هل فشلت روسيا في تحقيق أهداف الحملة العسكريّة في الشمال السوري؟

هل فشلت روسيا في تحقيق أهداف الحملة العسكريّة في الشمال السوري؟

إدلب (الحل) – أدركت القوّات الروسيّة في الشمال السوري بأن جيش النظام فشل في حملته الأخيرة على مناطق الشمال السوري، ذلك بعد فشل تحقيق أهداف الحملة العسكريّة ومن أبرزها السيطرة على مناطق بريف إدلب الجنوبي والوصول إلى مدينة سراقب لإعادة إحياء طريق حلب – دمشق الدولي.

فقوّات النظام وعبر الزج بمئات العناصر والعتاد في معركتها “الحاسمة” ضد آخر معاقل المعارضة في سوريا، تمكنت بداية من فرض مبادرتها في المعركة وحققت تقدماً واسعاً في المنطقة عبر السيطرة على “قلعة المضيق” وبلدة كفرنبودة أحد أبرز معاقل المعارضة في المنطقة، لكن سرعان ما انقلبت الكفّة لصالح الفصائل وانحسرت قوّة النظام في المناطق التي سيطر عليها، فما الذي حدث؟.

دعم تركي غير معلن
بعد نحو شهر من بدء الحملة العسكري وفي مطلع شهر أيار الماضي، أعلنت فصائل المعارضة شن هجوم معاكس فاجأ القوّات المهاجمة على محاور ريف حماة، وأكدت الفصائل حينها تكبيد قوّات النظام خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، كما استطاعت وقف زحف القوّات البريّة شمال حماة، ما استدعى النظام لتكثيف قصفه في الخطوط الخلفيّة لقوّات المعارضة.

يقول المحلل العسكري “عامر الحسن” إن دعم تركيا غير المعلن لفصائل المعارضة كان السبب الأبرز في تمكن الفصائل من صد تقدم النظام وقلب المعاركة لصالحهم، حيث عبرت الحدود حينها أرتال عسكريّة محمّلة بصواريخ مضادة للدروع وراجمات تسلّمتها الفصائل في معركتها ضد النظام.

ويؤكد الحسن خلال حديثه لموقع (الحل) دعم تركيا لفصائل الشمال بصواريخ متطورة ساعدتها في صد الهجوم ويقول “تركيا أدركت أن النظام على أعتاب إدلب وكاد أن يصل قبل عقد مؤتمرات الحوار المتعلقة بأستانا والدول الضامنة، وبتقدم النظام ستتغير مسار المفاوضات لصالح الروس، لذلك عمدت تركيا إلى دعم الفصائل بشكل غير علني لضمان توازن القوى في الوقت الراهن”.

غضب روسي من “الجيش السوري”
لكن الجانب الروسي لم يبرر لجيش النظام فشله في تحقيق أهداف معركة الشمال، فكما أن فصائل المعارضة تلقّت دعم عسكري يمكن وصفه بـ”المحدود” من أنقرة، فإن روسيا كرّست جزء كبير من منظمتها الجويّة والصاروخيّة لدعم تقدم جيش النظام والسيطرة على مناطق كانت ضمن خطّة الروس لتوسيع نفوذهم في الشمال والوسط السوري.

صحيفة روسيّة قالت إن قوّات روسيا اعتبرت وبشكل صريح أن العمليّة العسكريّة الأخيرة في الشمال السوري “فاشلة لكل المقاييس”، مضيفة بأن عناصر النظام يعانون من الانهيار وفقدان الرغبة في القتال حسب تعبير الصحيفة.
وأكدت صحيفة “سفابودنايا براسا” في تقرير تحدثت فيه عن العملية العسكرية في إدلب أن قوّات النظام لم تتمكن من تحقيق أهداف عمليّة الشمال السوري التي انطلقت قبل أشهر، وذلك رغم الدعم العسكري الروسي الجوّي والبرّي الذي قدّمته القوّات الروسيّة.

وتؤكد مصادر عسكريّة خسارة النظام للعشرات من جنوده خلال المعركة الأخيرة، التي أصبحت بمثابة استنزاف للطاقة البشريّة في الجيش السوري، بسبب رغبة قيادة النظام في تحقيق أهداف المعركة للظهور بمظهر المنتصر أمام الروس، ولو على حساب أرواح جنود الجيش.

معركة الاستنزاف البشر جعلت عناصر النظام يعزفون عن المشاركة في المواجهات، وأكد قبل أسابيع تقارير من داخل قوّات النظام، دفع عناصر الجيش “رشاوي” للضباط لعدم إرسالهم لجبهات حماة وإدلب، نتيجة أعداد القتلى المرتفع التي تسجله تلك المنطقة وبدون أي فائدة عسكريّة.

إذاً فمعركة النظام رغم الاعتراف الروسي بفشلها مستمرة، ولا تزال طائرات النظام تصعّد من حملتها العسكريّة على مناطق الشمال السوري، ذلك قبل أيام من انطلاق الجولة الـ١٣ من محادثات أستانا، حيث تحاول الأطراف تحقيق المكاسب العسكريّة لتكون المطرقة التي تستخدمها على طاولات المفاوضات لفرض الحل السياسي وفق رؤيتها.

فتحي سليمان

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.