مهنة رائجة… تهريب الأغنام من مدن الشمال إلى مناطق النظام

مهنة رائجة… تهريب الأغنام من مدن الشمال إلى مناطق النظام

ريف حلب (الحل) – تنتشر ظاهرة تهريب #الأغنام من المناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري إلى مناطق سيطرة قوات النظام شمال شرق #سوريا، عبر مدينة #عفرين الخاضعة لسيطرة الفصائل المنضوية في #غصن_الزيتون المدعومة تركياً، الأمر الذي يؤثر على سعر #اللحم في مناطق سيطرة المعارضة.

ويقول حسان الشيخ (مواطن في إحدى مناطق الشمال السوري)، لـ«الحل السوري»، إن «عملية التهريب تتم في منطقة #أطمة وعلى مدار الساعة، عن طريق مجموعات تهريب مخصصة». مؤكداً أنها «ليس فقط الأغنام التي يتم تهريبها بل وحتى #البيض، ما يؤثر سلباً على الأسعار وزيادة معاناة السكان في ظل الظروف المعيشية الصعبة وتردي أوضاعهم الاقتصادية».

وأضاف «الشيخ»، في حديثه أن «المهربون يعتمدون على أشخاص يعرفون جيداً منطقة #دير_بلوط المتاخمة لعفرين، ويمتد خط التهريب على مسافة واسعة يصعب ضبطها، رغم أن حاجز دير بلوط استطاع ضبط قطيعين من الأغنام في الأيام الأخيرة، وأعاد الأغنام إلى مناطق سيطرة المعارضة، وغرّم المهربون بمبالغ مالية».

وأشار المصدر إلى أن «المهرّب يتقاضى حوالي 200 دولار أمريكي عن كل مرة ينجح فيها بتهريب قطيع، في حين لا تتجاوز المسافة الـ ٣٠٠ متر ليصل إلى الطرف الآخر». موضحاً أنّ الأغنام تصل أخيراً إلى مناطق سيطرة قوات النظام مروراً بعفرين».

وأوضح المواطن أن «سعر كيلو اللحمة الحمراء في مناطق الشمال تتراوح بين 4000 و4500 ليرة سورية (أي ما يعادل حوالي 9 دولارات أمريكية)، في حين يصل في مدينة عفرين إلى 5000 ليرة، فيما وصل سعر (صفط) البيض إلى 1200 ليرة، ما يجعلها غائبة عن كثير من موائد العائلات في الشمال، وذلك نظراً لظروفهم الاقتصادية المتردية».

بالمقابل، يتم تهريب #الدخان ومادتيّ #المازوت و #البنزين من مناطق سيطرة النظام إلى مناطق سيطرة المعارضة، عبر عفرين، حيث سعر الليتر الواحد من المازوت 400 ليرة والبنزين 500 ليرة، ويتم ذلك عبر معبر العون ومعبر آخر قرب بلدتيّ #نبّل و #الزهراء الخاضعتين لسيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية المساندة لها.

وفي مقارنة لهذه الأسعار مع باقي المدن، ولنأخذ دمشق العاصمة مثالاً، فإنه من الواضح أن موجات النزوح الكبيرة باتجاهها سواء من مختلف المحافظات أو من ريف دمشق بكثافة، لعب دوراً كبيراً في عملية استهلاك اللحوم على الرغم من العروض القليلة.

ووفق الأرقام التي يتداولها «القصابون»، ففي دمشق يُذبح وبالحد الأقصى يومياً، نحو 1000 خروف، في حين أن حاجة العاصمة تفوق 2500 رأس غنم، ما يزيد الطلب وبالتالي ترتفع الأسعار، ويتم التحكم بها بشكل مضاعف من قبل التجّار.

فيما تشير إحصاءات رسمية تابعة لحكومة النظام، إلى أن إنتاج القطاع الحيواني تراجع نحو 60% عن مستواه مقارنة مع أرقام ونسب عام 2010، وبالتالي ووفق الإحصائية من الطبيعي أن تتراجع الثروة الغنمية من 22 مليون رأس عام 2011 إلى نحو 12 مليوناً بنهاية عام 2017، ولم تصدر بعد أرقام 2018 والتي من المتوقع أن تكون الأرقام أكثر تراجعاً.

وبالرجوع إلى الأرقام التي حصلت عليها وسائل إعلامية عدة، فإن مراكز بحثية «قدّرت إجمالي خسارة القطاع الزراعي بسوريا، النباتي والحيواني، خلال سنوات الحرب بنحو 399.8 مليار ليرة سورية، وهو ما يعادل 9.8% من إجمالي الخسارة التراكمية للناتج المحلي الإجمالي»، وهذا الرقم كبير نسبة إلى قطاع يكون مرتبطاً بالحياة اليومية للمواطن والتاجر والجهات الرسمية معاً.

الجدير بالذكر أن البطالة تنتشر بشكلٍ كبير في مناطق الشمال السوري، في ظل الظروف المعيشية الصعبة، خاصةً مع موجة النزوح الأخيرة نتيجة الحملة العسكرية على مناطق ريفيّ #حماة الشمالي و #إدلب الجنوبي، إذ يقدر عدد النازحين بأكثر من نصف مليون، يتوزعون على #المخيمات الحدودية ومناطق الشمال، وسط انعدام المساعدات من المنظمات والجمعيات الإنسانية.

 

إعداد: هاني خليفة – تحرير: معتصم الطويل

الصورة من الأرشيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.