(الحل) – تجاهد المرأة في سوريا منذ وقت ليس بقصير للحصول على حقوقها واستقلالها في المجتمع السوري الذكوري، ولكن بعد بداية النزاع أصبحت هذه الحاجة أكثر إلحاحاً خاصة مع تغير الأدوار الاجتماعية في الأسرة وغياب الرجال في كثير من الحالات بسبب الاعتقال أو القتل أو حتى الهجرة. باتت المرأة اليوم تحمل عبئاً أكبر داخل وخارج المنزل، واختلف نمط الحياة المعتاد.

ربما كان من الممكن أن تعتمد المرأة سابقاً بشكل جزئي أو كامل على دعم أهلها أو زوجها، ولكن مع ظروف الحرب، النزوح، واللجوء تعيش المرأة في الوقت الحاضر حياة سريعة مليئة بالضغوطات، تتطلب منها أضعاف الجهود التي كانت تبذلها في السابق لسد احتياجاتها، ومتطلبات أبنائها في كثير من الأحيان، ولتتمكن من العيش بكرامة.

علماً أنه حتى في الحالات التي يتواجد فيها الرجل مع زوجته فهو غير قادر في ظل غلاء المعيشة في سوريا على العمل وحده من أجل تأمين المسكن، الغذاء، التعليم وغيرها من الاحتياجات الاساسية. لم يعد العمل اليوم مجرد طريق لتحقيق الذات أو بناء الشخصية والتجربة بل أصبح ضرورة ملحة لمعظم الفتيات والسيدات بغض النظر عن المؤهلات العلمية أو العملية التي تحملنها. وعليه، أورد هنا بعض النصائح التي قد تساعد المرأة في الحصول على عمل.

 

سيرة ذاتية ملفتة

عند وضع أي شركة لإعلان ما حول منصب عمل لديها، يصلها العشرات أو المئات من السير الذاتية. فما هي آلية الاختيار المتبعة في غالب الشركات؟ تقول مروة موظفة الموارد البشرية في شركة كبيرة في دمشق بأنها تقوم بفرز السير الذاتية بين مجموعتين “مرفوض ومقبول”، وتتم طريقة الفرز الأولى بإلقاء نظرة سريعة عامة على كل سيرة ذاتية لمدة أقل من دقيقة. يشكّل شكل السيرة الذاتية هنا الأهمية الكبرى فهي التي تعطي الانطباع الأول عن المتقدم للعمل ولذا يجب أن تكون مرتبة، مختصرة، وتحتوي على أهم ما تحتاج الشركة معرفته بخصوص امكانياتك حول المنصب المتاح.

يتم رفض الكثير من المتقدمين برغم كفاءاتهم العالية فقط لأنهم لم يتمكنوا من إظهارها في سيرهم الذاتية. لذا من المهم جداً أن تحرصي على توضيح كل ما يهم الشركة، وذلك عن طريق قراءتك الجيدة لطلب التوظيف. ليس من الخطأ أن تهملي الأشياء التي تشعرين بأنها ستحجب الضوء عن الكفاءات الأهم، فلا يملك موظفو الموارد البشرية الوقت الكافي لقراءة سير ذاتية طويلة ومليئة بتفاصيل لا تهمهم.

ليكون شكل السيرة الذاتية ملائماً لما تتوقعه الشركة من المتقدمين، عليك أن تراعي مدى حداثة أو قدم هذه الشركة، بمعنى آخر إن كانت الشركة حديثة ومتطورة فمن الأفضل اتباع الشكل الحديث للسيرة الذاتية، أما إن كانت قديمة فاتبعي الشكل الكلاسيكي. يوجد العديد من النماذج المعدة مسبقاً للسير الذاتية على الانترنت وباستطاعتك استخدامها و التعديل عليها بما يناسبك، ولا تخجلي من سؤال صديق ذي خبرة أو طلب المساعدة منه.

 

جهزي رسالة “دافع” خاصة بالتقدم للعمل وداعمة للسيرة الذاتية

غالباً ما تطلب الشركات إرفاق رسالة دافع للتقدم للمنصب مع السيرة الذاتية، ولكن ينصح بتحضير واحدة حتى في الحالات التي لا تكون فيها هذه الرسالة إلزامية. إن مهمة هذه الرسالة هي إقناع الشركة بأنك الموظف الذي يحتاجونه والشخص الأمثل لملء هذا المنصب، وهي هامة جداً ليتميز طلبك عن باقي طلبات العمل.

تبدأ رسالة الدافع بذكر كيفية علمك بهذا المنصب الشاغر وبذكر معلومات عن الشركة التي ترغبين بالعمل فيها. إن ذكر معلومات عن الشركة يظهر اهتمامك بها فاحرصي على انتقاء المعلومات الصحيحة والدقيقة. بإمكانك الاستعانة بالمعلومات الموجودة على موقع الشركة الرسمي على سبيل المثال.

جب بعدها ذكر بعض الكفاءات لديك والمطلوبة من قبل الشركة مع دعم ذلك بأمثلة صغيرة، ومن الأفضل طبعاً ألا تكون الرسالة نسخة مكررة عن السيرة الذاتية. تختتم الرسالة بذكر السبب وراء رغبتك في العمل معهم مظهرة حماسك.

وأخيراً اطلبي أن يتم منحك فرصة للحصول على مقابلة شخصية معهم لكي يتسنى لك إثبات نفسك. هنالك أيضاً العديد من الأمثلة عن رسائل الدافع للتقدم للعمل على الانترنت والتي بإمكانك تعديلها لتناسبك، وتذكري ألا تقومي بنسخ نفس الرسالة تماماً بل بالاكتفاء بأخذ بعض الأفكار منها.

 

تحضير ما قبل المقابلة

كثيراً ما تقوم الشركات بالاعتذار من المتقدمين ورفض طلباتهم للعمل لديها من دون مقابلة. يتم في أغلب الأحيان ذكر سبب الرفض، ولكن إن لم يذكروا السبب فمن الجيد أن تقومي بسؤالهم واعتبريها تجربة لتتعلمي منها مواقع الضعف عندك من أجل أن تعملي عليها وتصبحي أفضل. ربما يكون شكل السيرة الذاتية الخاصة بك ليس مناسباً، أو ينقصك بعض الكفاءات الضرورية، أو ببساطة قد يكون هناك أشخاص أنسب منك لهذا المنصب تحديداً. استمعي بشكل جيد لنصائحهم وحاولي تطبيقها في المرات القادمة.

أما إن تمت دعوتك للمقابلة فاعلمي أنك قد استطعت أن تتجاوزي المرحلة الأولى من التقديم بنجاح وحان الآن وقت القسم الأكثر تحدياً. لا تقلقي فإن دعوتك للمقابلة تعني بأن لديك ما تحتاجه الشركة، ولكن يجب عليك إثبات شخصيتك وأنك مناسبة للشركة وبأنك أفضل من باقي المتقدمين للمنصب المطلوب. إن أفضل طريقة لتتألقي في مقابلة العمل هي بالتحضير الجيد لها.

تقول السيدة نيكول المحاضرة في إحدى جامعات هولندا بأن أهم خطوة للتحضير لمقابلة العمل هي عبر الدراسة الجيدة المسبقة للشركة التي ترغبين في العمل لديها. اقرأي جميع المعلومات على موقع الشركة وحاولي إيجاد أية تفاصيل أخرى على مواقع ثانية. قد تكون قراءة أي مقال كتب مسبقاً عن الشركة طريقة إضافية لمعرفة انجازاتها. إن كانت الشركة صغيرة جداً ولم تجدي أية معلومات عنها، حاولي على الأقل أن تقرأي معلومات عن المجال التي تعمل به والتطورات الحالية المتوفرة.

تبدأ كل مقابلة عمل بسؤالك عن نفسك، ولذا حضري مسبقاً جمل معينة عن نفسك، كفاءاتك، وصفاتك وتدربي جيداً على إلقائها، مع التركيز على الأشياء المطلوبة في طلب التوظيف. قومي مسبقاً بكتابة الأسئلة التي تسأل عادةً في مقابلات العمل مع تحضير إجابات لها. إن تحضير هذه الأسئلة بشكل سابق يجنبك الارتباك أثناء المقابلة، كما يمكّنك هذا التحضير من الإجابة بطلاقة. توجد نسخ من الأسئلة الأكثر استخداماً في مقابلات العمل على الانترنت، أو قومي بسؤال موظفين حاليين في الشركة إن كنت تعرفي أياً منهم. هناك عدة أمثلة عن هذه الأسئلة: “ما الذي يجعلك مناسبة للعمل لدينا؟” حاولي أن تذكري في اجاباتك ما يمكنك تقديمه للشركة بدلاً من قول “أنا كذا وكذا”.

تقوم الشركات الحديثة أيضاً بطلب ذكر أمثلة عن مواقف معينة حصلت معك بدلاً من الأسئلة التقليدية وتسمى هذه الطريقة بطريقة النجمة (star method). لا ترتبكي أبداً بل فكري جيداً واعط مثالاً محدداً مختصراً عن موقف حصل معك. قد يكون السؤال على سبيل المثال “اذكري لنا تحدياً صعباً مررت به، وكيف استطعت تجاوزه” لا يهم ذكر مثال حقيقي هنا بقدر استطاعتك أن تكوني قادرة على إعطاء جواب محدد غير مبهم، و أن يكون حلك للتحدي مبتكراً و إيجابياً.

ومن النصائح المتبعة والتي تلفت انتباه الشركة التي تقوم بالتوظيف، أن تحضري سؤالين أو أكثر للشخص الذي سيقابلك. إن سؤالك عن الشركة يثبت اهتمامك بها و عمق دراستك لها. بإمكانك أن تطلبي مثلاً توضيح هدف معين من أهداف الشركة أو طريقة عملهم في القسم المطلوب أو أي شيء آخر. تذكري أيضاً بأن مقابلة العمل هي فرصة لكلا الطرفين للحصول على معلومات أكثر عن الطرف الآخر، ومن حقك أن تتأكدي أيضاً بأن هذه الشركة مناسبة لك أم لا. يفضل دائما ألا تسألي عن الراتب في أول مقابلة وبإمكانك فعل ذلك لاحقاً. تدربي على جميع هذه الأسئلة مع صديق أو أمام المرآة. فكلما تدربت أكثر كلما كنت أكثر ثقة في المقابلة الحقيقية واستطعت أن تجيبي بطلاقة.

 

خلال المقابلة

تختلف طريقة اللباس المطلوبة من شركة لأخرى. تأكدي من لبس ثياب مناسبة للشركة والمنصب الذي تقدمين عليه، سواء رسمي أم لا، واظهري بمظهر مرتب، بسيط، نظيف، و الأهم من ذلك يعكس شخصيتك. حيّهم بثقة ولباقة وعرّفي عن نفسك واجلسي بطريقة مستقيمة.

من المهم أن تنظري أثناء المقابلة بشكل مباشر في وجه الشخص المقابل. أجيبي عن الأسئلة بثقة وطلاقة وتذكري أنك قد استعديتي جيداً لذلك وتدربتي عليه سلفاً، واسألي الأسئلة التي قمت بتحضيرها مسبقاً.

أخيراً تذكري جيداً بأنك قد تتعرضين للرفض مراراً قبل أن تجدي العمل المناسب، فلا تدعي ذلك يحبطك بل استغلي كل مقابلة عمل لتتعلمي منها وتصبحي أفضل، وثابري على اتباع أحدث الدورات لتطوير نفسك، وبالتوفيق.

 

غالية مردم بك

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.