دير الزور (الحل)_ يعاني أهالي مدينة #البوكمال الواقعة تحت سيطرة المليشيات الإيرانية شرقي#دير_الزور، أوضاعاً معيشية غاية في السوء. وتبدو معانات السكان أشد وطأةً وأكثر مرارة في ظل التضييق المستمر عليهم من قِبل ميليشات إيران المسيطرة على المدينة، ما دفع ببعض العوائل إلى الهجرة مجدداً والنزوح باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، شمال شرق نهر الفرات.

إنعدام الخدمات وفقدان فرص العمل. 
معاناة المدينة وريفها كبيرة، ومشكلاتها باتت لا تعد ولا تحصى، يبقى أبرزها الانقطاع التام للكهرباء منذ أكثر من خمسة أعوام، واقتصارها على مقار ومنازل عناصر الميليشيات.
كما تعيش المدينة انقطاعاً تاماً لمياه الشرب وانعدام أي وسيلة لتأمينها سوى شرائها بأثمانٍ باهضة، فضلاً عن انقطاع الاتصالات الأرضية وغيابٍ تام لسائر الخدمات الأخرى.

تقول السيدة “إحسان” من سكان المدينة لموقع «الحل» ، إن “إعادة الكهرباء إلى البوكمال وريفها لا يزال بحاجة لانتظار سنوات، وبات فقدانها ينغص حياة ساكنيها، وهو أمرٌ عرقل إعادة الحياة الصناعية والزراعية وغيرها من النشاطات التي تعتمد على وجود الطاقة الكهربائية بالمقام الأول”.

وأضافت: “الغريب في الأمر أن الجهات المسؤولة قد أوصلت الكهرباء إلى بعض أحياء مدينة #الميادين، واستبشر أهالي الريف الشرقي بإتمام توصيل الكهرباء إلى البوكمال وباقي المدن والقرى، إلا أن فرحتهم لم تكتمل، وأصيبوا بخيبة أمل كبيرة بعد عودة قسم من الأهالي إلى منازلهم بعد رحلة نزوح قاسية”.

وحسب رأي السيدة المتحدثة إن مشكلة انقطاع مياه الشرب والاعتماد على شراءها بشكل مستمر زاد من معاناة الأهالي أيضاً خاصة مع ارتفاع حرارة الجو. مشيرة إلى أن معظم قاطني المدينة الآن هم من الفقراء والمحتاجين، والغالبية منهم فقدوا مصادر رزقهم بسبب ظروف الحرب السابقة. في حين أن المساعدات التي تقدمها المنظمات الإيرانية تقتصر على عوائل عناصر الميليشيات من أبناء المنطقة فقط.

النزوح مجدداً.
السيدة “أم حنين” من مدينة البوكمال ونزحت مؤخراً عنها، تقول لموقع «الحل»، “عدت وعائلتي إلى المدينة بعد عام من النزوح عنها، إلا أن الوضع المعيشي فيها كان لا يطاق، حيث لا يتوفر فيها أبسط مقومات الحياة، فضلاً عن انعدام فرص العمل واقتصارها على التطوع في صفوف الميليشيات المسيطرة”.
وأضافت: “ما يزيد من مرارة الوضع، تلك التجاوزات التي يقوم بها عناصر الأخيرة المنتشرين على الحواجز ضمن الأحياء، تجاه المدنيين وخاصة النساء.
واعتبرت أن توسع رقعة الاشتباكات يوماً بعد يوم بين الميليشيات الإيرانية المسيطرة على المدينة وقوات النظام، كان الدافع الأكبر لمعظم العائلات إلى النزوح مجدداً عن مدينتهم بدافع الخطر”.

وتكشف السيدة “أم حنين” أنه خلال الشهر الماضي فقط، بلغ عدد العوائل التي نزحت من داخل المدينة باتجاه مناطق «قسد»  14 عائلة خرجت سراً، ولا يزال قسم آخر منهم يحاول الهرب خوفاً على أبنائهم من الانضمام لصفوف تلك المليشيات الطائفية، التي تنتهج سياسة قتل وتحريض تشابه سياسة تنظيم «داعش» المتطرف”، وفق تعبيرها.


الاعتقالات التعسفية مستمرة.

السيد “ميسر الشبوط” ، أحد سكان المدينة النازحين في بلدة الشحيل، قال لموقع «الحل»، إن “ما دفعني لترك المدينة هو كثرة المضايقات من عناصر الميليشيات، فأي هجوم يتعرضون له، تكون ردات فعلهم بحملات اعتقال تطال كافة الرجال والشبان، وخاصة من كان في أحد الفصائل المسلحة المعارضة في وقت سابق، فيتعرض للضرب والشتم منذ اللحظات الأولى للاعتقال وأمام أسرته، حتى بات الوضع لا يحتمل مع كثرة الهجمات التي تتعرض لها تلك الميليشيات مؤخراً في المدينة والمناطق المحيطة بها والتي يسفر عنها في كل مرة قتلى وجرحى من الطرفين”.

تقع مدينة البوكمال على بعد 125 كم شرق ديرالزور على الحدود السورية العراقية، وهي آخر نقطة لنهر الفرات في سوريا قبل أن يدخل الأراضي العراقية.
وقد بلغ تعداد سكانها مع القرى التابعة لها قبيل 2010 حوالي 350 ألف نسمة، وفي إحصائية أخرى صدرت بعد الأحداث السورية في 2012 بلغ عدد سكان مركز مدينة البوكمال وحده قرابة 116.567 نسمة، ليصل إلى 50 ألف في إحصائية أخرى صدرت في عام 2016، ولم تصدر إي إحصائية دقيقة خلال السنوات الثلاث الماضية، سواء من قبل جهات تابعة للنظام أو المعارضة، لكن مصادر محلية رجحت أن يكون عدد السكان المقيمين في تناقص مستمر.

وتنتشر في البوكمال  ميليشيات #الحرس_الثوري_الإيراني بما تتبع لها من ميليشات  #فاطميون و#الحشد_الشعبي_العراقي واللبناني و #زينبيون و#حيدريون وتعد هذه الميليشيات صاحبة القرار في المدينة، في ظل تهميش لعناصر النظام المتواجدين فقط داخل حيّز المربع الأمني الكائن في وسط المدينة.

إعداد: حمزة فراتي. تحرير: سالم ناصيف
الصورة:إنترنت

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.