مقارنة الأجور مع الدول المجاورة تفضح تقرير انخفاض الأسعار في سوريا

مقارنة الأجور مع الدول المجاورة تفضح تقرير انخفاض الأسعار في سوريا

(الحل) – تلقفت وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية السورية، التقرير الصادر عن موقع «إكسباتستان»، والذي يدرس مؤشر تكلفة المعيشة في دول العالم المختلفة، ليقولوا للعالم إن سوريا هي من أرخص الدول العربية على الرغم من الحرب التي تعيشها البلاد، وبالتالي على الرغم  من الارتفاعات الكبيرة التي تشهدها أسعار السلع والمواد الغذائية وسعر الصرف، إلا أن هذه المقارنة السطحية غير صحيحة مطلقا بالمنطق الاقتصادي.

«مؤشر» أجوف بهدف التضليل

إن هذا المؤشر الأجوف بمفرده لا معنى له إذا لم يتم ربطه بمستويات #الرواتب والأجور بين سوريا وتلك البلدان، فمن السهل جدا القول إن الأسعار في أوروبا أغلى من سوريا على سبيل المثال، وهذا صحيح من حيث المبدأ، إلا أن مستويات الأجور تتناسب مع غلاء المعيشة في هذه البلدان، والمواطن الأوروبي يعيش رفاهية نسبية، بينما انخفاض #أسعار_السلع في #سوريا لا يعني أبدا أن السوريين يعيشون حياة اقتصادية جيدة، أو أن هذا الفارق الموجود في الأسعار هو بفضل الإدارة الجيدة للاقتصاد السوري، إذ يجب ربط #المؤشرات_الاقتصادية ببعضها للحصول على الصورة الحقيقية بدل التضليل المقصود، بهدف التطبيل لسياسات اقتصادية أنهكت كاهل الأغلبية المسحوقة من السوريين، وخير دليل عليها هو اتساع الهوة الطبقية بين أغنياء لا يتجاوزون الـ ١٠ بالمئة وفقراء تقدر نسبتهم ب ٩٠ بالمئة.

تقرير «إكسباتستان»!

بالعودة إلى التقرير- الذي يقيس من خلال 6 مؤشرات- فإن تكلفة الطعام في سوريا هي أرخص بـ56% عما عليه في لبنان، ومؤشر الإسكان أن سوريا أرخص في 71% عما عليه في لبنان، ومؤشر أسعار الملابس أرخص في سوريا بنسبة 31% عن في لبنان، ومؤشر وسائل النقل أيضا سوريا أرخص في 22% عما في لبنان.

وفي جانب آخر، بين موقع #إكسباتستان، ان تكلفة المعيشة في سورية هي أرخص 50% منها في #الأردن، وتكلفة المعيشة في سوريا، وهي أرخص 35% من العراق، وأرخص بـ47% من إيران.

1000 دولار الأجر الشهري في لبنان

إن متوسط الراتب الشهري الصافي بحسب المعلومات التي حصلنا عليها من موقع “numbeo.com” في سوريا يقدر بـ 91 دولار أمريكي، على الرغم من حديثنا في مرات سابقة عن تقرير رسمي صادر عن حكومة النظام، تطرق إلى شرائح الرواتب الحالية في البلاد، إذ يتقاضى جزء من العاملين والموظفين السوريين في القطاعين العام والخاص راتبا شهريا لا يتجاوز ٤٠ دولار.

وبالعودة إلى موقع “number.com”، نجد أن متوسط الراتب الشهري في لبنان يصل إلى 1018 دولار شهريا، أي أن الفارق بين البلدين يصل إلى 12 ضعفا من جانب الرواتب، أي أن مستويات المعيشة في لبنان على أرضية الربط بين الأجور والأسعار هي أفضل من سوريا بكثير.

العراقي «أفضل حال» من السوري!

وبالعودة إلى باقي البلدان التي تم ذكرها في التقرير، نجد أن متوسط الأجر الشهري في الأردن يصل إلى 427 دولار، وهو أفضل من مستوى الرواتب في سوريا بخمس أضعاف تقريبا، أما في #العراق فمتوسط الأجور يصل إلى 561 #دولار_أمريكي شهريا، ويتجاوز متوسط الدخل في سوريا بـ 6 أضعاف، أما في إيران، فإن متوسط الرواتب يقدر بـ 347 دولار شهريا، ويزيد بـ ٤ أضعاف عن مثيلاته في سوريا، بالمقارنة الحقيقية تبدأ من ربط الأجور بالأسعار للحديث عن المستويات الحقيقية للمعيشة.

أرقام مخيفة تعري الادعاءات

على الرغم من الفقر في هذه البلدان الثلاث، إلا أن مستويات معيشة مواطنيها، انطلاقا من معادلة #ربط_الأجور_بالأسعار، توصلنا إلى أن مستوى معيشة الفرد في لبنان أفضل منه سوريا رغم الانخفاض النظري لأسعار المواد، وبلغة الأرقام، يجب أن تتضاعف الأجور الشهرية في سوريا بمقدار خمس مرات إلى 458 دولار، ليصل السوريون إلى مستوى معيشة أقرانهم في لبنان، وبالمقارنة مع #العراق، يجب أن تتضاعف الأجور أربع مرات لتصل إلى 364 دولار شهريا، ليعيش المواطن السوري بمستوى معيشة العراقي، بينما يجب أن تزيد الرواتب بنسبة 2,3 ضعف ليعيش السوري بمستوى معيشة الفرد في الأردن، ويتقاضى راتبا شهريا بمقدار 213,5 دولار، وبمقدار الضعفين مقارنة بإيران (184 دولار)، ليصل السوري إلى مستوى معيشة الفرد في إيران، وبهذه الطريقة نحصل على مقارنة حقيقية لمستويات المعيشة بين هذه البلدان.

 

إعداد: إبراهيم سلامة

الصورة من الأرشيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.