بأنها ذات خصوبة عالية وانتاجية مرتفعة، إذ تصلح لزراعة جميع أنواع المحاصيل وبخاصة الموسمية منها.

غير أن تلك المناطق الزراعية تعاني هذه الأيام من مشكلات أبرزها، نقص #مياه الري والاعتماد على مياه #الآبار التي تحتوي على نسبة مرتفعة من #الملح، الأمر الذي أدى إلى تدهور خصوبة التربة، وبالتالي غياب انتاج المحاصيل.

المزارعون مجبرون على السقاية بمياه مالحة

وقال (سليمان المصلوخ)، مزارع من ريف دير الزور الشرقي، لموقع (الحل) إن “معظم مزارعي قريته #بقرص، خسروا مردود محاصيل هامة لاعتمادهم على مياه الآبار المالحة في سقايتها”.

ولفت إلى أن “أغلبية الجمعيات #الفلاحية في تلك المناطق، خارجة عن الخدمة ولم تقم الجهات المسؤولة بإعادة تفعيلها لتبدأ العمل على تأمين مياه ري صالحة للزراعة، وبالتالي أجبر المزارعون على استخدام مياه الآبار المالحة لسقاية محاصيلهم على الرغم من الضرر الكبير الذي تحدثه”.

وأضاف المصلوخ، أن “ارتفاع نسبة الأملاح في التربة مشكلة مزمنة وحلها يحتاج جهوداً من مسؤولي المنطقة، فعملية غسيل الأرض من الأملاح تحتاج إلى أموال كثيرة، لا يستطيع تحملها المزارع وحده، وإذا استمرت هذه المشكلة بدون حل سنفقد المساحة الزراعية في ريف دير الزور الشرقي بالكامل”، بحسب قوله.

تكلفة البئر الواحد نحو مليون ليرة

وقال (رياض الجاسم) من مزارعي بلدة #الطيبة إن “المزارعين لجؤوا إلى حفر الآبار، رغم تكلفتها المرتفعة، لتعويض فقدان مياه الري، التي لم تعد تصل إلى غالبية الأراضي الزراعية في مختلف مناطق المحافظة منذ أكثر من خمسة أعوام”.

وتصل تكلفة البئر الواحد مع بقية أدواته المعدة لاستخراج المياه منه إلى 900 ألف ليرة سورية، ليستعيض الفلاحون بالمياه المالحة عن مياه نهر #الفرات التي لا تفصلهم عنه سوى كيلومترات قليلة، بحسب الجاسم.

(عطية العلاوي) صاحب شركة لحفر الآبار بمدينة #الميادين، قال لموقع (الحل) إن “هناك زيادة في الطلب على حفر الآبار في عموم مناطق ريف دير الزور الشرقي”.

وأضاف أن “بعض المزارعين يحفرون آبار على الرغم من صغر مساحة أراضيهم، أي هكتار واحد فقط، فيما كان حفر الآبار يقتصر على أصحاب المساحات الكبيرة أي عشرات الهكتارات”.

وخلال الستة أشهر الماضية حفرت (شركة العلاوي)، أكثر من 35 بئراً في قرىً وبلدات بريف الميادين.

ملوحة المياه تقلل انتاج المحاصيل وربما تقضي عليها تماماً

وحذر (مازن المطر)، مهندس زراعي من ريف دير الزور، من ملوحة تربة الأراضي الزراعية، التي تنعكس سلباً على استدامة النظم البيئية، والإنتاج الزراعي، كما تؤدي إلى تدهور نوعية التربة بشكل كبير، وتسبب فشل زراعة النباتات وتراجع نموها بشكل ملحوظ، وربما فقدانها من المنطقة، بحسب قوله.

ويستخدم مصطلح الملوحة لوصف التربة المتضررة من الأملاح الذائبة، خاصة أملاح الكبريتات والكربونات، وأيضاً بيكربونات الصوديوم، وهناك أيضاً المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم، وهناك أسباب أخرى لتملح التربة، مثل معدل هطول #الأمطار، وارتفاع منسوب المياه الجوفية، ورداءة أنظمة الري والصرف، بحسب المطر.

ولفت المهندس (مازن المطر) إلى أن “أعراض الملوحة على النباتات، تتشابه مع أعراض الجفاف الناتجة من نقص الري، مثل ظهور اللون الأخضر الداكن أو المائل للزرقة على الأوراق، واحتراق حواف الأوراق ثم جفافها، إلى جانب تقزم النبات، كما تؤثر ملوحة مياه الري على خصوبة التربة وإنتاجية النباتات، إذ تؤدي إلى تراكم الأملاح الذائبة على سطح التربة وفي منطقة الجذور بحسب نوع التربة”.

وشهد القطاع الزراعي في محافظة دير الزور تدهوراً كبيراً، على مدى السنوات الستة الماضية، إذ تراجعت نسبة الأراضي المزروعة بحوالي 60%، بحسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة (FAO).

كما ترك أهالٍ كثر عملهم بالزراعة وانخرطوا في العمل العسكري أو أسسوا مشاريع تجارية، الأمر الذي انعكس سلباً على العديد من الأراضي الزراعية الأخرى التي تُركت بوراً لعدة مواسم، وباتت تحتاج إلى عمليات استصلاح زراعي مكلفة.

إعداد: حمزة الفراتي – تحرير: مهدي الناصر

الصورة من الإنترنت

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.